اختتام مهرجان دبا الحصن لمسرح الثنائي

  • 3/5/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

اختتمت مساء أمس الأول في المركز الثقافي لمدينة دبا الحصن فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان المسرح الثنائي، في أجواء احتفالية، كرّم خلالها أحمد بورحيمة، مدير التظاهرة، الفرق المشاركة، وضيوف ملتقى الشارقة السادس عشر للمسرح العربي، إضافة إلى مشرفي الورش التدريبية، ومديري الندوات التطبيقية، كما نظم مجلس أولياء الطالبات والطلاب في دبا الحصن حفل عشاء احتفاء بضيوف المهرجان. وبدأت وقائع اليوم الختامي بعرض المسرحية الأخيرة في برنامج العروض، وجاءت تحت عنوان «تفاصيل الغياب»، وقدمتها فرقة «الصحوة المسرحية» من سلطنة عمان، وهي من تأليف فهد ردة الحارثي، وإخراج سعيد أسعد عامر، وشارك بالتمثيل فيها: عائشة البلوشية، وخميس الرواحي. واستند العرض على قصة لقاء بين كريم ونوال، يتوج بحب؛ فزواج، ثم طلاق، خلال سنة واحدة، ولكن هذه التطورات المتعددة في العلاقة بين الشابين بدت غير مبررة فنياً؛ وهي تتجلى عبر عشر لوحات أدائية قصيرة؛ وكل انتقالة للوحة تأتي عقب بعض الجمل الحوارية؛ المكتوبة بلغة عربية، تقريرية ومباشرة، وفي عبارات جاهزة ومكررة. وقد وظف المخرج الإضاءة والموسيقا ليفصل بين مشهد وآخر، في فضاء مجرد إلا من إطارين (بابين)، إضافة إلى مقعدين. ويُستهل العرض بلقاء كريم ونوال مصادفة، وبعد تبادل التحيات يعبر كل واحد منهما عن إعجابه بالآخر، وتالياً يتزوجان، وبعد مرور عام يحتفلان بمولودهما الأول، ثم يقع الطلاق! أما المشهد الأخير فهو المشهد الأول ذاته.. لقاء بين الاثنين مصادفة وإعجاب، إلخ. وبدا استخدام المخرج للدمى القماشية أبرز حلوله الإخراجية، وظهر كما لو أنه أراد بذلك أن يوحي بالطابع الجامد للعلاقة بين الاثنين؛ فحولهما إلى دميتين في بعض مشاهد العرض. وأخذت الإفادات في الندوة النقدية التي تلت العرض، على العرض ضعف إيقاعه وتوظيفه غير المرشد للإضاءة، وثمة من تكلم عن أهمية دعم تجربة المخرج باعتباره شاباً وحديث التجربة. هذا، وكانت الفترة المسائية من الليلة الأخيرة للمهرجان شهدت أيضاً اختتام ملتقى الشارقة السادس عشر للمسرح العربي، الذي جاء تحت عنوان «المسرح والمجايلة: التواصل والتقاطع»، وأدار أولى جلسات يومه الختامي نبيل المازمي (الإمارات)، وتحدث بها، في البداية، محمد رفعت يونس (مصر) بورقة تحت عنوان «المسرح المصري ما بعد 25 يناير: الاقتداء والانقطاع»، وهو سعى إلى الإجابة على جملة من الأسئلة طرحها في مستهل ورقته: كيف تفاعلت الأجيال المتعاقبة مع المسرح المصري؟ وما هي المساهمة المميزة لكل جيل عن غيره، ومدى تأثيره في وتأثره بغيره؟ وهل ثمة فوارق جوهرية بين استجابة الأجيال المسرحية للثورات المصرية الثلاث في القرن العشرين 1919 - 1952 - 2011، حيث تبلور شكل المسرح المصري الحديث كتاباً ومخرجين وفرقًا، وصار ذا قوة ملحوظة؟. وخلص الباحث المصري إلى نتيجة مفادها بأن سمات الهوية المسرحية المصرية الحالية هي نتاج - في أجزاء - للتطور الطبيعي للمسرح المصري وتأثراته بما طرأ عليه من الداخل والخارج، وبرغم تقدير كثير من المبدعين لبعض تجارب الأجيال السابقة والاقتداء ببعض تجاربهم، إلا أن هذين العاملين لم يمنعا حالة العزف على وتر الفردية والقطيعة مع بعد الأشكال والتجارب. وتحدث عبد الكريم عبود (العراق) عن مصطلح «الجيل» محدداً مفهومه، ومشيراً إلى أن الاختلافات بين الأجيال لها تجلياتها الفكرية والمعرفية والفنية، وهو أخذ تجربة المسرح العراقي نموذجاً، مستعرضاً التيارات والأسماء التي برزت خلال العقود الثلاثة الماضية، مشيراً إلى خطوط التواصل بينها، سواء على مستوى الأساليب والمعالجات أو من خلال التشارك والتفاعل في إنجاز صناعة العروض المسرحية. من جانبها، تطرقت الباحثة اللبنانية وطفاء حمادي إلى مسارات الشباب في حركة المسرح اللبناني بين جيلي الستينيات والمرحلة الراهنة، وهي مضت إلى أن لكل جيل طريقته في الإبداع المسرحي. وتتبعت في مداخلتها كيف يمكن أن تمتد تجربة جيل لاحق إلى جيل سابق ليأخذ منها ويضيف إليها، أم لكي يرفضها، أم يستنسخها. واستعرض حافظ زليط (تونس) تاريخ المسرح التونسي منذ عشرينيات القرن الماضي، مبرزاً انتقال المعرفة المسرحية من جيل إلى جيل، سواء من خلال الاحتكاك المباشر في العروض والمناسبات المسرحية أو من خلال الورش والدروس الأكاديمية. وشهدت الجلسة الثانية من اليوم الختامي، والتي أدارها مهند كريم (العراق)، تقديم ثلاث شهادات في ضوء التجربة، قدمها إبراهيم سالم (الإمارات)، وأحمد السلمان (الكويت)، وفهمي الخولي (مصر).

مشاركة :