شبكات التواصل الاجتماعي الثورة الصناعية الثالثة - عبدالله مغرم

  • 10/6/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يشير تقرير نشره معهد ميكنزي العالمي في العام 2012م الى أن شبكات التواصل الاجتماعي ستساهم في زيادة الانتاجية للاقتصاد العالمي بقيمة تتراوح بين 900 مليار دولار وترليون دولار وهو ما يوضح حجم التغيرات المستقبلية التي ستحققها شبكات التواصل الاجتماعي على مستوى العالم. شبكات التواصل الاجتماعي وما حققته من تغيرات لا تزال في بدايتها حيث إن عدد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي على مستوى العالم في العام 2012م يقدر 1.47 مليار مستخدم ومن المتوقع أن يصل عدد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في العام 2017م إلى 2.55 مليار مستخدم.. ومحركات زيادة مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعية متنوعة وهائلة فالابتكار في مسارات إنتاج الهواتف الذكية سهل استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وبلغ عدد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي عبر الهاتف خلال العامين الماضيين فقط 814 مليون مستخدم بنمو بمقدار 60.3%. على مستوى قطاع الاعمال وتحديدا الإعلان الاجتماعي فإجمالي ما تم إنفاقه عبر شبكات التواصل الاجتماعي لأهم 10 شركات فقط بلغ 7 مليارات دولار في العام 2012م ومن المتوقع ان يرتفع الرقم في العام 2014م الى قرابة 15 مليار دولار وهو ما يوضح حجم المداخيل المالية التي يحققها الإعلان عبر شبكات التواصل الاجتماعي وهي تغيرات بالطبع ستشمل التوظيف حيث في الولايات المتحدة بمفردها 80% من الشركات يكون خيارها الأول للتوظيف عبر شبكات التواصل الاجتماعي وهو ما يعني كذلك المزيد من فرص العمل الواعدة في شبكات التواصل الإجتماعي وكذلك الكثير من التحولات في سوق العمل العالمي والوطني وقد لا تحدث لدينا مثل هذه التحولات بالتدريج. على مستوى القدرة على الابداع والابتكار في شبكات التواصل الاجتماعي فما تحقق لا يزال في بداياته وما يؤكد ذلك توقعات شركة تويتر ان يتم طرح اسهمها للاكتتاب في العام القادم بقيمة 15 مليار دولار فضلا عن توقعات مجلة فوربز حول قيمة اكتتاب انستغرام – المتخصصة في الصور- لو طرحت للاكتتاب ستطرح بقيمة 5 مليارات دولار بينما تملكها شركة فيس بوك بصفقة قيمتها مليار، وهو ما يوضح حجم الاستثمارات وأصول شبكات التواصل الاجتماعي لا سيما وأن الفيس بوك تقدر قيمتها اليوم ب 122 مليار دولار كل ذلك وأكثر يوضح حجم التحولات المتوقعة في شبكات التواصل الاجتماعي. على المستوى الاجتماعي كشفت شبكات التواصل الاجتماعي عن وعاء المجتمع الأخلاقي الذي لم تُظهر وسائل الإعلام التقليدي منه إلا الجانب الإيجابي من خلال المحافظة على مستوى طرح رصين ومحتوى عام يليق بقيم المجتمع – وهو أمر طبيعي – ولكن كل ذلك تلاشى ويتلاشى في عصر بات للجميع قدرته على التواصل مع من يتقاسمون معهم الوعي والوعاء الأخلاقي والسمات والقابليات المشتركة وهو ما سيشكل عبئاً على المجتمعات للمحافظة على السلوك الإيجابي وكذلك مكافحة الظواهر الاجتماعية إذ يمكن أن تبدأ أي ظاهرة وتنتشر بشكل أسرع من الوقت الذي يمكن من خلاله التوعيه بآثارها أو نتائجها لاسيما على الأجيال ووعيهم الذي يتشكل باستمرار عبر شبكات التواصل الاجتماعي في فضاء مفتوح ولم يعد للأسر تأثير مباشر في تكوينه كما كان سابقاً.. محركات التغيرات التي تصنعها شبكات التواصل الاجتماعي ليست في مجال دون آخر وانما أبعد من ذلك لتشمل مختلف المجالات وهو ما يتطلب بالضرورة قراءات واعية للمستقبل وطرق مواجهتها لنكون في قلب العالم وقوته الناعمة وتحولاته الاقتصادية، ويبقى السؤال هل يصح أن نعتبر شبكات التواصل الاجتماعي الثورة الصناعية الثالثة أم ستكون سحابة صيف في فضاء التقدم التقني وقدرات مبدعي العالم لخلق عالم جديد؟

مشاركة :