«الإخصاء» و«التعقيم»... قدر الحيوانات في الكويت

  • 2/28/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في ظل ازدياد عدد الحيوانات الأليفة في الكويت وعدم وجود أماكن إيواء تستوعب هذا الكم الهائل منها، لا سيما القطط والكلاب، يلجأ عدد من المجموعات المهتمة بحقوق الحيوانات إلى إخصاء وتعقيم هذه الحيوانات، ومن ثم إعادتها إلى أماكنها مرة أخرى، معتبرين أن هذه الطريقة الأسلم والأضمن لعدم زيادة أعداد الحيوانات، في ظل عدم القدرة على استيعابها في أماكن توفر لها الحماية. وفي الوقت الذي ترى فيه هذه المجموعات عدم غضاضة من القيام بإخصاء الحيوانات، ارتأت أصوات أكاديمية أن «هذا الأمر ضار من الناحية النفسية للحيوانات ويجعلها تتعرض لأذى نفسي»، مشيرة إلى أن «هذه الحيوانات عندما يأتي موسم التزاوج تشتكي إلى الله مما جرى لها». وفي السياق، قالت أستاذة العلوم البيولوجية في جامعة الكويت الدكتورة وسمية الحوطي لـ«الراي» إنه «لا يوجد تأثير فسيولوجي لاستئصال الرحم أو الإخصاء بالنسبة للكلاب والقطط»، موضحة أن «القطط والكلاب من الثدييات كالبشر، والبشر في بعض الأحيان يقررون مثلاً استئصال المبايض أو الرحم ولا توجد مشكلة فسيولوجية في ذلك».وحذرت من التأثيرات النفسية السيئة التي تترتب على عمليتي الإخصاء والتعقيم، قائلة «التأثير يكون من الناحية النفسية، لأن هذه الحيوانات لديها غريزة تكوين عائلة وأسرة، ونجدها في موسم التزاوج تصدر أصواتا وكأنها تشتكي لله عز وجل مما حدث لها، وعندما يأتي هذا الموسم تنظر لأصحابها وكأنها تقول لها لماذا فعلتِ بي هكذا؟». وتابعت: «عندما يختار الإنسان أن يقوم بعملية إزالة الرحم أو المبايض أو الإخصاء فهذا أمر يكون بمحض إرادته ويحدد كيفية إجراء هذا الأمر، أما عندما تتعرض الحيوانات لهذا الأمر فإنها لا تختار بأي طريقة تتم، فهل هو تعقيم كلي أم جزئي؟ والقيام بهذا الأمر يعرض الحيوانات للإيذاء النفسي». وأشارت إلى أن «الإنسان يتدخل في النظام البيئي وفقاً لأهوائه ومصالحه، ولذلك يقوم بعملية التعقيم والإخصاء لهذه الحيوانات الأليفة»، مشددة على أهمية «أن يقوم بتلك العمليات أطباء متخصصون مؤهلون لذلك». من جهتها، بيّنت عضو مجموعة «كير كويت» الناشطة في مجال حقوق الحيوانات سارة العوضي لـ«الراي» أن «هناك أسباباً وعوامل عدة تجعل من تعقيم الحيوانات ضرورة، منها التكاثر غير المرغوب فيه، وازدياد عدد الحيوانات في المناطق السكنية، الأمر الذي يؤدي إلى تذمر السكّان وتهديدهم (أو قيامهم) بتسميم هذه الحيوانات»، معتبرة أن «التعقيم حل صحي للحيوانات وللمجتمع خصوصاً أن الدولة لا توفر ملاجئ للحيوانات الضالة ومن دون وجود مكان آمن ومخصص يؤويها تتعرض هذه الحيوانات إلى الحوادث والإصابات».وزادت «يؤسفني القول ان كثيراً من هذه الحوادث مقصود، فنرى من يقوم بضربها أو رميها بالرصاص أو تسميمها أو التسلي بتعذيبها، وهنا تقوم مجموعة (كير كويت) التطوعية بإنقاذ هذه الحالات والتكفل بعلاجها (من دون دعم من أي جهة رسمية)»، مشيرة إلى أن «الحكومة حتى الآن لا تقوم بعمليات التعقيم بل أغلبها جهود أفراد ومتطوعين».وأضافت: «تتم عملية التعقيم إما من خلال اصطياد الحيوانات (القطط غالباً وأحياناً الكلاب في بعض المناطق) وخصوصاً في المناطق التي تتكاثر فيها بشكل سريع، باستخدام أدوات مخصّصة لهذا الغرض وإرجاعها في ما بعد إلى أماكنها مع وضع علامة معينة تدل على أن هذا الحيوان سبق وقد تم إجراء عملية التعقيم له، أما إذا كان الحيوان يعاني من إصابة أو مرض فتقوم مجموعة (كير كويت) التطوعية بإنقاذه وتعقيمه بعد الانتهاء من العلاج، وذلك إما بالتنسيق مع بعض الأطباء البيطريّين المرخّصين أو المستشفى البيطري الدولي International Veterinary Hospital وبذلك يتحمل أعضاء ومتطوعو المجموعة تكلفة عمليات التعقيم». وبشأن ما إذا كان هناك اعتراضات من جمعيات حقوق الحيوان حول الإخصاء والتعقيم، أجابت: «أشك بوجود أي جمعية لحقوق الحيوان تنتقد عملية التعقيم أو الإخصاء ببساطة، لأن جميع جمعيات حقوق الحيوان والإنقاذ تقوم بتلك العمليات للحيوانات وتؤيدها، لما في ذلك من فائدة لصحة الحيوانات والمجتمع، حيث يعتبر التعقيم عاملا من عوامل إطالة عمر الحيوان والوقاية من الأمراض المميتة كالسرطان». ووجهت حديثها للمنتقدين سائلة إياهم: «أليس من الأفضل محاولة توفير حياة مريحة وآمنة للحيوانات الموجودة، أو أكبر عدد ممكن منها، والاعتناء بها بدلاً من مضاعفة أعدادها وجعل المهمة أصعب مما هي أساساً؟»وفي ما يتعلق بالحيوانات الأكثر تعرضاً للإخصاء والتعقيم، أجابت بالقول «تأتي القطط في المركز الأول وتليها الكلاب، كونهما أكثر الحيوانات المنتشرة في الكويت»، مشددة في الوقت نفسه على أن «هذه العمليات لا تعرض الحيوان لأي خطر وإن كانت كذلك لما قامت بها أي مجموعة إنقاذ أو جمعية حقوق حيوان في أي مكان في العالم، بل هي تعود بالفائدة على الحيوانات وصحتها بشرط أن تتم العملية بالطريقة الصحيحة وأن يكون الحيوان بصحة جيدة وأن يكون قد أخذ التطعيمات اللازمة وبلغ العمر المناسب».وتابعت «وإن كان للعملية أي تأثير على شخصية الحيوان فسيكون إيجاباً وليس سلباً، كما أن سلوك الحيوانات معرض للتغير تحت أي ظرف، قد يتغير السلوك وقد لا يؤثر فيه، وتمتنع أغلب الذكور عن ممارسة عاداتها في التكاثر بعد التعقيم». واختتمت بالقول «لا يزال التعقيم أفضل وسيلة للحد من التكاثر على عكس إبر منع الحمل التي تسبب أوراماً سرطانية مع مرور الوقت». صبري عبدالرؤوف: حرام شرعاً وتغيير لخلق الله تعليقا على القضية، قال أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الدكتور صبري عبدالرؤوف لـ«الراي» إن «الله خلق الخلق وجعل منه الذكر والأنثى، وكل منهما له خواص معينة في هذه الحياة، وما خلق الله شيئاً إلا وله حكمة، وقد تخفى الحكمة علينا، لكن قال الفقهاء عدم العلم بالحكمة لا ينفي وجودها».وأضاف «إذا كان بعض الناس في زماننا هذا يفكر في تعقيم بعض الحيوانات خاصة الأليفة لحاجة في نفوسهم، فإننا نقول لهؤلاء اتركوا ما خلق الله ليعيش في الكون كما أراد الله عز وجل لا كما أردتم، فالحكمة كامنة في كل شيء ولله في خلقه شؤون ومهما وصلتم من علم فلن تصلوا لعلم الله عز وجل، فاتركوا الكون يسير كما أراد الله لا كما أردتم ولا تغيروا خلق الله فإن هذا التغيير حرام، لأن فيه جرأة على الله عز وجل وعلى خلقه». واختتم تصريحه قائلاً «ننصحكم بأن تتركوا الخلق للخالق ولا تتدخلوا في أمور لا تعلمون حقيقة أمرها واتركوا الأمر لمدبر الكون وما فيه».

مشاركة :