ضمن أنشطة ملتقى الفنار الثقافي في مدينة سيهات تم أخيراً استضافة الفنان البحريني المعروف أحمد الجميري، بعنوان «رحلة في ذاكرة الأغنية الخليجية». في اللقاء قدم القاص فاضل عمران تعريفاً بالسيرة الفنية للجميري وأعطى الدفة لعريف الندوة محمد السنان. تحدث الجميري في اللقاء عن بداياته، وقال إنه كان يغني في المدرسة ووشى أحد زملائه به لأحد المدرسين، وكان هذا المدرس العربي يعزف الكمان، بيد أنه لا يدرس الموسيقى للطلبة لأنها لم تكن ضمن البرنامج الدراسي. وحدث أن هذا المدرس نقل الوشاية إلى مدرس آخر خارج الدوام، الذي اهتم وشجع الجميري وأخذه إلى برنامج إذاعي للموهوبين. وبعد أن غنّى عرف على مستوى البحرين. وفي حفلة تقيمها وزارة الزراعة سنوياً التقى الفنان المصري محرم فؤاد، وكان عمر الجميري آنذاك 19 عاماً وغنّى حينها الجميري أغنية لمحرم فؤاد، في ما اكتفى الفنان الأخير بالعزف على العود. ذكر الجميري أن والده كان يعده لدراسة هندسة البترول، غير أنه وبعد أن ألح عليه محرم فؤاد للقدوم للقاهرة للدراسة، احتار بين تحقيق أمنية والده وبين تحقيق هدفه ورغبته، إلا أن وضعه المالي حال بينه وبين تحقيق ما يحب، حتى تحقق له ذلك بأن أقنع الشيخ الراحل عيسى بن سلمان آل خليفة والد الجميري بدراسة الفن وبأن تتكفل الدولة بدراسته، وهكذا تحقق حلمه وبقي في القاهرة 10 سنين مع طلبة من البحرين. بدأ الجميري في تسجيل أعمال له في القاهرة والكويت، ثم سجل في البحرين، وتحت إلحاح الحاجة في تكوين فرقة لإقامة الأمسيات، كون فرقة من زملائه، واستعان باثنين من فرقة الموسيقي سحاب وكانت قليلة العدد، وبعد تحصلهم على دعم من الدولة يقدر بـ200 ألف دينار نجحوا في تأسيس الفرقة، التي شاركت في المناسبات الوطنية والاجتماعية. وأشار الجميري إلى أن صديقاً له سمع لحناً يتغنى به الفنان خالد الشيخ، ووجد أن اللحن يناسبه جداً، «فطلبنا اللقاء به وهكذا كان، وغنيت ثلاثة ألحان جميلة للشيخ، منها «شويخ من أرض مكناس» واستمرت العلاقة ونتج عنها أعمالاً جميلة. وتطرق إلى غيابه هو ومجايليه عن الفضائيات. وقال: «إن الصوت والموضة التجارية، لا تتناسب والفضائيات التي تشتغل على الشباب». في اللقاء غنّى الجميري أغاني للجمهور الغفير، وكان عريف الأمسية ذكياً فكان يريح الجميري من الكلام ليشحن الجمهور بالدفء والتصفيق، مع ملاحظة لفتت الجمهور وهي التعاطي الجميل في لمس العود واحتضانه من الجميري، حتى ظن الحضور أن العود يحتضنه تارة وتارة الجميري يضمه لقلبه ويقبله في صورة قل أن يراها في هذا الزمن. ثم سئل الجميري عن تجربة ابنته رحاب، التي غنت وكانت تملك خامة جيدة، فأجاب: «لقد أثرت عليها زميلاتها في الدراسة من الإخوانيات، حتى أنها اتصلت بي وطلبت مني أن نمسح ونزيل تماماً كل أغنياتها من الأرشيف الإذاعي، وقد تم لها ذلك ولم تعد تهتم للفن». وفي المداخلات سئل الضيف عن غياب الهوايات والفن الأصيل في ظل موجة اختلاط الهوايات، فقال: «الفن الأصيل وفن الصوت ما زال موجوداً من خلال جلسات كل خميس من الشباب والمهتمين ومن جميع الفئات في دور ومجالس، في الرفاع والمحرق وقلالي وفي متحف محمد بن فارس وبيت الشيخ إبراهيم». في الختام كرّم عضو ملتقى الفنار الثقافي جعفر النصر الفنانين أحمد الجميري ومحمد السنان، في حضور بهي من فناني المنطقة والمهتمين بالموسيقى وفن الغناء
مشاركة :