على مدى ساعة متواصلة، قدم الفنان أحمد الجميري أغنيات جميلة منتقاة بدقة من التراث الأصيل في مركز اليرموك الثقافي. تزامنا مع احتفالات مملكة البحرين بأعيادها الوطنية، أحيا الفنان أحمد الجميري أمسية موسيقية بعنوان «ليلة جميرية» في مركز اليرموك الثقافي، التابع لدار الآثار الإسلامية، وبدا الجمهور متفاعلا، حيث لوّح كثيرون بأعلام الكويت والبحرين، ابتهاجا بتلك المناسبة. وعلى مدى ساعة متواصلة، عبّر جمهور الأمسية عن انسجامه مع الأغاني التي ذكّرتهم بالزمن الجميل، واستمتعوا بأداء الجميري وفرقته، وكان الجمهور هو نجم الأمسية كعادة مثل هذه السهرات، إذ تفاعل مع الجميري في جميع الأغاني التي قدمها، وتميزت الأمسية بالتنظيم. استهل الجميري الحفل بأغنية «هلا باللي لفاني»، التي كتبها الشاعر مطر عبدالله. ومن أجوائها: هلا باللي لفاني يا هلا به هلا باللي بعد والشوق جابه ضوى خلي علي في الليل ساري رجع لي من بعد غيبة حبيبي هلا بنور الصبح ليمن تبسم هلا بريح الصفا ليمن تنسم ومن ثم أدى الجميري أغنية «لا تصد هناك»، من كلمات خالد الفيصل ولحّنها عدنان خوج، وأطرب الجميري الجمهور بأغنية «تريد الهوى لك على ما تريد»، التي رددها كبار المطربين في مطلع الستينيات، وكتبها الشاعر وملحن الأغاني الكبير الراحل عبدالله الفرج. ووجه الجميري كلمة لجمهوره، عبّر فيها عن سعادته بوجوده في الكويت، ومن ثم واصل النهل من بحر التراث الكبير، ليسمع الحضور أعذب الأغاني، فغنى «مضناك جفاه مرقده»، وهي من كلمات الشاعر أحمد شوقي، ولحن الفنان محمد عبدالوهاب. مُضناك جفاهُ مَرْقَدُه/ وبكاه ورَحَّمَ عُوَّدُهُ حيرانُ القلبِ مُعَذَّبُهُ/ مقروح الجفنِ مسهَّدُه أودى حرفاً إلا رمقاً/ يُبقيه عليـك وتُنْفِدهُ يستهوي الوُرْق تأوُّهه/ ويذيب الصخرَ تنهُّدهُ وأشعل الجميري المسرح بالتصفيق الحار، عندما غنى أغنيته الشهيرة التي لحنها «تو النهار»، وكتب الأغنية محمد العبدالله الفيصل. تو النهار توه توه لا تبتعد عني... خلك قريب مني واللي تبي سوه سوه تو النهار توه مايندره إش باكر هل تسمح ظروفك... وعيوني بتشوفك ترى الزمن غادر قد فرق الأحباب... خلا قمرهم غاب وتواصل تفاعل الجمهور مع أغنية «يا الزينة ذكريني»، التي كتبها عيسى بن راشد آل خليفة، ومن أجوائها: يا الزينة ذكريني لي غيبتني بحور/ وبشوق ناديني يمكن الدنيا اتدور/ وآرد ويا الصيف ولا الشتا لي رد/ ولا مع الأشواق وقت الربيع والورد. باع طويل يذكر أن الجميري فنان ومطرب وملحن بحريني معروف، وهو من أوائل الفنانين والمغنين البحرينيين، وله باع طويل في الغناء، وحاصل على شهادة البكالوريوس في الموسيقى من المعهد العالي للموسيقى العربية بالقاهرة سنة 1977، وله العديد من الألبومات الغنائية، وله أيضا عدة بحوث عن فن الصوت شارك بها في مؤتمرات بدولة الكويت وإمارة الشارقة. وشارك بالغناء في العديد من المهرجانات العربية والدولية. ومثّل مملكة البحرين في مؤتمرات المجمع العربي للموسيقى منذ حصوله على البكالوريوس وحتى الآن، كما مثّل المملكة في مؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية منذ أول التسعينيات وحتى الآن. محاضرة تاريخية من جانب آخر، يحتضن مركز اليرموك الثقافي محاضرة بعنوان «دادان عاصمة مملكتي ديدان ولحيان» يلقيها د. سليمان الذييب، أستاذ التاريخ في جامعة الملك سعود بالسعودية، العضو الفاعل في العديد من الجمعيات واللجان العلمية؛ منها المجلس العلمي والجمعية التاريخية السعودية ولجنة الدراسات العليا في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود، ونشر العديد من الكتب في مجال تخصصه. وكانت دادان عاصمة مملكتي دادان ولحيان لعدة قرون، وتقع حاليا ضمن محافظة العلا الواقعة في شمال غرب السعودية. وقد أدت دورا حضاريا متميزا وتحديدا بين القرنين السابع الى الرابع قبل الميلاد. ويعود عمقها التاريخي الى العصر الحجري القديم.
مشاركة :