الجوانب الجيوسياسية في النزاع الهندي الباكستاني

  • 3/4/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحت العنوان أعلاه، كتب فيكتور كوزوفكوف، في "فوينيه أوبزرينيه"، حول مصلحة روسيا في تسوية الأزمة بين دلهي وإسلام آباد بأسرع وقت. وجاء في المقال: ما يحدث على شواطئ المحيط الهندي ينبغي أن توليه موسكو اهتماما خاصا، لسببين: الحسابات الاقتصادية المباشرة، واهتمامها كقوة عظمى بالعمليات الجيوسياسية التي تجري في العالم. للهند، دور معدّ "ضد الصين"، كشريك صناعي وتجاري وعسكري قوي للولايات المتحدة وحلفائها، وربما دور الحليف الرئيس للأنغلوسكسونيين. فمنذ عقدين من الآن، لم يكن بمقدور الهند الاعتماد على مثل هذا الموقف المناصر من بائعي المقاتلات الأمريكية والمعدات العسكرية الأخرى. وما كان يعقّد العلاقات، أيضا، غيرة باكستان. وفجأة حل الدفء. فما الذي جرى؟ الجواب: علاقات باكستان والصين. فالصين، مهتمة للغاية بباكستان: من خلال تحويل باكستان إلى حليف، تقوم بكين بحل أهم مسألة استراتيجية- ضمان وجودها العسكري في المحيط الهندي. وثمة جانب تجاري للمسألة. فلطالما ارتبط اسم الهند بالسلاح السوفييتي، ثم الروسي من بعده. ولذلك، فمن الواضح أن أي هزيمة للجيش الهندي في هذا الصراع ستتحول تلقائيا إلى دعاية مضادة لأسلحتنا. هناك انعكاس آخر لهزيمة الهند المحتملة، هو خيبة أملها بروسيا كحليف محتمل ومورد للمعدات العسكرية. وبالنظر إلى وضوح ظلال الصين وراء باكستان، فإن ذلك بالتأكيد سيعجّل انجراف الهند في الاتجاه الذي يحتاج إليه الأنغلوسكسونيون. من ناحية أخرى، ففي حال تحقيق الهند نصرا افتراضيا في النزاع، يمكننا توقع استياء الصين. فإذا ما انخرطنا بشكل أوضح في الصراع إلى جانب الهند، فإن هذا يمكن أن يسبب مضاعفات جدية في العلاقات الثنائية بين موسكو وبكين. ولهذا السبب نستطيع تأكيد أن لروسيا مصلحة في التهدئة في أقرب وقت ممكن. لكن إذا استمر النزاع وتوسع، فإن الوضع سيصبح "ساخنا" جدا بالنسبة لموسكو. فروسي، لا تستطيع السماح بهزيمة الطيران الهندي، وهذا يعني أنه سيتعين على موسكو تزويد دلهي بالدعم المعلوماتي على الأقل: الاستطلاع، تحليل قدرات الطيران الباكستاني، معلومات من الأقمار الصناعية وفك شفرتها، إلخ. ربما هذا ليس أفضل ما يمكن عمله، ولكنها الطريقة الوحيدة الممكنة الآن لمساعدة دلهي، دون التورط في الصراع... المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة

مشاركة :