شهادات عن فؤاد دوارة في ذكراه: وافر العطاء.. وتمتع بتركيبة فريدة ناقدًا وأدبيًا

  • 3/1/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يرحل النقاد والفنانون والمبدعون، ولكن تظل أعمالهم الإبداعية والفنية الجادة باقية إلى وقتنا هذا، التى تعد إرثا ثقافيا وفنيا يتوارثه الأجيال، جيل بعد جيل، فنحن أمام تجربة من أبرز التجارب فى عالم النقد الأدبى والمسرحي، أمام صاحب الفكر الجاد، والشجاعة التى لا تتردد، والإيمان الذى لا يضعف بقيمة الثقافة والفكر فى حياة الناس.تابع المسرح المصرى والعربى بدأب وحماس وحب، وأنقذ أعمال يحيى حقى من الضياع، بأن وهب لها كل قدراته على التجميع والتوثيق، من يعرفه على حقيقته يدرك أنه فى مواجهة إنسان لا يساوم ولا يجامل ولا يخفى رأيا اعتنقه، بل على العكس من ذلك تماما، فقد كان واضحا صريحا حاسما لا يلين ولا يتراجع ولا يهادن ولا يتوقف عن إعلان رأيه فى وضوح قاطع، وربما دفع من حياته ثمنا، إنه الناقد الجاد وراهب المسرح العربى والمصرى «فؤاد دوارة» صاحب القلم النزيه، الذى تحل الذكرى الـ 23 على رحيله فى مثل هذا اليوم 1 مارس 2019.قال الناقد عبدالغنى داوود، إن الناقد فؤاد دوارة ظهر فى فترة كان بها كثير من الكتاب خاطفة الأنظار فى الصحافة، ولكنه يتمتع بتركيبة فريدة ناقدا وأدبيا ذا مستوى رفيع الشأن فى الوسط الثقافى والمسرحي، واهتم بأعمال الأدباء أمثال توفيق الحكيم، يحيى حقي، وغيرهما، وتوثيق المسرح والمتابعة له بشكل كبير.وأضاف داوود، أن دوارة بشر بروائيين كثيرين، وأيضا شعراء وكتاب كأمثال الراحل أمين ريان، محمد صديق، الطوخى وآخرين، حيث كان «أمين ريان» أول من كتب عنه دوارة فى كتاباته، اهتم بقضايا المجتمع المصرى وتناولها فى كتاباته، له إنجاز كبير فى حركة النقد، فكان رجلا صارما فى أدبه ونقده، ويرجع ذلك إلى ثقافته العميقة، وترجم العديد من الأعمال المسرحية من بينها «الحضيض» وغيرها.وقال الفنان محمود الحديني، رئيس المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية السابق، إن الناقد فؤاد دوارة من رجال المسرح الذين يتمتعون بالسيرة الطيبة والنزيهة، وهو ناقد كبير وأكاديمى ملم بقواعد النقد، ومتابع جيد للحركة المسرحية المصرية والعربية، وأحكامه دائمة ودافعه للإبداع حتى لو كان فيها توجيهات للمبدع.وأضاف الحديني، أن مقالات دوارة النقدية تدرس للشباب الذين يهتمون بمهنة النقد، مؤكدا أنه شاهد كافة العروض المسرحية التى قدمت فى عهده، مشيرا إلى أنه جمع كل مقالات فؤاد دوارة فى كتيب بعنوان «فؤاد دوارة.. عاشق المسرح»، من إصدار المركز القومى للمسرح والموسيقى، ويعد مرجعا لكل دارسى النقد والفن المسرحى المصري.وقال الكاتب محمد أبو العلا السلاموني، إن فؤاد دوارة يعتبر من جيل النقاد الكبار الذى اكتمل فى مرحلة الستينيات، وكان من بين النقاد أمثال محمد مندور، غنيمى هلال، فاروق عبدالقادر، هناك جيل كبير من عمالقة المسرح ولكن القليل منهم من اهتم بالنقد المسرحي، إلى جانب دوره الكبير وباعه فى كافة فروع مسرح الثقافة الجماهيرية، والدولة، والخاص، والمدرسي. وأضاف السلاموني، «أن دوارة كان متابعا لكل كتاباتى المسرحية مثل «مآذن المحروسة»، التى قدمت من قبل الثقافة الجماهيرية، و«ست الحسن» التى قدمت على مسرح البالون، وعن كتابة المسرح المدرسى تحت عنوان «مسرحة المناهج» تناولت الفلسفة التاريخية وقدمت على الطليعة فى ١٩٨٥، وغيرها، موضحا أنه فى الحقيقة لم يبخل بأى اتجاه نحو المسرح، محتضنا كافة الاتجاهات والتيارات والأعمال المسرحية.وأكد السلاموني، «أن دوارة توقف عن الكتابة النقدية الأسبوعية فى فترة التسعينيات لمدة عامين، نظرا لحالة الكساد المسرحى فى تلك الفترة، وقرر أنه لن يعود إلى الكتابة مرة أخرى إلا فى حالة إصلاح حال المسرح، ولكن لم يعد للكتابة مرة أخرى إلا عندما شاهد مسرحيتى «تغريدة مصرية» أى المسماة بـ«ست الحسن» للمخرج عبدالرحمن الشافعي، التى قدمت على خشبة مسرح البالون، وكتب مقاله عنها فى تلك الفترة، وحصد هذا النص جائزة أفضل نص مسرحى بمعرض الكتاب فى ١٩٩٢، بالإضافة إلى كتابة العديد من المقالات منها لمسرحة المناهج التى قدمتها، التى تهدف إلى خلق جمهور من طلاب المدارس، وأخرى عن «المليم بأربعة»، التى قدمت عام ١٩٩٠ للمخرج جلال الشرقاوي، وكانت أول مسرحية تهاجم الجماعات المتطرفة، ولاقت هجوما من قبل هذه الجماعات، فنحن نشيد بدوره النقدى البناء وإثرائه للحركة النقدية والمسرحية بإبداعه النقدي».وأضافت الفنانة سميحة أيوب، أن الناقد فؤاد دوارة منذ بدايته للكتابة فى النقد المسرحى، ظل قاطعا كالسيف واضحا كضوء النهار، وكان معتزا بنفسه مسلحا دائما بالعلم والمعرفة والفكر العميق.وأكد الكاتب وحيد حامد، أن الناقد فؤاد دوارة كان يحلم بالأفضل دائما، ويعشق الأصالة ويرفض الزيف، وعاش مقاتلا من أجل فن حقيقى وثقافة أصيلة وفكر مستنير، كان ناقدا واسع المعرفة قوى الإحساس عاشقا للجمال وكاتبا مرموقا وافر العطاء.ووجه الفنان ياسر صادق، رئيس المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، الشكر لجريدة «البوابة» على هذا الاحتفاء بذكرى رحيل الناقد فؤاد دوارة، قائلا: إنه يتمتع بتميز خاص فى النقد المسرحي، ونشرف بأنه ترأس المركز القومى للمسرح، وكان المركز فى أعلى مستوياته البحثية والفنية، وله إسهامات كبيرة فى الحركة البحثية والنقدية فى المسرح، وهذا شىء محمود يذكر له.

مشاركة :