نزور المقابر والمعابد ونتعجب من مناظرها ونتعجب أكثر من نقاء ولمعان الالوان وبقاءها بنفس اللمعان وكأن الفنان المصرى ،قد فرغ من تلوينها من أيام حتى أن البعض يحاول لمسها لأنه لا يصدق جمالها ويسأل فى أستغراب دا ألوان حقيقيه ، فما هى ألوان القدماء كانت الألوان إحدى الطرق التى عبر المصرى القديم عن معتقداته ورموزه الدينية والأجتماعية والبيئية وكانت رمزية الألوان عامل مهم لفهم أسرار العقيدة والحضارة المصرية القديمة فلم يكن الفنان المصرى القديم يختار لون عشوائيا ، كما أوضح مجدي شاكر خبير الاثاريين . حيث كان لكل لون معنى ورمزية خاصة ، كان المصرى القديم يرسم و يسجل أعماله وأنشطته الخاصة التى يقوم بها من زراعة وصناعة وحفلات، وغيرها بجانب المناظر والنصوص الدينية وذلك على جدران معابده ومقابره وكان هدفه من الرسم دنيوى ودينى وقد ساعده على ذلك تعدد ووفرة الألوان والمصادر اللونية التى يستخرج منها اللون واستعمال الألوان من مصادر طبيعية ومذابات طبيعية مثل زلازل البيض والراتنجات وذلك سبب بقائها وجمالها. كما كان للألوان رموز عند المصرى ، حيث رمز اللون البنى للون بشرة الرجال ، لتعرضه لأشعة الشمس وكذلك لأهل النوبة والأصفر لون المرأة والذهب والشمس وكان يستخرج من المغرة الصفراء فى الحجر الرملى وهناك الاصفر الملكى (الأوربمنت)الذى كان يستخدم فى مناظر النصر وأوائل الفقرات فى كتابة ورق البردى والأخضر للطاقة والبعث والخلود الأبيض لملابس الالهه والكهنة وبياض العيون وخلفيات المناظر والفخار والرخام وتاج الوجه القبلى وبشرة نفرتم وكان يستخرج من الجبس (الجير) وكربونات الكالسيوم. والأزرق هو لون مقدس عند المصرى يلون به ماء النيل والأسقف والبحيرة المقدسة ومناظر التناسل وكان الازرق المصرى يرمز للسقف لون السماء وبشرة آمون ويأتى من سليكات النحاس والكالسيوم من سيناء والصحراء الشرقية ومازالنا فى مصر نعتبره رمزا لطرد الحسد والعين فنرتدى خرزة زرقاء اما الأخضر المصرى يأتى من معدن الملاكيت من نحاس سيناء وهو رمز للشباب والحيوية والزهور والأشجار وتميمة القلب ويلون به حتحور واوزير ويلون به الأشجار والزهور وتميمة القلب التى توضع فوق قلب المتوفى وحتى الأن. ونذكر أن قلبك أخضر مثل الخس وسنة خضرا ،وكان الأسود رمز الليل يلون به الشعر والباروكة وكحل العين والأثاث والشعائرالجنائزية والتماثيل الجنائزية ويلون به المعبود أوزير وأنوبيس ويرمز لأرض مصر التى سميت ، بكمت اى الأرض السوداء ويستخرج من السناج والفحم النباتى. وأما الاحمر لون الملوك ،حيث كتبت به بداية فقرات فى نصوص البردى ولون به تاج مصر السفلى ونصوص المقابر . وقسم الدارسون نوعين للون ١- جزيئات أكاسيد معدنية طبيعية تمتزج بوسائط سائلة مثل الصمغ والغراء الحيوانى وزلال البيض فى حالة التمبرا وتستخدم مع المذيب دون وسيط ويسمى الفرسكو ٢-الصبغات الطبيعية وهى التى تستخرج من النباتات والحشرات التى تعيش على الأشجار وتميز المصرى القديم بلون الأخضر والازرق المصرى وأحيانا كان يستورد مواد لألوانه من الخارج. كانت ألوان المصرى القديم خمس ألوان هى الأحمر والأصفر والأبيض والبنى والأزرق وكان الفنان يستعمل فرش من حزم ليف النخيل المجدوله أو قطعة خشب مطروقه من احدى الأطراف ويحدد المنظر بفرشه من البوص.