في الوقت الذي تواجه فيه الهند وباكستان بعضهما في أخطر المواجهات الحدودية حول كشمير منذ عقود، قد يكون ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، هو الرجل الأفضل للتوسط بين البلدَيْن، والتوسط في تخفيف حدة التصعيد. ووفقًا لصحيفة "دكاتربيون" فإن المملكة العربية السعودية هي القوة الآسيوية الإقليمية الوحيدة التي تربطها علاقات دافئة مع كل من باكستان والهند. وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تلعب دور الوسيط التقليدي، وتحاول اللعب بنشاط خلف الكواليس. ورغم تحسن العلاقات بين واشنطن ونيودلهي في السنوات الأخيرة إلا أنها لا ترتقي للعلاقات القوية التي تكفي لتهدئة الوضع في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الأمريكية - الباكستانية تراجعًا. وأضافت بأنه على الرغم من أن العلاقات الباكستانية - الصينية علاقات تاريخية وقوية إلا أنها لا يمكن أن تكون مفيدة للوساطة وتهدئة التصعيد؛ لأن الهند لا تثق في بكين، كما أن روسيا لن تكون مفيدة في هذه الحالة؛ فباكستان ترفضها بسبب العلاقات القوية بين موسكو ونيودلهي، التي تعود إلى فترة الحرب الباردة. وذكرت أنه على الرغم من العلاقات الجيدة في بعض الأحيان بين إيران وباكستان إلا أنها لا ترتقي للعلاقات القوية؛ فإيران وباكستان كذلك عدوَّان تقليديان. وتظل المملكة العربية السعودية هي قوة آسيا الوحيدة التي تربطها علاقات دافئة مع إسلام أباد ونيودلهي، كما أن البلدين يثقان في الرياض ونواياها بشكل كبير. ولم يدع ولي العهد السعودي فرصة التوسط بين القوتين النوويتين؛ إذ أرسل على الفور وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية عادل الجبير إلى إسلام أباد ونيودلهي برسالة عاجلة للحكومتين. وأشارت التقارير إلى أن كل المحاولات الدبلوماسية تجري خلف الأبواب المغلقة، لكن رسالة ولي العهد السعودي تعد دليلاً حقيقيًّا على مدى السرعة والكفاءة التي يتمتع بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مثل تلك المواقف الدقيقة والحساسة. وأشارت إلى أن الجميع يأمل بأن تساعد تحركات ولي العهد على تحسين العلاقات بين البلدين النوويَّيْن؛ فنجاحه ضروري؛ لأن الحرب ليست في مصلحة أي طرف.
مشاركة :