عدنان فرزات.. رواياتي ترصد عذابات الإنسان اليومية

  • 2/27/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

محمد حنفي –  أصدر الروائي عدنان فرزات 6 روايات، وعالم فرزات الروائي دائما ما يلعب في منطقة النفس البشرية، خاصة ما يطلق عليه «فوبيا الحب»، أخيراً صدرت الترجمة الإنكليزية لروايته «تحت المعطف»، القبس التقت فرزات وحاورته عن الصحافة والرواية والترجمة. دخلت عالم الرواية من باب الصحافة، وكان هذا متأخراً في عام 2010، لماذا الرواية؟ – من حيث المبدأ، فهذا صحيح، ولكن باب الصحافة لا يؤدي دائماً إلى باب الرواية، لكل نوع بوابته الخاصة. عندما أكتب الرواية أجبر نفسي على الانفصام في شخصيتي الأدبية والإعلامية، الذي حدث معي أن الرواية كانت تسكنني قبل العمل الصحافي، ولكن مقتضيات الحياة دفعت بالصحافة إلى أول المضمار، روايتي الأولى «جمر النكايات» صدرت عام 2010، ولكنها في الواقع مكتوبة في داخلي قبل الورق بأعوام سابقة على عملي بالصحافة. هاجس لا ينطفئأصدرت حتى الآن 6 روايات، ما الهاجس الذي يظلل عالمك الروائي؟ – ربما لو تجاوزت ضعف هذا العدد، فلن ينطفئ هاجسي الأساس الذي هو الإنسان. ما زلت أرقبه بعالمي الروائي وهو في مختلف حالاته، إنسان اليوم أصبحت تركيبته متناقضة، هو يمتلك في رأسه عقلين متناقضين، وفي صدره قلبين، أرصد الإنسان الذي يعيش العذابات اليومية ما بين رغيف أولاده وحنطة مسروقة وهي في سنابلها، إنسان المخيمات عجوز بلا مأوى يحتضن برد عظامه، مشكلة البشرية أن الكرة الأرضية أوسع مساحة من عدد ساكنيها، ولكنها تضيق بخيمة تأوي عائلة في العراء. قصة من أسبانياصدرت أخيراً الترجمة الإنكليزية لروايتك قبل الأخيرة «تحت المعطف» التي تتناول عالم المرأة المهاجرة.. في أي أجواء كتبت هذه الرواية؟ – في أحد الأيام كنت مسافراً إلى أسبانيا، وكنت مع اثنين من الأصدقاء نتردد على مقهى عربي في مدينة قرطبة، وتعرفنا إلى نادلة عربية تعمل هناك، وكان أحد الصديقين «ثقيل الدم» يتهكم كل يوم على هذه النادلة وهي تضطر للصمت كي لا تفقد مصدر رزقها، وكنت أدافع عن النادلة حين يسخر منها هذا الصديق، فنشأت بيني وبينها خيوط مودة، وذات يوم ونحن في المقهى جاءت لتخبرني بأنها ستسافر إلى العاصمة مدريد، فسألتها عن السبب، وكانت المفاجأة التي جعلت الصديق «ثقيل الدم» يختبئ في ثيابه، حين قالت إنها ذاهبة لاستكمال أوراق الدراسات العليا في كلية الحقوق، لأنها متفوقة في بلدها العربي وهاجرت إلى أسبانيا لتعمل وتكسب رزقها ورزق أهلها ثم تكمل دراستها. بعد ذلك تواصلت مع الفتاة وعرفت قصتها كاملة وكانت هي بذرة الرواية التي غرستها على الورق فأثمرت «تحت المعطف». فوبيا الحبما الذي تضيفه الترجمة للروائي؟ وهل تراها خيانة إجبارية للنص كما يقول بعض الروائيين؟ – رواية «تحت المعطف» ترجمها البروفيسور ميشيل متياس للإنكليزية، ونحن نعاني من قلة الأعمال العربية المترجمة إلى اللغات الأجنبية. لذلك فإن ترجمة أي عمل مكسب لأدباء آخرين. الترجمة مصافحة بالعقول بين الشعوب. وصحيح أن بعضهم يسميها خيانة إجبارية، ولكنه مصطلح قاس لنوايا حسنة من المترجم الذي يضطر للانسياق وراء تعبير مشابه له صبغة أدبية لا يمكن أن يتطابق التعبير فيه بين اللغات. في رواياتك تنكئ على علم النفس، وتتناول مفهوم تسميه «فوبيا الحب»، حدثنا عن هذا المصطلح الذي يبدو غريباً؟ – «فوبيا الحب» هو حالة اكتشفتها من خلال بحث دائم في علم النفس. ربما تكون هذه الحالة نادرة تصيب أشخاصاً محددين وينقسمون إلى قسمين: القسم الأول هم الذين يعملون في حقل الإبداع، والقسم الثاني هم المكافحون في الحياة الذين تعبوا على أنفسهم. والعامل المشترك بينهم أنهم يخافون على مشاعرهم من خيانة محتملة أو رفض من الطرف الآخر أو إهمال، وكل هذا سيؤدي إلى دمارهم نفسياً، لأن عطاءهم بالمشاعر يكون متدفقاً وسخياً، وأجهدوا أنفسهم في صناعتها، فيعتبرونها ثمينة جداً غير قابلة للكسر أو الخيانة، لذلك هم يعيشون حالة «فوبيا الحب».أخيراً، ماذا عن روايتك القادمة؟ – هي في مرحلة «الترويض» والتشكل، ولا تزال ملامحها غير واضحة بالنسبة لي، تراودني كطيف يقترب مني ولم أمسك به بعد.. العمل الأدبي كائن جامح لا يسلمك نفسه بسهولة. مثل مهرة لا تتيح امتطاءها إلا بعد الترويض.

مشاركة :