عادة لا تكون أسهم الطاقة هي الاختيار الأول للمستثمرين الباحثين عن العائد، خاصة مع النظر إلى طبيعة القطاع الذي يتأثر بالتقلبات في أسعار السلع الأساسية والتغيرات الجيوسياسية، وفق تقرير لموقع «بارونز». وفي عام 2019 ارتفعت قيمة صندوق المؤشرات المتداولة في البورصة لقطاع الطاقة الأميركي «ذا إنرجي سلكت سكتور إس بي دي آر» بنسبة %11، لكن عائده السنوي على مدار الأعوام الخمسة الماضية بلغ (سالب %2.75) مقارنة بـ%10.6 لمؤشر «إس آند بي 500». ومع ذلك، فهناك بعض العلامات المشجعة للاستثمار في أسهم الطاقة بما في ذلك «إكسون موبيل» و«شيفرون»، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتأكيد على أهمية العائدات الرأسمالية وتوزيعات الأرباح. أسباب للتفاؤل ويقول محللو الأسهم والسلع لدى «مورغان ستانلي»: بالنسبة لشركات التنقيب والإنتاج، نتوقع أن تقدم ميزانيات 2019 رسالة مباشرة تعكس الانضباط الرأسمالي، مع منح أولوية لتوليد النقد والعائدات على حساب النمو. السبب الآخر للتفاؤل الحذر، هو تداول خام «نايمكس» مؤخرًا أعلى 53 دولارًا للبرميل، بأكثر من %20 عن مستوى القاع الأخير الذي بلغه في ديسمبر، وتداول «برنت» فوق 62 دولارًا بزيادة %20 أيضًا عن مستوياته في أواخر عام 2018. وبالنظر إلى شركتي «إكسون موبيل» و«شيفرون»، فإنهما كانتا من بين أعلى شركات النفط والغاز ذات الخدمات المتكاملة (تعمل في التنقيب والإنتاج والتكرير والتوزيع) تحقيقًا لتوزيعات الأرباح، والتي بلغت %4.4 و%4 بالنسبة لسعر السهم على التوالي خلال العام المالي الأخير. واكتسبت الشركتان سمعة بمنح الأولوية لأرباح الأسهم على حساب عمليات إعادة الشراء، بخلاف الكثير من الشركات الأميركية في مختلف القطاعات، ولديهما معدلات دفع (النسبة المئوية المدفوعة كتوزيعات من صافي الدخل) مرتفعة نسبيًا مقارنة بغيرهما. ووفقًا لبيانات عام 2018، بلغت هذه النسبة %70 تقريبًا لدى «إكسون موبيل»، و%55 لدى «شيفرون»، مقابل %40 لمؤشر «إس آند بي 500»، ويمكن للشركتين التحكم بشكل أكبر في هذه النسب شريطة ألا تنخفض أسعار النفط. أرباح آمنة يقول محلل الطاقة لدى «سي إف آر إيه» للأبحاث ستيوارت غليكمان، إنه من الأسهل على الشركتين تعزيز توزيعات الأرباح، بالنظر إلى مقدار التدفق النقدي الحر الزائد الذي تحقق، أكثر مما تفعلان لزيادة الإنتاج. وأعلنت «إكسون موبيل» في أبريل الماضي توزيعات فصلية قدرها 82 سنتًا للسهم الواحد، بزيادة نسبتها %6.5، فيما قالت «شيفرون» مؤخرًا إنها ستعزز المدفوعات الفصلية بنسبة %6 لتبلغ 1.19 دولار للسهم الواحد. من جانبه، يقول أليستر سيمي، وهو رئيس أبحاث أسهم الطاقة لدى «سيتي ريسيرش»، إن شركات النفط الكبرى العالمية التي يتعقبها تحقق معدل ربح للسهم يبلغ نحو %4.5، مضيفًا أن أرباح هذه الشركات أكثر أمانًا مما كانت عليه قبل سنوات. وبالنسبة للمستثمرين فإن السؤال الحاسم الآن، هو ما إذا كانت هذه الشركات تقوم بالاستثمارات اللازمة لتنمية أعمالها؟ ووفقًا لغليكمان فإن «إكسون» و«شيفرون» لا تركزان على جذب المستثمرين الباحثين عن نمو القيمة وإنما أولئك الذين يطاردون الأرباح. وأنفقت «شيفرون» نحو 14 مليار دولار على البنود الرأسمالية في عام 2018، انخفاضًا من 30 مليار دولار في عام 2015، وفقًا لسيمي الذي يتوقع ارتفاع التدفق النقدي الحر للشركة عن مستواه الحالي. في الوقت نفسه تعمل «إكسون موبيل» على زيادة إنفاقها الرأسمالي، والذي بلغ 26 مليار دولار في 2018، ومع ذلك يرى سيمي أن الشركة ستظل قادرة على ضمان توزيعات أرباح للمستثمرين. وخلال العام الماضي، بلغ التدفق النقدي الحر بعد الاستثمارات لـ«إكسون موبيل» 20 مليار دولار، وهو ما تجاوز بكثير توزيعات الأرباح التي سجلت 14 مليار دولار، مع تخفيض ديون الشركة بنحو 4.5 مليارات دولار.(أرقام)
مشاركة :