بيروت – أنديرا مطر – أصابت المواجهة المحتدمة بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» على خلفية رفع الحزب شعار مكافحة الفساد، بشظاياها العلاقة بين طرفي التسوية السياسية: «المستقبل» والتيار «الوطني الحر». فالرد الناري وغير المتوقع من تلفزيون المستقبل عبر نشرة الاخبار المسائية، دفع بقيادة الوطني الحر الى «لملمة» ذيول مقدمة تلفزيونه «او تي في» التي اشعلت المواجهة، فاعتبرها وزير الخارجية جبران باسيل في اتصال مع رئيس الحكومة سعد الحريري «اجتهاداً اعلامياً» ولا تمثل رأي التيار، وكذلك أجمع نواب التيار في تصريحاتهم على تأكيد ثبات التحالف مع الحريري، وعلى إبقاء ملفات الفساد في إطاريها القانوني والقضائي وبمنأى عن التجاذب السياسي. واذا كانت بعض القوى المناهضة لحزب الله قد أخذت على الرئيس الحريري «تأنيه» في اتخاذ موقف عالي السقف من حملة الحزب على رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، فإن مقدمة تلفزيون المستقبل أول من أمس أثبتت خطأ نظريتهم. مصدر مقرب من تيار المستقبل اعتبر في اتصال مع القبس أن الحريري يعمل بأقصى طاقته لإبعاد مناخ المناكفات والتجاذب عن البلاد، ويحرص على علاقة متينة مع الرئيس ميشال عون تمهد لانطلاقة قوية لحكومته، وهو كان يعول على حياد التيار الوطني في هذه المعركة ولم يشأ اقحام نفسه مباشرة، غير ان موقف الحريري هذا فُهم على غير منحاه. ويتابع المصدر ان ما جاء في مقدمة «او تي في» بأن الحريري تخلى عن السنيورة لا يقبله أي قيادي او عضو في التيار ولا يتحمله الحريري، ومن هنا كان الرد العالي السقف بأن فؤاد السنيورة اليوم هو تيار المستقبل، وهو الحزب والموقع، وهو رئاسة الحكومة، وهو الطائفة التي يمثلها ومن يتطاول على السنيورة يتطاول على الحريري. وإذ كان من غير المفاجئ التصاق التيار الوطني بحليفه حزب الله في حملته على السنيورة، يذكّر المصدر بان التيار كان طليعيا في هذا الملف عندما أعدّ كتاب «الابراء المستحيل» كمشروع للمحاسبة والإصلاح ليتخلى عنه لاحقا على مذبح التسوية الرئاسية. وقد يكون اضطر اليوم للعودة اليه لـ«تقديم أوراق اعتماد جديدة لحزب الله للمعارك السياسية المقبلة»، وفق «تلفزيون المستقبل»، الذي استخدم للمرة الأولى منذ سنوات عبارات خارجة عن ادبياته السياسية في مخاطبة التيار الوطني، بالقول أما الابراء المستحيل، فيمكنهم ان يبلّوه ويشربوا المياه الآسنة التي نشأت عنه. موقف تيار المستقبل استكمله أمس مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان الذي اعلن بعد زيارته الرئيس الحريري ان السنيورة خط أحمر، وأضاف انه قيمة وقامة كبيرة نعتز بها وندافع عنها ضد اي افتراء، رافضا النيل السياسي في ملف محاربة الفساد. فضل الله: مراحل لاحقة للملف وفي السياق، أشار نائب حزب الله حسن فضل الله أن مكافحة الفساد هي خارج الحسابات والاصطفافات السياسية، على رغم أن هناك من يريد أن يجعلها في إطار الحسابات السياسية، وإذ اكد ان ملف الحسابات المالية في عهدة القضاء الذي نعرف مشاكله، لفت الى انه «لدينا مرحلتان ثانية وثالثة في حال لم يقم القضاء بواجبه». في سياق آخر، شدد رئيس الجمهورية ميشال عون أمام وفد الرابطة المارونية على ان اللحظة مؤاتية اليوم للانطلاقة الفعلية للمعركة ضد الفساد وسنربحها لأن كل اللبنانيين يدعموننا فيها، ولا حصانة لأحد مهما علا شأنه. مؤكداً في المقابل أن ملف النازحين هو ملف سيادي ولن نتراجع عن العمل لعودتهم.
مشاركة :