تونس:«الخليج» كشفت وزارة الداخلية التونسية أمس الجمعة، عن ضبطها رسائل بريدية تحتوي مواد سامة كانت جماعات إرهابية تخطط لإرسالها إلى شخصيات عامة، في سابقة هي الأولى في تاريخ الإرهاب بتونس.وأوضحت الوزارة أنها أحالت 19 رسالة إلى الاختبارات الفنية اللازمة، وأكدت احتواءها على مواد سامة. وأفادت بأن عملية ضبط الرسائل جاءت ضمن عملية أمنية استباقية بالتنسيق مع القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، إثر توفر معلومات تفيد بتخطيط مجموعة إرهابية لاستهداف بعض الشخصيات العامة.وقال وزير الداخلية هشام الفوراتي، إن الخليط السام الذي رافق الرسائل البريدية التي كانت موجهة لشخصيات وطنية عامة، يؤدي إلى إصابات خطرة عند استنشاقه، موضحاً أن الوحدة الوطنية للبحث في الجرائم الإرهابية، تعهدت بالموضوع والبحث متواصل لمعرفة مصدر الرسائل. كما شدد وزير الداخلية على ضرورة توخي الحذر بالنسبة للشخصيات المستهدفة بهذه الرسائل وغيرها من الشخصيات أيضاً، مؤكداً أن يقظة الوحدات الأمنية مكنت من تجنب كارثة في حال وصول هذه الرسائل إلى المرسل إليهم.وهذه هي المرة الأولى التي يقع فيها الاعتماد على الرسائل السامة لشن عمليات إرهابية، مما يمثل بحسب الوزير نقلة نوعية في أنشطة الإرهابيين. وبعد الهجمات الإرهابية الكبرى التي شهدتها البلاد عقب 2011 لا سيما هجمات 2015 التي أوقعت العشرات من القتلى الأجانب والأمنيين، انحسرت العمليات الإرهابية بشكل كبير، غير أن وزير الداخلية أشار، الجمعة، إلى أن منسوب التهديدات مرتفع اليوم في البلاد، وأنه كان من مسؤولية وزارة الداخلية إعلام الرأي العام بمسألة الرسائل السامة.وتخشى تونس من حدوث عمليات إرهابية جديدة قد تمثل تهديداً مباشراً للانتخابات المقررة نهاية العام الجاري، وهي انتخابات حاسمة بشأن مستقبل التوافق بين الإسلاميين والعلمانيين.