رشح الرئيس الأميركي باراك أوباما الدبلوماسية المخضرمة كاترين سيموندس داناني لتكون أول سفيرة أميركية لدى الصومال بعد أن ظل المنصب شاغرا لما يقرب من 25 عاما منذ انهيار الصومال في حالة من الفوضى في عام 1991، مما أدى إلى إغلاق السفارة الأميركية. ورحبت وزارة الخارجية الأميركية مساء الثلاثاء بترشيح أوباما لداناني لتولي هذا المنصب، واعتبرته خطوة تاريخية ويشير إلى الرغبة في تعزيز العلاقات بين البلدين بعد تدشين مرحلة جديدة من العلاقات الدبلوماسية. وقالت جين بساكي المتحدثة باسم الخارجية الأميركية: «هذا الترشيح التاريخي هو علامة على التزام الولايات المتحدة تجاه الصومال». وأوضحت أن داناني في حال مصادقة الكونغرس على تعيينها ستقود البعثة الأميركية التي سيكون مقرها في كينيا المجاورة حتى تسمح الظروف في العاصمة الإثيوبية مقديشو لإعادة فتح السفارة الأميركية. وقالت بساكي: «وفقا لما ستسمح به الظروف الأمنية فإننا نتطلع إلى تعزيز وجودنا الدبلوماسي في الصومال وإعادة فتح السفارة الأميركية في مقديشو». وأضافت: «تعيين سفير للولايات المتحدة لدى الصومال يسمح لنا بمواكبة تقدم الشعب الصومالي باتجاه الخروج من عقود من النزاعات، وعلى الصومال القيام بعمل كبير لاستكمال الانتقال إلى أمة مسالمة وديمقراطية ومزدهرة». وقد اعترفت الحكومة الأميركية بالحكومة الصومالية الجديدة التي تولت السلطة في أغسطس (آب) 2012 وهي أول سلطة تلقى اعترافا منذ سقوط نظام محمد سياد بري. وقد عصفت الاضطرابات بالصومال بسبب النزاعات وعدم الاستقرار الذي صاحب الإطاحة بالديكتاتور محمد سياد بري قبل 24 عاما وتشكلت عدة حكومات متعاقبة لكنها لم تدم طويلا، حيث واجه الصومال حربا أهلية وقرصنة وحالة من عدم الاستقرار السياسي وتصاعد لنمو جماعات تابعة لتنظيم القاعدة مثل حركة الشباب التي قامت بشن هجمات في جميع أنحاء شرق أفريقيا. وسيطرت حركة الشباب على جزء كبير من مقديشو منذ عام 2007 حتى عام 2011 وتم طردهم من العاصمة الصومالية والمدن الرئيسية الأخرى من قبل قوات الاتحاد الأفريقي. ولا تزال حركة الشباب تقوم بشن هجمات ضد الحكومة الصومالية وتعد أكبر تهديد في الصومال والدول الأخرى مثل كينيا. واضطرت الحكومة الأميركي إلى إغلاق سفارتها في مقديشو عام 1991 عندما انهارت الحكومة الصومالية إلى حرب أهلية واسعة وتدهور الوضع بشكل سريع، مما دفع بعثة حفظ السلام الدولية التي تقودها الولايات المتحدة إلى الخروج من الصومال عام 1994 بعد أشهر من حادثة «بلاك هوك داون» عندما أطلقت ميليشيات صومالية طائرتين أميركيين وأدى ذلك إلى مقل 18 جنديا أميركيا في المعركة. وقد رحبت الحكومة الصومالية بترشيح أوباما لتعيين السفيرة الأميركية الجديدة، وقال رئيس الوزراء الصومالي عمر عبد الرشيد شارماركي في بيان: «باسم الحكومة الاتحادية في الصومال وجميع الصوماليين فإننا نرحب بقرار الرئيس أوباما ترشيح كاترين داناني سفيرة لدى الصومال». ويذكر أن العلاقات الدبلوماسية تأسست بين الولايات المتحدة والصومال في عام 1960. وتملك الدبلوماسية الأميركية كاترين سيموندس داناني خبرة كبيرة في مجال الشؤون الأفريقية، ومن المرجح أن يوافق مجلس الشيوخ الأميركي على تعيينها دون معوقات أو اعتراضات. وتشغل داناني حاليا منصب مدير الشؤون الإقليمية والأمن في مكتب أفريقيا في وزارة الخارجية وقد عملت في عدة دول مثل الهند والمكسيك والكثير من الدول الأفريقية من أبرزها زيمبابوي والجابون وزامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وبدأت داناني عملها في الخارجية الأميركية منذ عام 1990 وحصلت على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من كلية كينيون، ومن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وقامت بتدريس الاقتصاد في كلية غرينبل.
مشاركة :