فرضت الولايات المتحدة اليوم الجمعة عقوبات مالية على مسؤولين عسكريين فنزويليين، قريبين من "الرئيس السابق غير الشرعي" نيكولاس مادورو، لمنعهم إدخال مساعدات إنسانية أميركية الى بلدهم. وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين إن منع مادورو "شاحنات وسفناً محملة مساعدة انسانية، هو آخر مثال على استغلال نظامه غير الشرعي ايصال الأغذية الضرورية للتحكّم في الفنزويليين الضعفاء". وأعلن فرض عقوبات "على عناصر في قوات الأمن التابعة لمادورو، رداً على عنف قمعي ووفيات مأسوية وحرق أغذية وأدوية موجّهة الى فنزويليين مرضى وجياع". في برازيليا، أكد زعيم المعارضة في فنزويلا خوان غوايدو بعد لقائه الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو أنه سيعود إلى بلده "الاثنين على أبعد حد"، على رغم تلقيه "تهديدات" تستهدف عائلته، لافتاً الى انه "مُهدد أيضاً بالسجن". وكان غوايدو، وهو رئيس للبرلمان نصّب نفسه رئيساً بالوكالة واعترفت به نحو 50 دولة، غادر فنزويلا في 22 شباط (فبراير) الماضي، على رغم قرار قضائي بمنعه من السفر. ولم يستبعد مادورو توقيفه فور عودته. ونبّه غوايدو الى أن "300 ألف فنزويلي معرّضون للموت" بسبب نقص الأغذية والأدوية، وأضاف: "الخيار ليس بين غوايدو ومادورو، بل بين الديموقراطية والديكتاتورية وبين البؤس والرخاء. نكافح من أجل انتخابات حرة وديموقراطية". ووصف بولسونارو غوايدو بأنه رمز "أمل"، وتابع: "لا نوفّر جهداً في إطار قانوني يحترم دستورنا وتقاليدنا، من أجل إعادة الديموقراطية إلى فنزويلا". أما نائب الرئيس البرازيلي هاملتون موراو فحذر من أن "حرباً أهلية" تُعدّ "سيناريو ممكناً بسبب الوضع في البلاد". وفي موسكو، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد لقائه نائب الرئيس الفنزويلي ديلسي رودريغيز أن بلاده "ستواصل مساعدة السلطات الفنزويلية في تسوية المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك من خلال تأمين مساعدات إنسانية مشروعة". وأشار الى "تعاون وثيق وتنسيق كل خطواتنا على المسرح الدولي"، معتبراً أن ذلك "اكتسب أهمية لأن فنزويلا تواجه هجوماً مباشراً وتدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية". وذكرت رودريغيز أن مادورو أمر بنقل مكتب لشركة النفط الفنزويلية المملوكة للدولة، من لشبونة إلى موسكو، لحماية أصول مالية لكراكاس. وقالت إن أوروبا أظهرت أنها لم تعد قادرة على ضمان سلامة تلك الأصول، وزادت: "سنقوم باستثمارات صناعية لإنتاج كل ما نحتاجه في بلدنا، بمساعدة روسيا. نحن شركاء استراتيجيون". جاء ذلك بعدما فشل مجلس الأمن في تبنّي أيّ من قرارين، أميركي وروسي، حول فنزويلا، اذ استخدمت موسكو وبكين حق النقض (فيتو) لمنع تبنّي مشروع قرار قدّمته الولايات المتحدة ويدعو إلى انتخابات رئاسية "حرة وعادلة وتتمتع بصدقية" و"إيصال المساعدات الإنسانية من دون عراقيل" إلى فنزويلا. وفشلت موسكو أيضاً في تمرير مشروع قرارها الذي يستهدف "إدانة التهديدات باللجوء إلى القوة" ضد كراكاس.
مشاركة :