«شهر القراءة».. عقول الإمارات تتنافس في كرنفال المطالعة

  • 3/3/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: محمد إبراهيم سجل المجتمع الإماراتي بفئاته وقطاعاته كافة، تفاعلاً مشهوداً منذ انطلاقة «شهر القراءة» بداية مارس/‏‏ آذار الجاري؛ إذ يشكل إثراءً للعلوم والمعارف، تتنافس من خلاله عقول الإمارات، وفق أطر ممنهجة لإدارة فعاليات «عرس المطالعة»، تحاكي في مضمونها أهمية القراءة، وتعزيز مفاهيمها، وابتكار مسارات جديدة للتعاطي معها، بما يواكب متغيرات المستقبل.انطلقت فعاليات شهر القراءة الوطني على مستوى الدولة، تطبيقاً لقرار مجلس الوزراء الذي حدد «مارس» من كل عام، شهراً للقراءة؛ حرصاً من القيادة الرشيدة للدولة على ترسيخ ثقافة العلم والمعرفة، واستكمال سلسلة المشروعات الثقافية والفكرية والمعرفية. وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بالبدء بتشكيل لجنة عليا للإشراف على عام القراءة، تضم في عضويتها المسؤولين الحكوميين المعنيين، وأهم الشخصيات الوطنية المشرفة على الفعاليات. في وقت أكد عدد من الخبراء والتربويين، أهمية القراءة كمهارة أساسية لجيل العلماء والمفكرين والباحثين والمبتكرين، موضحين أنها اتجاه فاعل نحو نهضة الأمم، وبناء المجتمعات، وإعداد أجيال الغد. وقالوا ل«الخليج»، إن شهر القراءة أسهم في تشكيل حراك معرفي كبير في المجتمع، لاسيما أنه رسم لجميع عناصر العملية التعليمية، بدءاً من المدرسة وصولاً إلى البيت، أدواراً جديدة وواجبات لتعزيز ثقافة القراءة، وأهمية بناء الأجيال، ومساراً فاعلاً للنهوض بالعلم والمعرفة. وأكدوا أن الإمارات تستند إلى العلم والمعرفة، في تحقيق التنمية المستدامة في المجالات كافة، وركزت على القراءة، كركيزة أساسية تشيد من خلالها منارة العلم والفنون والثقافة، في المنطقة والعالم، لاسيما أنها أصبحت نموذجاً فريداً للتسامح والتعايش والتنوع الثقافي والفكري بين مختلف الجنسيات.وحظيت الفعاليات التي رصدتها «الخليج»، باهتمام كبير في المجتمع المدرسي، لاسيما الطلبة الذين اعتبروا القراءة بمثابة مبادئ وقيم ترسم لهم الطريق نحو المستقبل، مستنيرين بالعلم والمعرفة، فضلاً عن إسهامها في إقبالهم بشغف على الاطلاع على العلوم والمعارف المختلفة في المجالات كافة. ترجمة واقعية البداية كانت مع مروان أحمد الصوالح، وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية، الذي أكد أن «مارس القراءة»، يمثل ترجمة واقعية لحرص القيادة الرشيدة للدولة، على ترسيخ مسارات العلم والمعرفة والثقافة، لنجد المكتبات وقد زخرت بالكتب المتنوعة في المجالات كافة، والمسابقات والفعاليات المدرسية تحاكي في مضمونها محاربة الفقر المعرفي بين الطلبة، وتواكب في الوقت ذاته أهداف المبادرة العظيمة، التي وضعت إطاراً واضحاً لملامح التعاطي مع القراءة، ومفاهيمها في المجتمع الإماراتي. وأفاد بأن شهر القراءة هذا العام يشهد زخماً معرفياً كبيراً في مختلف مدارس الدولة؛ حيث يمثل حراكاً كبيراً على المستويات كافة، الأسرة، والمدرسة، والطلبة، والمعلمين، والمديرين، والمتابع يلاحظ هذا التفاعل الكبير منذ العام الماضي الذي تم تخصيصه عاماً للقراءة؛ إذ يمثل نواة بناء أجيال متسلحة بالعلم والمعرفة. وقال، إن الوزارة أطلقت أكثر من 500 فعالية على مستوى المدارس، بالتعاون مع الشركاء، وكافة عناصر المجتمع؛ إذ يفتح شهر القراءة الأبواب لمفاهيم المطالعة الجديدة إلى الحياة المدرسية، وتصبح عادة يومية، تثري عقول الطلبة، وتغرس المفاهيم والقيم. مسارات القراءة أما فوزية حسن غريب، وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد لقطاع العملية المدرسية، فترى أن مؤشرات تفاعل مدارس الدولة مع شهر القراءة، سجلت ارتفاعاً كبيراً منذ انطلاق فعاليات المطالعة. مضيفةً، أن ما يشهده الميدان التربوي من تفاعل في مدارس الدولة نتيجة طبيعية لاهتمام القيادة الرشيدة للدولة، ودعمها اللامحدود لمسارات القراءة في القطاعات كافة. وأضافت أن شهر القراءة خطوة مهمة في طريق بناء الأجيال ونهضة المجتمع بفئاته كافة؛ إذ يمثل فرصة لمعالجة إشكالية المطالعة والمعرفة، وتغذية العقول بالعلم والمعرفة، ويشكل انطلاقة حقيقية لمشروع بناء استثنائي لأبناء الإمارات، يستند إلى رؤية ثاقبة وأهداف طموحة، تسهم في تناول مسارات المطالعة وفق آليات ممنهجة، تستهدف جميع الفئات في المجتمع. تخليد الثقافة وأكد التربويون: «خلود فهمي، وموفق علي، وفاتنة البيطار، وإعتدال يوسف، والدكتور فارس الجبور»، أن المدارس خلايا نحل تعمل على تخليد الثقافة والعلم والمعرفة في شهر القراءة، الذي يمثل فرصة قيمة، لتشجيع الطلبة على القراءة بشكل ممنهج، من خلال فعاليات وأنشطة هادفة ترسخ قيمة الكتب والإصدارات، ذات الفائدة والمردود المعرفي والثقافي والعلمي، مضيفين أنه تم تخصيص وقت للقراءة يومياً طوال الشهر، يشارك فيها الطلبة والمعلمون وأولياء الأمور، فضلاً عن المسابقات المستمرة التي تحاكي في مضمونها إثراء عقول الطلبة بالمعرفة والعلم. وأكدوا أن القراءة تسهم في تحقيق التفاهم والحوار المتبادل والانسجام بين أفراد المجتمع، لاسيما المجتمع المدرسي الذي يضم بين ثناياه أجيال المستقبل. مسارات نوعية وفي وقفة مع المعلمين أكد كل من «ريبال غسان العطا، وإيمان غالب، وإبراهيم القباني، وهاني حمزة»، أن المدارس اتخذت مسارات نوعية في التفاعل مع شهر القراءة العام الجاري؛ إذ تستضيف شخصية مجتمعية مهمة للقراءة مع الطلبة، في مختلف المراحل الدراسية، فضلاً عن الخطط المدروسة التي وضعتها إدارات المدارس، للقراءة الطلابية بواقع 30 دقيقة للقراءة يومياً، واختيار طالب من المرحلة الابتدائية للقراءة لطلبة الصفوف العليا طوال الشهر.أما أولياء الأمور (محمد طه، وعيسى الرضوان، وميادة أحمد، ومروة حمدان)، فيرون أن شهر القراءة مبادرة استثنائية، في مضمونها وأهدافها؛ حيث تركز على النهوض بالمستويات الفكرية، ليس للطلبة فحسب، بل لجميع أفراد المجتمع، فضلاً عن أنها تعيد للغة العربية مكانتها. الأنشطة المدرسية وفي لقاء الطالبات (خلود محمد، وليلى وائل، وفرح طلعت، ومرام ناصر)، أكدن تفاعلهن مع شهر القراءة هذا العام؛ إذ زودن مكتبات مدارسهن بالكتب قبل انطلاق الفعاليات، استعداداً لشهر الثقافة والمعرفة، فضلاً عن التزامهن بالقراءة اليومية من خلال الأنشطة المدرسية، وفي المنزل من خلال تشجيع الوالدين. خلوة المئة تشكل «خلوة المئة» منعطفاً تاريخياً في الإمارات؛ إذ حضر جانباً منها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وضمت أهم 100 شخصية وطنية معنية بعام القراءة، واعتماد مبادرات وطنية لترسيخ القراءة كعادة مجتمعية دائمة في الدولة. تحدي القراءة العربي حظيت مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ل «تحدي القراءة العربي» بتفاعل كبير في ميادين العلم العربية؛ إذ إن مبادرة سموه خطوة جادة نحو ترسيخ ثقافة العلم والمعرفة والاطلاع في نفوس أبنائنا الطلبة في مختلف البلدان، وتعد مساراً فاعلاً يجول بعقول الطلبة بين ثقافات العالم، فضلاً عن آثارها الإيجابية التي تسهم في تنمية النواحي الفكرية والثقافية.

مشاركة :