مجلس وزراء الداخلية العرب: الوطن العربي يواجه تحديات تهدد الأمن والاستقرار

  • 3/3/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان، أن الوطن العربي يواجه تحديات مختلفة تلقي بظلالها القاتمة على مناخ الأمن والاستقرار وتكبح مسارات التنمية والازدهار. جاء ذلك خلال كلمته بمناسبة افتتاح الدورة الـ36 لمجلس وزراء الداخلية العرب، المنعقد بتونس، الذي تم افتتاحه اليوم الأحد ويستمر على مدار اليوم.وقال الدكتور كومان، إن في مقدمة هذه التحديات تأتي تلك المرتبطة بالجريمة المنظمة وما ينتج عنها من الإتجار بالمخدرات والهجرة غير الشرعية وعمليات التهريب المختلفة التي تنخر اقتصاديات الدول وتعرض الصحة العامة للخطر، مشيرا إلى أن هذه تحديات تسهم في استشرائها بعض القوى الإقليمية التي لا تفوت أي فرصة لتعريض الأمة العربية للخطر وإثارة النعرات المذهبية والطائفية وتفتيت اللحمة بين أبناء الوطن الواحد.وأضاف أن مجلس وزراء الداخلية العرب حقق إنجازات في مواجهة الإرهاب وأبرزها عودة المقاتلين الإرهابيين من مناطق الصراع وبؤر التوتر بعد أن منيت التنظيمات الإرهابية بهزائم نكراء بفضل جهود الدول العربية وتعاونها مع المجتمع الدولي، لافتا إلى أن التحديات المتعلقة بهذه العودة لا تنحصر فقط في مواجهة تسلل هؤلاء المقاتلين وإنما تتعلق كذلك بسبل التعامل مع المقبوض عليهم وطرق تأهيلهم.وتابع الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب أن المجلس عمل خلال السنوات الأخيرة على مواجهة هذه الظاهرة بخطوات استباقية تمثلت في عدة إجراءات منها إنشاء قاعدة بيانات للمقاتلين الإرهابيين تمت تغذيتها من الدول الأعضاء حتى باتت تحتوي على معطيات كبيرة حول هؤلاء المقاتلين، داعيا الدول العربية إلى الاستمرار في تغذية هذه القاعدة بكل ما يتاح لها من معلومات.وأشار إلى أنه بعد إقرار المجلس الموقر لآلية للحيلولة دون انتقال المقاتلين إلى مناطق الصراع وبؤر التوتر استفادت منها الدول العربية في تقليص هذا الانتقال، ويجري الآن إعداد آلية للتعامل مع العائدين من مناطق الصراع وبؤر التوتر، لافتا إلى أن عودة المقاتلين الإرهابيين كان الموضوع الرئيسي في عدة اجتماعات في نطاق الأمانة العامة مثل اجتماع اللجنة المتخصصة بالجرائم المستجدة والمؤتمر السنوي للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب، كما كان تأمين الحدود للحيلولة دون تسلل المقاتلين وطرق تبادل المعلومات بشأن العائدين محل اهتمام عدة ورش عمل عقدتها الأمانة العامة العام الماضي بالتعاون مع مشروع مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجهاز الشرطة الأوروبية والوكالة الأوروبية لحرس الحدود وخفر السواحل.وتابع الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب أنه جار الإعداد لعقد مؤتمر كبير حول ظاهرة المقاتلين العائدين يجمع المختصين من العالم العربي والاتحاد الأوروبي، وذلك انسجاماً مع توجهات المجلس لتعزيز التعاون مع الهيئات الإقليمية والدولية النظيرة.وأكد الدكتور محمد بن على كومان، أن الوحدة المعنية بالأمن السيبراني التي تقرر إنشاؤها في نطاق المكتب العربي لمكافحة التطرف والإرهاب ستشكل عاملا مهما في مواجهة الإرهاب إذ سيكون من أولوياتها رصد خطاب التطرف على شبكة الإنترنت واستخدام هذه الشبكة في الإرهاب تجنيدا وتواصلاً وتمويلا.وتابع أنه رغم خطورة الإرهاب وفداحة المآسي التي تنجم عنه، فقد كان مجلس وزراء الداخلية العرب دائماً حريصاً على أن تتم مواجهته – على غرار مواجهة كل أنماط الجريمة، في إطار احترام حقوق الإنسان وكرامته، وهذا ما جعل احترام حقوق الإنسان يحظى دائما باهتمام بالغ من لدنه أفضى إلى تنظيم مؤتمر سنوي للمسؤولين عن حقوق الإنسان في وزارات الداخلية العربية ومؤتمر دوري يجمع هؤلاء المسؤولين باللجان الوطنية لحقوق الإنسان في الدول العربية.وأكد أنه وفي هذا السياق يتم الآن وضع اللمسات الأخيرة على مشروع استراتيجية عربية لتعزيز حقوق الإنسان في العمل الأمني سيكون تتويجا للجهود القيمة التي سبق أن اتخذها المجلس وإطارا يرسم آفاق التعاون العربي في هذا المجال.

مشاركة :