«النفط الصخري» بين مطرقة تدني الأسعار وسندان الإفلاس والاستحواذ

  • 1/27/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تستعد بعض صناديق التحوط والمجموعات الاستثمارية العالمية لإنقاذ شركات الحفر العاملة في مجال النفط الصخري الأمريكية التي ضرب الإفلاس أروقتها بسبب تدني أسعار النفط العالمية، حيث تمتلك تلك الصناديق والمجموعات نحو 60 مليار دولار نقداً، وذلك لاعتقادهم الجازم أن الإنتاج الأمريكي الضعيف من النفط الصخري حالياً سيشهد انتعاشاً كبيراً بعد أن تستعيد أسعار النفط العالمية عافيتها مجدداً. قال دانييل يرغين مدير مؤسسة كامبردج لأبحاث الطاقة ومؤلف كتاب السعي الحثيث للنفط والمال والسلطة إنه لمن المستحيل أن تشن أوبك حرباً استنزافية ضد قطاع النفط الصخري الأمريكي حتى وإن أرادت ذلك. وأضاف أن المجموعات الاستثمارية ذات الوضع المالي القوي مثل بلاكستون وكارليل ستستحوذ على البنى التحتية الخاصة بقطاع النفط الصخري الأمريكي، والانتظار حتى تستعيد أسعار النفط عافيتها بفضل القوة المالية التي يتميزون بها، والتي ستمكنهم من الصمود خلال الفترة الحالية حتى تعاود أسعار النفط الارتفاع مجددا. وأضاف يرغين إنه من المحتمل أن تقوم الشركات العاملة في النفط الصخري الأمريكي بتغيير إداراتها، فضلا عن استبدال مواردها البشرية والمالية. وخلص يرغين إلى أن هنالك توقعات كبيرة بأن تستعيد الأسعار انتعاشها بسرعة أكبر مما هو متوقع، مرجحاً أن يكون منتصف العام الجاري هو الموعد لتغير المنحى التنازلي للأسعار باتجاه صعودي، وإن وتيرة انتعاش النفط الصخري ستكون أسرع من نظيرتها التقليدية. الاستحواذ على حصص إنتاج يدفع الانخفاض الحالي لأسعار النفط العالمية الدول المصدرة له والتي تعتمد اعتمادا كليا عليه إلى العديد من الأزمات التي بدأت تظهر جليا في اقتصادات بعضها مثل فنزويلا وغيرها، في الوقت الذي لن تتأثر فيه بعضها بنفس المستوى بسبب تنوع اقتصاداتها. وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مؤتمر دافوس إن بلاده تبيع النفط بسعر 22 دولاراً للبرميل، وهو ما يجعل من الصعب الإبقاء على استقرار كافة القطاعات في الدولة، مثل معدلات التوظيف والإنفاق العسكري ومعدلات النمو الاقتصادي، وهو ما اعتبره أمراً يقوض الجهود الرامية إلى محاربة تنظيم داعش الإرهابي، محذرا في الوقت نفسه من أن بقاء التنظيم الإرهابي وأنشطته يعتبر أمراً خطيراً يجب التعامل معه بسرعة وحزم شديدين، وهو ما يستوجب الكثير من الأموال. وتترصد شركات كبرى مثل كيه كيه آر وأبولو الوقت الذي تعلن فيه الشركات العاملة في النفط الصخري الأمريكي انهيارها التام. وتمتلك شركات أخرى مثل أكسون موبيل احتياطات مالية كبيرة تمكنها من تحقيق هدفها في الاستحواذ على حصة من إنتاج النفط الصخري الأمريكي، حتى أن سابك عملاق الصناعات الكيماوية السعودية أبدت اهتماما كبيرا بالدخول إلى القطاع والاستحواذ على حصة منه عبر مشاريع مشتركة. وأشار خبراء اقتصاديون إلى أن قطاع النفط الصخري الأمريكي يعاني الأمرين بعد أن قررت أوبك عدم خفض إنتاجها لتحييد منافسيها من خارج المنظمة. وعلى الرغم من ذلك، فقد أظهر قطاع النفط الصخري مرونة أكبر مما اعتقده الناس، حيث تمثل الاعتقاد السائد في أنه وعند انخفاض سعر البرميل إلى ما دون ال 70 دولاراً، فإن معظم شركات الحفر العاملة في القطاع ستعلن إفلاسها فورا، وهو ما يتنافى مع حقيقة أن تكلفة إنتاجه تعتبر متوسطة مقارنة بعمليات النفط التقليدية. محادثات مع الدائنين أصبحت شركات النفط الصخري في الوقت الراهن في مهب الريح، حيث عانت نحو 45 شركة مدرجة من الإفلاس علاوة على أن الكثير منها تجري محادثات مع دائنيها. وقال تزو مين نائب مدير صندوق النقد الدولي إن قطاع النفط الصخري الأمريكي غير موازين القوى النفطية في العالم، وأن الأزمة الحالية التي تعاني منها ليست ذات صلة بسياسات السعودية - أكبر مصدر للنفط في العالم- أو أوبك. وأضاف مين: إن ظهور النفط الصخري أدى إلى فقدان أوبك مركزها العالمي ككتلة نفطية وحيدة تسيطر على زمام النفط العالمي وتحركه كيفما تشاء، مشيرا إلى أنه وبمجرد أن تستعيد الأسعار العالمية انتعاشها، فإن قطاع النفط الصخري الأمريكي سيتعافى مجددا وسيقود الأسعار إلى الهبوط مرة أخرى، إلا أن قدرة القطاع على التأثير في أسعار النفط ستكون أقل مما كانت عليه خلال فترة انخفاض أسعار الفائدة الأمريكية.

مشاركة :