وصف إمام المسجد الحرام الدكتور عبدالله بن عواد الجهني أن قرار قصر عمل جمعيات تحفيظ القرآن في ما أنشئت لأجله بـ«الخطوة الموفقة لمنع استغلال الأنشطة الجانبية من أصحاب الفكر المتطرف»، مشيرا إلى أن هذه الأنشطة الخارجة عن أهداف الجمعيات الرئيسية «ليس منها فائدة وتضر أكثر مما تنفع».وعرج الجهني، في حوار مع «عكاظ»، على عدد من المواقف التي تعرض لها أثناء إمامته في المسجد الحرام، مبينا أن أبرزها هجوم شخص يدعي أنه المهدي وهو يصلي بالناس في الركعة الأولى، قبل أن يسيطر رجال الأمن على الموقف، فإلى نص الحوار:• أنتم أصغر أئمة المسجد الحرام سناً، ويتساءل كثيرون عن قصة إمامتكم للمصلين في قباء والحرمين الشريفين ولعلها من الصور نادرة التكرار؟•• قبل الجواب عن هذا السؤال يجب أن أذكر نقاطا أولها: أن إمامتي للمصلين بالمسجد الحرام من نعم الله تعالى علي، والإنسان مهما بلغ فإنه لن يوفي حق الله عليه. ثانيا: حق الوالدين في هذا الأمر وخصوصا الوالد حفظه الله، والوالدة رحمها الله، فقد كان لهما الدور في حفظي لكتاب الله وتشجيعي، ولما حفظت القرآن كان عمري 13 عاما وقد كان لوالدي الاهتمام البالغ في حفظي لكتاب الله ولا أنسى بعد فضل الله، مشايخي الذين كان لهم الفضل في حفظي وتوجيهي ومنهم الشيخ إبراهيم الأخضر القيم شيخ القراء والشيخ محمد فاروق الراعي الذي حفظت عليه القرآن ومشايخ آخرون توفاهم الله عز وجل، ورحلة القرآن جميلة ماتعة كيف لا وعندما يستشعر الإنسان أنه يحفظ كلام الله تعالى.أما بالنسبة لرحلتي في إمامة المصلين فقد ترشحت للإمامة في المسجد النبوي عام 1419 للهجرة واستمررت في ذلك عامين وكنت في نفس العام مرشحا ضمن الموفدين لإمامة المصلين في صلاة التراويح في الخارج وبالتحديد في جامع الملك فهد في واشنطن ثم عدل عن ذلك إلى مسجد قباء ثم عدل عنه إلى المسجد النبوي، وأممت المصلين بعدها في قباء من عام 1420 للهجرة إلى 1426 للهجرة ولعل هذا من توفيق الله عز وجل ثم بدعاء الوالدين وخصوصا الوالدة رحمها الله. أما بالنسبة لإمامة المصلين في المسجد الحرام فقد صدر تكليفي في عام 1426 للهجرة إماما مكلفا إلى العام الذي يليه ثم كلفت بإمامة المصلين في الإجازة الصيفية ثم قبل انتهائها صدر الأمر بتعييني إماما إلى هذا اليوم.• وما أبرز المواقف التي تعرضت لها أثناء إمامتك المصلين في الحرمين الشريفين؟•• لا يحضرني شيء من المواقف أثناء إمامتي للمصلين في المسجد النبوي لكني أذكر موقفا حصل لي في المسجد الحرام وهو أنه هجم علي شخص يدعي أنه المهدي لكن رجال الأمن بحمد الله سيطروا على الموقف وانتهى الأمر على خير، وهو أصعب موقف مر علي تقريبا.وعموما فإن وقوفي في محراب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإمامة المصلين ثم بعد ذلك في محراب المسجد الحرام بمكة المكرمة نعمة لا تعادلها أي نعمة، والإنسان عندما يستشعر هذه النعمة يتذكر فضل الله عليه وأنه اصطفاه ليكون إماما للحرمين الشريفين، والإنسان يستشعر هذا الأمر وأنه يقف بين يدي الله تعالى وضرورة استحضار الإخلاص لله عز وجل والحذر من الرياء.• هل صحيح ما ذكر بأنك صليت على والدتك في المسجد النبوي الشريف؟•• ليس صحيحا، بل صلى عليها الشيخ الدكتور علي الحذيفي إمام المسجد النبوي الشريف.• كيف ترون قرار قصر عمل الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في ما أنشئت لأجله وعدم الخوض في الأنشطة الأخرى؟•• جمعيات تحفيظ القرآن أنشئت من أجل تحفيظ القرآن وقرار منعها من البرامج والأنشطة التي تقام على هامشها والتي قد تستغل من بعض أصحاب الفكر المتطرف قرار موفق وخطوة مسددة ومباركة من وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، فهو ذو نظرة ثاقبة ورؤية مسددة فجزاه الله خيرا على هذه الفكرة النيرة عندما قصر تحفيظ القرآن على تحفيظ القرآن وعدم الدخول في أمور ليس منها فائدة وإنما تضر أكثر مما تنفع.• اخترتم في هذا العام رئيسا للجنة التحكيم في مسابقة الملك سلمان لتحفيظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده. كيف كانت هذه التجربة؟•• أشكر الله عز وجل أن هيأ لنا هذه البلاد المباركة وولاة أمرها، والشكر موصول لقيادتنا التي هيأها وحبب لها خدمة القرآن الكريم، وأكرر شكري كذلك لوزارة الشؤون الإسلامية ممثلة بوزيرها الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ الذي اكرمني في هذه السنة بأن أكون رئيسا للجنة التحكيم في مسابقة الملك سلمان للقرآن الكريم.أما علاقتي بالمسابقات القرآنية فقد كان ذلك منذ الصغر، فقد تشرفت في هذه المسابقة المحلية عام 1413 للهجرة، ومن فضل الله أن أكرمني بالتأهل للمسابقة الدولية، وقد أكرمني الله بحصولي على المركز الأول في المسابقة المحلية والمركز الثاني على المستوى الدولي والتي أقيمت في مكة المكرمة آنذاك وكنت حينها في الصف الثاني الثانوي في المعهد التابع للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.ويحسب لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن تحمل هذه الجائزة اسمه وهي منطلق إلى جائزة مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية، والحقيقة أن وزارة الشؤون الإسلامية لم تأل جهدا في السنوات الماضية على الاعتناء بهذه المسابقة، وقد أولى وزيرها جل اهتمامه منذ وصولنا وإلى مغادرتنا الرياض، فقد وجدنا الترتيبات التي تليق بهذه المسابقة وما تحمله من اسم.
مشاركة :