«شهر القراءة» يثري العقول والمدارس تتنافس في عرس المطالعة

  • 3/3/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: محمد إبراهيمسجل الميدان التربوي بعناصره كافة، تفاعلاً منقطع النظير مع شهر القراءة، الذي انطلقت فعالياته بداية مارس/آذار الجاري، والتي جاءت لتثري عقول الطلبة، وتسابقت من خلالها إدارات المدارس، وتتنافس على وضع أطر ممنهجة لإدارة فعاليات «عرس المطالعة»، تحاكي في مضمونها أهمية القراءة، وتعزيز مفاهيمها، وابتكار مسارات جديدة للتعاطي معها بما يواكب متغيرات المستقبل.من المظاهر المشرقة التي رصدتها «الخليج» خلال جولتها في مختلف مدارس الدولة، تتمثل في رسائل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حول أهمية القراءة ودورها في نهضة الأمم، وبناء الأجيال، حيث حظيت باهتمام كبير في المجتمع المدرسي، لاسيما الطلبة الذين اعتبروها بمثابة مبادئ وقيم ترسم لهم الطريق نحو مستقبل مستنير بالعلم والمعرفة، وتسهم في إقبالهم بشغف على القراءة والمطالعة الآن وفي المستقبل.وأكد عدد من القيادات التربوية ومديري المدارس والمعلمين وأولياء الأمور والطلبة ل«الخليج»، أن شهر القراءة أسهم في تشكيل حراك معرفي كبير في المجتمع المدرسي، لاسيما أنه رسم لجميع عناصر العملية التعليمية، بدءاً من المدرسة وصولاً إلى البيت، أدواراً جديدة وواجبات لتعزيز ثقافة القراءة وأهمية بناء الأجيال، ومساراً فاعلاً للنهوض بالعلم والمعرفة. وقالوا إن الإمارات تستند على العلم والمعرفة، في تحقيق التنمية المستدامة في المجالات كافة، وركزت على القراءة، كركيزة أساسية تشيد من خلالها منارة العلم والفنون والثقافة، في المنطقة والعالم، لاسيما أنها أصبحت نموذجاً فريداً للتسامح والتعايش والتنوع الثقافي والفكري بين مختلف الجنسيات. رصدت «الخليج» المجتمع المدرسي بكافة فئاته، إذ يمثل «مارس القراءة»، ترجمة واقعية لحرص القيادة الرشيدة للدولة، على ترسيخ مسارات العلم والمعرفة والثقافة، لنجد المكتبات وقد زخرت بالكتب المتنوعة في المجالات كافة، والمسابقات والفعاليات المدرسية تحاكي في مضمونها محاربة الفقر المعرفي بين الطلبة، وتواكب في الوقت ذاته تلك أهداف المبادرة العظيمة، التي وضعت إطاراً واضحاً لملامح التعاطي مع القراءة ومفاهيمها في المجتمع الإماراتي. تخليد الثقافة البداية كانت في مدرسة عمر بن الخطاب النموذجية في دبي، التي ظهرت لنا كخلية نحل تعمل على تخليد الثقافة والعلم والمعرفة، إذ قال جمال الشيبة، مدير المدرسة، إن شهر القراءة يمثل فرصة قيمة، لتشجيع الطلبة على القراءة بشكل ممنهج من خلال فعاليات وأنشطة هادفة ترسخ قيمة الكتب والإصدارات، ذات الفائدة والمردود المعرفي والثقافي والعلمي، مضيفاً أن المدرسة خصصت وقتاً للقراءة يومياً طوال شهر مارس/آذار، وركزت على المشاركة المجتمعية في كافة الفعاليات الخاصة بالقراءة، فضلاً عن المسابقات المستمرة التي تحاكي في مضمونها إثراء عقول الطلبة بالمعرفة والعلم. وأكد أن «مدرستنا تقرأ»، تعد أبرز المسابقات التي تركز عليها المدرسة، إذ إنها تتوافق بشكل كبير مع مبادرة «تحدي القراءة العربي» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي ألهمت الإدارات المدرسية، بأفكار خارج الصندوق، تسهم في بناء شخصية الإنسان الإماراتي وتدعم اتجاهاته الفكرية إيجابياً، ليكون على تواصل دائم مع المعارف بأنواعها كافة على مر العصور. المكتبة المتنقلة وترى سمر أبومرسة، مديرة مدرسة نبراس الإيمان، أن «مارس القراءة»، مسار فاعل يعكس، الأهمية البالغة للمطالعة، من حيث تنمية الشخصية وتوسيع مدارك الطالب ورؤيته الشاملة للحياة، واكتساب الآراء والأفكار والخبرات، وإشباع الحاجات النفسية والاجتماعية، وتنمية الفكر والوجدان والعاطفة. وقالت «أبرز ابتكارات المدرسة للتفاعل مع شهر القراءة، تتمثل في «المكتبة المتنقلة»، التي تجول فصول المدرسة يومياً، وتمد الطلبة بكتب نوعية تتوافق ومراحلهم العمرية، على أن تعاود زيارتهم يومياً بكتب جديدة ومعارف أكثر تشويقاً في اليوم التالي، فضلاً عن المسابقات الطلابية التي عززت التنافسية بين الطلبة في نوعية الكتب التي يتم اختيارها للقراءة، وكيفية إدراك ما تحمله من ثقافة ومعرفة، متوقعة أن تشهد الأيام القليلة المقبلة تنافسية استثنائية بين الطلبة، ستفرز نتائج باهرة حول الارتقاء بالقراءة والمطالعة ومفاهيمها. التفاهم والحوار من جانبه، قال رائد عبدالرؤوف طه، مدير مدرسة مزايا، إن القراءة ركيزة أساسية لقيم ومكانة الفرد في المجتمع، وشهر القراءة يسهم، ولا شك، في تحقيق التفاهم والحوار المتبادل والانسجام بين أفراد المجتمع، لاسيما المجتمع المدرسي الذي يضم بين ثناياه أجيال المستقبل، لذلك ركزت المدرسة على إعداد خطة ممنهجة لتعزيز مفاهيم القراءة بين الطلبة، فضلاً عن تخصيص 30 دقيقة للقراءة يومياً، يشارك فيها الطلبة والمعلمون وأولياء الأمور. وأضاف أن البرامج والأنشطة القرائية التي اشتملت عليها خطة المدرسة، جاءت متنوعة، تتناسب مع ميول الطلبة والفئات العمرية المختلفة في المراحل الدراسية كافة، فضلاً عن تشخيص نتائج واقع القراءة في المدرسة، وتطبيق استبانات لقياس تطور توجه الطلبة نحو القراء ومتابعة تقدم مستوياتهم في القراءة خلال شهر المطالعة، ما يسهم في بناء اتجاهاتهم الفكرية بطرق إيجابية، تعزز مقومات شخصياتهم في المستقبل. الفقر المعرفي وعبر عدد من المعلمين والمعلمات في الميدان التربوي عن جزيل الشكر للقيادة الحكيمة للدولة، على تخصيص شهر للقراءة سنوياً وبشكل منتظم، إذ يشكل مساراً نوعياً يضع نهاية للفقر المعرفي وهجرة دروب القراءة والمطالعة. ترى منسقة اللغة العربية إيمان غالب، أن شهر القراءة أضاء منابر العلم في الإمارات، بمشاعل المعرفة، وخلق حراكاً ثقافياً كبيراً في المجتمع المدرسي، الأمر الذي يعزز مفاهيم القراءة وأهميتها، ويرسخ مكانتها بين الطلبة، فضلاً عن وضع مسيرة القراءة والمعرفة في قالب ممنهج ذي أهداف معلومة، وفق آليات فاعلة، تستهدف جميع الفئات في المجتمع المدرسي، ما يعزز اللغة الأم في نفوس الطلبة في مختلف مراحلهم العمرية، من خلال مفردات وجماليات ومكنونات اللغة العربية التي تعد الوعاء الشامل للإرث العربي. وأكدت أن أفضل الطرائق التربوية للتشجيع على القراءة، تبدأ منذ فترة الطفولة، حيث تمد الطالب بأفكار وحقائق وآراء متنوعة في شتى المجالات، فضلاً عن مساعدته على تنمية شخصيته وميوله واتجاهاته، وتعمل على تأسيس مفاهيمه المختلفة، ومن خلالها يمتلك مهارة التعلم الذاتي التي تعد اليوم ضرورة من ضرورات الحياة، لمواكبة التطور العلمي والفني والتقني. مسارات تفاعل وفي لقائها، أكدت ريبال غسان العطا، معلمة اللغة العربية في مجموعة جيمس التعليمية، أن المدرسة اتخذت مسارات نوعية في التفاعل مع شهر القراءة العام الجاري، إذ تستضيف الكاتبة سحر نجا محفوظ، لتوقيع كتابها الجديد، وقراءته مع الطلبة في مختلف المراحل الدراسية، فضلاً عن الخطة المدروسة التي وضعتها إدارة المدرسة، للقراءة الطلابية بواقع 5 دقائق للقراءة يومياً، واختيار طالب من المرحلة الابتدائية للقراءة لطلبة الصفوف العليا طول الشهر. وأضافت أن أهم مظاهر التفاعل مع شهر القراءة، تجسدها مشاركة أولياء الأمور الذين حرصوا على القراءة لأبنائهم داخل الحرم المدرسي، إضافة إلى تخصيص حصة دراسية كل أسبوع للقراءة في المكتبة تستهدف جميع طلبة المدرسة، وتوظيف وسائل اتصالات رقمية، تضم برامج وتطبيقات متعددة من أجل تنمية مهارة القراءة، والإلقاء والاستماع والتحدث لدى الطلبة، فضلاً عن المشاركة في فعالية «الإمارات تقرأ» مع جمعية حماية اللغة العربية. دور مشهودوكان أولياء الأمور عنصراً مهماً ضمن فعاليات شهر القراءة، حيث تفاعلوا مع مدارس أبنائهم لتعزيز مفاهيم القراءة، وترسيخ مبادئها في عقول أبنائهم في المراحل الدراسية كافة، فكان لهم دور مشهود في عرس المطالعة. أكد أولياء الأمور: محمد طه وعزة حسن ومنى عبدالله وحمدان علي ومحمد بن يوسف ومروة نضال، حرصهم على مشاركة مدارس أبنائهم في عرس القراءة، من خلال تزويد مكتبات المدارس بكتب وقصص ودواوين نوعية، بهدف إثراء المكتبة المدرسية لتكون عامرة بالمعارف كافة، مضيفين أنهم شاركوا منذ اليوم الأول لانطلاق الفعاليات في القراءة، لأبنائهم داخل المدرسة، فضلاً عن مساعدة أبنائهم في اختيار كتب القراءة في البيت، لتصبح القراءة عادة متجددة داخل وخارج المدرسة. وقالوا، القراءة مبادرة استثنائية، في مضمونها وأهدافها حيث تركز على النهوض بالمستويات الفكرية ليس للطلبة فحسب في المجتمع المدرسي، بل لجميع أفراد المجتمع، فضلاً عن أنه يعيد للغة العربية مكانتها، ويرسخ مفاهيمها في نفوس أجيال المستقبل، لاسيما أن القراءة تعزز الصلة بين الطالب والكتاب، وترغّبه في الإقبال عليه، وتهيئ الفرص المناسبة له لاكتساب الخبرات المتنوعة، وتكسبه ثروة من الكلمات والجمل والعبارات والأساليب والأفكار. حضور لافتوسجل الطلبة حضوراً لافتاً في عرس المطالعة هذا العام، إذ بادروا بتزويد مكتبات مدارسهم ومنازلهم بالكتب قبل انطلاق الفعاليات، استعداداً لشهر من الثقافة والمعرفة، فضلاً عن التزامهم بالقراءة اليومية من خلال الأنشطة المدرسية، وفي المنزل من خلال تشجيع الوالدين. قال كل من الطلبة: حمد عبدالله وحسن محمد وعلياء آل علي ومحمود علي وليلى محجوب، إن القراءة باتت عادة يومية نستقي منها معارف مختلفة ومتنوعة في المجالات كافة، مضيفين أن شهر القراءة أسهم في وجود زخم من الكتب والقصص في المدارس، وكذلك في البيوت، فضلاً عن تركز الوالدين على المشاركة وبفاعلية في أنشطة شهر القراءة، إضافة إلى حرصهم على القراءة معنا يومياً.وأضافوا أنهم يركزون على قراءة مجموعات متنوعة من الكتب القيمة، من دون النظر لعدد صفحاتها وقوة اللغة المستخدمة بها، إذ باتت تلك الكتب وسيلة إيجابية لإثراء معارفهم وقدراتهم اللغوية، لاسيما أنها متنوعة، تشمل الأدب والشعر العربي والعلوم والرياضيات والفيزياء والفضاء والفلك والابتكار. خطوة مهمة في طريق البناء قالت فوزية حسن غريب، وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد لقطاع العملية المدرسية، إن مؤشرات تفاعل مدارس الدولة مع شهر القراءة، سجلت ارتفاعاً كبيراً منذ انطلاق فعاليات المطالعة. مضيفةً، إن ما يشهده الميدان التربوي من تفاعل في مدارس الدولة نتيجة طبيعية لاهتمام القيادة الرشيدة للدولة، ودعمها اللامحدود لمسارات القراءة في القطاعات كافة.وأضافت أن شهر القراءة خطوة مهمة في طريق بناء الأجيال ونهضة المجتمع بفئاته كافة، إذ يمثل فرصة لمعالجة إشكالية المطالعة والمعرفة، وتغذية العقول بالعلم والمعرفة، ويشكل انطلاقة حقيقية لمشروع بناء استثنائي لأبناء الإمارات، يستند إلى رؤية ثاقبة وأهداف طموحة، تسهم في تناول مسارات المطالعة وفق آليات ممنهجة، تستهدف جميع الفئات في المجتمع. 400 فعالية في الميدان أكد مروان أحمد الصوالح، وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية، أن شهر القراءة هذا العام شهد زخماً معرفياً كبيراً في مختلف مدارس الدولة، حيث يمثل حراكاً كبيراً على المستويات كافة، الأسرة والمدرسة والطلبة والمعلمين والمديرين، والمتابع يلاحظ هذا التفاعل الكبير منذ العام الماضي الذي تم تخصيصه عاماً للقراءة، إذ يمثل نواة بناء أجيال متسلحة بالعلم والمعرفة.وقال الصوالح إن الوزارة أطلقت أكثر من 400 فعالية على مستوى المدارس والميدان التربوي، بالتعاون مع الشركاء، وكافة عناصر المجتمع، مضيفاً أن شهر القراءة فتح الأبواب لتدخل مفاهيم المطالعة إلى الحياة المدرسية بقوة، وتصبح عادة يومية، تثري عقول الطلبة، وتغرس المفاهيم والقيم.

مشاركة :