أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، أن التسامح يعزّز التماسك الأسري، ويُعضدُ أركان الأسرة، ودعت سموها أفراد المجتمع كافة من مواطنين ومقيمين إلى ضرورة الانتباه إلى الأبناء، والعمل على تربيتهم التربية القويمة، واحتوائهم بما يحقق لهم الاكتفاء العاطفي والمعرفي، وأكدت سموها أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخاه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، يُولون الأسرة أهمية قصوى، ويضعونها على رأس الأولويات التي تعمل عليها الدولة، ومن أجل ذلك تم إطلاق العديد من المشاريع التنموية التي تركز على توفير العوامل والعناصر كافة التي تضمن للمواطن العيش الكريم وسط أسر مستقرة ومتماسكة ومجتمع متلاحم وقادرٍ على التعامل مع التحديات التي قد تعترضه، ليصبح عضواً نافعاً وعاملاً من أجل رخاء أسرته ووطنه في آنٍ معاً. وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، في كلمتها التي وجهتها إلى المؤسسات والمجتمع بأفراده كافة بمناسبة إطلاق الحملة التوعوية الاجتماعية الأولى التي تنفذها مؤسسة التنمية الأسرية بالشراكة مع عدد من الدوائر والمؤسسات في أبوظبي تحت شعار «أسرة متماسكة، مجتمع متسامح، وطن آمن»، لقد أسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هذا الوطن على منظومة من المعايير والأهداف والاستراتيجيات التي نهلها من ديننا الإسلامي الحنيف، وما ورثناه من أسلافنا من مبادئ وقيمٍ للتربية الأخلاقية السليمة والمتوازنة للأبناء، وما زرعه من أسس لهوية وطنية تؤكد أهمية الإنسان، باعتباره أساس النهضة وبناء الأوطان، وزايد الذي أسس البيت الكبير على التعاون والمحبة والتراحم، والاحتواء، والعطف، والإخلاص والعمل، وضع بذلك دستوراً وأنموذجاً إنسانياً وقيمياً وأخلاقياً يُحتذى به، وعلى الأجيال كافة أن ينهلوا منه، وأن يعتمد عليه الآباء والأمهات في تنشئة وتربية أبنائهم، فأسلوب زايد، طيب الله ثراه، في التربية يعتبر مدرسة قائمة بذاتها، ومنهجاً صالحاً للتعاطي معه، والنّهل منه على مر الزمان. وقالت سموها: «لقد قامت هذه الدولة على ثوابت إنسانية نبيلة، آمن بها الراحل الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وقيادتنا الرشيدة من بَعده، فانعكست آثارها على أجيال عديدة، عليها أن تنقل هذه المعرفة لمن سيأتي بعدها للوصول بالأسرة في وطننا إلى ما نطمح إليه من أمان واستقرار وبناء حقيقي للقدرات، وتطوير للذات، وتقبل للسلبيات، وتعضيد للمنجزات، فأبناؤنا اليوم يمرون بمراحل ومتغيرات تتطلب من الأمهات والآباء وعياً أعمق بكيفية التعامل معها لضمان التماسك، وتفادي التفكك الأسري الذي يمكن أن يحيل المجتمع إلى مشكلات وتراكمات من الصعب تجاوزها دون تفهم أسبابها وتكاتف الجميع وتعاونهم من أجل وضع الحلول المناسبة لها». التعاون المؤسسي أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، في كلمتها، أن إطلاق الحملة التوعوية الاجتماعية الأولى يأتي في إطار تنفيذ استراتيجية دعم استقرار الأسرة في أبوظبي والتي أقرتها اللجنة التنفيذية في الإمارة في الخامس عشر من مايو 2018، وذلك تزامناً مع اليوم الدولي للأسرة الذي يوافق (15/ مايو) من كل عام، ويهدف إلى تعزيز الوعي بقضايا الأسرة، وتحسين قدرات الدول في مواجهة المشكلات المتصلة بالأسرة، وانسجاماً كذلك مع توصيات الجمعية العامة للأمم المتحدة/ المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالذكرى السنوية العشرين للسنة الدولية للأسرة في تبني سياسات أسرية شاملة تركز على تمكين الأسرة لتكون شريكاً فاعلاً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، ورفع مستوى وفعالية التنسيق والتعاون وتضافر الجهود المحلية والوطنية في تنفيذها. وتتمثل رؤية استراتيجية دعم استقرار الأسرة في «أسرة متماسكة ومستقرة لأجل مجتمع آمن»، وتهدف إلى إيجاد السياسات والتشريعات والخدمات لبناء أسر سليمة ومستقرة، وتمكينها للتعامل مع التحديات التي تهدد استقرارها وتماسكها واعتماد أطر للحوكمة عبر القطاعات والمؤسسات ذات العلاقة، وبشراكة مجتمعية وفق أفضل الممارسات والتقنيات التي تعمل على تصميم مبادرات مشتركة بين الجهات ذات أثر مستدام يحمل قيمة مضافة لتحقيق محصلات شاملة، وتقييم حجم التغيير الإيجابي في ثقافة وسلوك المجتمع. وفي هذا الإطار ولضمان الوصول إلى النتائج المرجوة، دعت سموها إلى تضافر جهود الجهات العاملة في القطاع الاجتماعي والقطاعات الأخرى، وتبنّيها وتكثيفها للبرامج والخدمات الرائدة والمبتكرة في مجال رعاية الأسرة والشباب وتعزيز أدوارهم في المجتمع، بالإضافة إلى أهمية البحث والتقصي حول أهم التحديات التي تواجه الشباب وتقديم الدراسات الاجتماعية والبحوث المتخصصة في القضايا والمشكلات الاجتماعية، وتبني السياسات والتشريعات والأنظمة التي تضمن لهم التمكين والرعاية والحماية الاجتماعية اللازمة، وصولاً إلى أسرة متماسكة ومجتمع متسامح ووطن آمن، وذلك باتباع أفضل السبل والوسائل والحلول الناجعة للتعامل معها في الوقت المناسب، لتغذية الناشئة بالمهارات الحياتية اللازمة، وبقيم تحمل المسؤولية، وصولاً إلى جيل يمتلك القدرات والممكنات التي تجعل منه قادراً في المستقبل على تأسيس حياة أسرية حيوية وناجحة قائمة على التعاون والتفاهم والمحبة، وتحتوي الأبناء كأسر أنموذجية قادرة على التعامل مع متطلبات العصر وتطوراته، ولديها المعرفة الكافية بكيفية معالجة الأزمات، والتعامل معها كتحديات يمكن تجاوزها بالوعي والصبر والاحتواء، مشيرة إلى أن الأدوار المنوطة بهذه الجهات تشكل أهمية قصوى في زمن يزدحم بالمتغيرات وتتنازع أبناءنا فيه مغيرات كثيرة تؤثر بشكل سلبي في ثقافة الأبناء التي يجب أن تحاط بالعناية والرعاية منذ الطفولة المبكرة الأولى. وفي ختام كلمتها التوجيهية، تقدمت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات» بجزيل الشكر وعميق التقدير للجهات الشريكة والداعمة للحملة الاجتماعية التوعوية الأولى التي تقودها مؤسسة التنمية الأسرية لما قدموه من دعم حقيقي، وما أنجزوه من خطوات وإجراءات ساهمت في الخروج بعمل متكامل ومنظم وهم دائرة تنمية المجتمع، ديوان ولي العهد، القيادة العامة لشرطة أبوظبي، دائرة القضاء، مركز أبوظبي للإحصاء، هيئة أبوظبي للإسكان، «أبوظبي للإعلام»، والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف. الحضور حضر الإطلاق في مقر مؤسسة التنمية الأسرية الرئيس بالمشرف، صباح أمس، معالي مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع، ومريم محمد الرميثي مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية، والشركاء الاستراتيجيون المشاركون في الحملة، ممثلين في حمد نخيرات العامري مدير عام هيئة أبوظبي للإسكان، ومحمد سعيد النيادي مدير عام الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وسعادة الدكتور علي بن تميم مدير عام «أبوظبي للإعلام»، والمستشار محمد يوعان المهيري - نائب وكيل دائرة القضاء، والعميد علي سالم البادي مدير إدارة مراكز الدعم الاجتماعي، وأحمد الشيبة الشرياني المدير التنفيذي - مركز الإحصاء، ومديري الدوائر والإدارات في مؤسسة التنمية الأسرية، وممثلي الجهات المشاركة وفريق «أبوظبي للإعلام»، ومندوبي الصحافة والتلفزيون. توقيع وثيقة الرؤية الاستراتيجية المشتركة في ختام فعاليات إطلاق الحملة، تم التوقيع على وثيقة الرؤية الاستراتيجية المشتركة بين الجهات المشاركة في الحملة الاجتماعية التوعوية الأولى، بحضور ممثلي الدوائر والجهات المشاركة في فعالياتها، كما تم تنظيم جلسة من مجالس الأسرة ضمن برنامج الحملة، شارك فيها أكثر من 30 سيدة بإشراف متخصصين من مؤسسة التنمية الأسرية.
مشاركة :