ما هى الحياة المسيحية؟..البابا فرنسيس يجيب

  • 3/5/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يصدر دار النشر التابعة للكرسي الرسولي، غدًا، بمناسبة بداية الصوم كتاب حول الاتزان والرزانة المسيحية ويتضمّن عظّة للقديس يوحنا فم الذهب حول نص من الرسالة الأولى إلى تيموثاوس- أحد أسفار الكتاب المقدس-، وكتب البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، مقدّمة هذا الكتاب ويشير فيها إلى بعض الأبعاد الجوهرية لحياة المسيحي.وفى المقدمة قال البابا فرنسيس، إن الحياة المسيحية تقوم على إعادة اكتشافنا بأننا محبوبون من الله الآب بشكل غير مشروط ومجاني، موضحًا أن هذه هي بشرى الإنجيل السارة التي أعلنها يسوع وشهد لها إلى أقصى الحدود، والتي أصبحت حقيقة لكل فرد منا يوم العنصرة عندما أفيض الروح القدس، محبة الآب اللامتناهية لابنه، في قلوبنا، فنحن محبوبون بالفعل كالابن يسوع، ونحن أبناء الآب الحقيقيين وإخوة وأخوات لبعضنا البعض.تابع البابا فرنسيس إن قبول هذه العطية المجانية يغيّر الحياة ويحوّل بشكل خاص نظرتنا للحياة ولذواتنا والآخرين، للحاضر والماضي ولاسيما للمستقبل، مستطردًا: إن المحبّة التي أحبّنا الله بها تظهر كذلك النور الدافئ والقوي الذي يغمر الحياة والواقع والعلاقات.وأضاف: تمامًا كما تصبح الطبيعة ومدننا أكثر جمالًا خلال يوم مشمس هكذا أيضًا يكشف الإيمان وقبول محبة الله كم هو ثمين وفريد كلُّ تفصيل من تفاصيل حياتنا بالرغم من المشاكل والصعوبات ونواقصنا. ولذلك أضاف الأب الأقدس يقول بدأت الإرشاد الرسولي حول القداسة بهذه الدعوة من إنجيل القديس متى والتى قال فيها "اِفَرحوا وابْتَهِجوا".واستطرد: إن الفرح، الذي يختلف بالتأكيد عن النشوة، هو شعور قلب تغمره المحبّة – حتى وسط تجارب الحياة – وهو أحد مميزات القداسة الحقيقية وقداسة الأشخاص الذي يعيشون بقربنا أيضًا.وأكمل بابا الفاتيكان إنّه فرح حقيقي وبسيط يسمح بأن نتذوّق فرص الخير التي تقدّمها لنا الحياة والتي تظهر أيضًا في وجبة نتشاركها أو في نظرة تفهّم ومساندة و- لم لا؟ - في نخب لمناسبة ما أو لنجاح صديق ما... أعني بذلك الفرح الذي يُعاش في شركة ويُتقاسم مع الآخرين ونتشاركه معهم لأنّ "السَّعادَةُ في العَطاءِ أَعظَمُ مِنها في الأَخذ"، ولذلك إن المحبّة الأخويّة تضاعف قدرتنا على الفرح لأنها تجعلنا قادرين على أن نفرح لخير الآخرين.وأوضح انه: حتى نحن المسيحيون نظهر أننا لا نعرف كيف نفرح حقًّا بأمور الحياة إما لأننا نركض خلف الملذات العرضيّة والعابرة وإما لأننا نجد أنفسنا ضحيّة لنوع من التشدّد ولكننا نفضل أن نترك الأمور على حالها ونختار الجمود ونمنع هكذا عمل الروح القدس الذي يحمل لنا حداثة الفرح.وأكد إن الفرح هو ثمرة التمييز في الروح القدس والذي يقوم في الفنّ المستمر لتفضيل الـ "نحن" على الـ "أنا"، والأشخاص على الأشياء بالرغم من آلاف الأشراك التي ينصبها لنا الشر وأنانيّتنا.وأضاف البابا فرنسيس: هذا الفرح هو نعمة حقيقية وينبغي علينا أن نحرسه ونحميه تمامًا كما هي الحال مع الإيمان والصداقات والعلاقات: بمعنى آخر كجميع الأمور المهمّة في الحياة، مؤكدًا: إنّه موقف حكيم وعفوي نملكه جميعًا عندما يكون لدينا شيئًا ثمينًا ويحمل أيضًا قيمة عاطفية نهتمُّ به بطريقة خاصة وهذا ما ينبغي أن يحصل.وقال " فرنسيس" إنَّ فرح محبّة الله التي أفاضها الروح القدس في قلوبنا يُحرس ويُحفظ بواسطة الرزانة والاتزان وهما القدرة على إخضاع الرغبة بالملذات والمتعة الشخصيّة لمعيار الصحيح والعلاقات الشخصيّة، موضحا انه في الواقع لا أحد يخلُص وحده أي كفرد منعزل ولكنَّ الله يجذبنا آخذًا بعين الاعتبار الحبكة المعقّدة للعلاقات الشخصية التي تنشأ في الجماعة البشريّة.وأضاف البابا: يحتوي هذا الكتاب على عظة قصيرة للقديس يوحنا فم الذهب، أحد آباء الكنيسة من القرن الرابع، والذي يعرف بقدرته على الصلاة والمدفون في بازيليك القديس بطرس هنا في الفاتيكان، وفي هذه العظة يعلّق القديس على مقطع من الرسالة الأولى للقديس بولس إلى تلميذه تيموتاوس والذي يدعوه فيه لتَناوَل القليل مِنَ الخَمرِ مِن أَجلِ مَعِدَتِه وأَمراضِه المُلازِمَة. واوضح انه بهذا الشكل يستفيد القديس يوحنا فم الذهب من المناسبة ليعلّم المؤمنين أن الخلق صالح ولكن ينبغي علينا أن نعرف كيف نتذوّقه لنكتشف بأنّه قد صُنع من أجلنا ولخيرنا كعطية ثمينة لكي نكتشف بأننا محبوبون ونتمكّن من أن نفرح معًا.واختتم: إنَّ حياة المسيح فينا في الواقع ليست إلا انتصار المحبة على مخاوفنا وقلقنا الذي يسمح لنا أن نكون بدورنا في الأمور الصغيرة عطيّة بسيطة ويوميّة للرب والإخوة، إن الجماعة التي تُحافظ على التفاصيل الصغيرة للمحبّة، وحيث يعتني أعضاؤها بعضهم ببعض.

مشاركة :