انطلقت صباح أمس في أبوظبي فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من مؤتمر ومعرض جمعية المكتبات المتخصصة فرع الخليج العربي، الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، تحت شعار «إنترنت الأشياء: مستقبل مجتمعات الإنترنت المترابطة»، بحضور عربي وعالمي واسع، تجاوز الـ500 متخصص في علوم المكتبات وناشر ومهتم بعلوم القراءة والمكتبات باختلاف تخصصاتها، ليناقشوا من خلاله جملة من القضايا والتحديات التي تواجه علوم المكتبات في عصر التكنولوجيا، والقدرة على مواجهة هذه التحديات، وفق آليات حديثة ومتطورة، تضمن سهولة وصول المعلومات وحماية البيانات، انطلاقاً من أهمية إنترنت الأشياء، وارتباطه بمجموعة كبيرة من الصناعات في العصر الحديث. حجم البيانات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، تناول فيها البروفيسور، هال كيركوود، رئيس جمعية المكتبات المتخصصة، مفهوم «إنترنت الأشياء: الضجيج، المخاطر، الأمل»، تعرض فيها لدور إنترنت الأشياء في ظهور مستوى جديد من الأنشطة والترابط بين الأجهزة والبيئة المحيطة بها، عملت على ربط الإنسان بطريقة غير مألوفة بمختلف الأجهزة، مبيناً أن عالم اليوم يشهد تزايداً كبيراً في عدد الأجهزة المترابطة لبروتوكولات الإنترنت كنتيجة طبيعية لزيادة الشركات العاملة في هذا القطاع، حيث تخلِف هذه الأجهزة حجماً هائلاً من البيانات، ما يخلق تحدياً آخر، يتمثل في طرق السيطرة والاستفادة من البيانات. وتطرق كيركوود في كلمته إلى آخر المستجدات التي وصل إليها إنترنت الأشياء والطموحات والفرص والمخاوف المتعلقة به، وكذلك قدم مجموعة من التصورات التي تساهم في التعاطي بشكل أفضل مع المشكلات التي أفرزها إنترنت الأشياء. قضايا مهمة وقال عبد الله ماجد آل علي، المدير التنفيذي لدار الكتب في دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، لـ«الاتحاد»: «إن استضافة أبوظبي لمؤتمر المكتبات المتخصصة في الخليج العربي تهدف إلى تسليط الضوء على القضايا المهمة في عالم المكتبات، خصوصاً في إنترنت الأشياء، وكيف تتحول المكتبات إلى مكتبات أكثر ذكاء، وكيف نستخدم الذكاء الاصطناعي لتطوير هذا القطاع المهم، وكذلك يتناول المؤتمر أمن المكتبات وآليات حماية محتوياتها من معلومات، حيث يتناول أكثر من 44 متحدثاً هذه المحاور خلال أيام المؤتمر الثلاثة. وعلى هامش المؤتمر يقام معرض تشارك فيه أهم الشركات المتخصصة في مجال المكتبات وقواعد البيانات الخاصة بالمكتبات والجامعات أيضاً. ما يجعل المؤتمر والمعرض تجمعاً عالمياً كبيراً للمختصين في مجال المكتبات والمكتبيين، يتيح لهم الاطلاع على أهم التجارب العالمية في مجال المكتبات وصناعة النشر والتحول الإلكتروني». إلى ذلك، أشار آل علي إلى أن إقامة هذا الحدث في شهر القراءة الذي تشهده أبوظبي الآن، يعكس حرص دائرة السياحة والثقافة أبوظبي على عمل أنشطة نوعية في شهر القراءة، ومن ذلك إقامة مسابقة القارئ المبدع، والآن نشهد انطلاق فعاليات مؤتمر ومعرض المكتبات المتخصصة بالخليج العربي، وهذا يتواءم بشكل كبير مع فكرة تشجيع القراءة في المجتمع، لأن هذه الفكرة والقراءة بحد ذاتها تحتاج إلى أدوات، ومن أهم أدوات تشجيع القراءة بشكل عام وجود المكتبات العصرية التي توفر أوعية المعلومات بأطيافها وأشكالها كافة لرواد المكتبات. حضور لافت وقال الدكتور نبهان الحراصي، رئيس جمعية المكتبات المتخصصة فرع الخليج العربي: «إن هذه الدورة من المؤتمر شهدت حضوراً لافتاً، وتنظيماً رائعاً، في ضيافة إماراتية، حيث تناول الحضور إنترنت الأشياء وما أحدثه من تطورات هائلة في الوقت الحاضر وتقنيات حديثة مستخدمة في هذا المجال». ونوه أن عقد النسخة الخامسة والعشرين في أبوظبي تضمن تكريم جميع الرؤساء السابقين للجمعية، والذين حضروا المؤتمر، وكذلك تم عرض أفلام توضح تاريخ ودور وأهداف الجمعية. وفيما يتعلق بالمعرض هناك مشاركة واسعة من جميع أنحاء العالم، وأصبح المعرض من أبرز المعارض المتخصصة في هذا المجال بالمنطقة، حيث حضرت شركات نظم المعلومات، تقنيات المعلومات، وقواعد البيانات، والتي حجزت أكثر من 73 مساحة للمشاركة في هذا الحدث، ما يجعله تجمعاً استثنائياً توافرت له كل عناصر النجاح. وأوضح أن تزامن المؤتمر والمعرض مع شهر القراءة بأبوظبي، يتفق مع أهداف الجمعية بنشر الوعي وأهمية القراءة والمعلومات، ولذا فإن التوافق الزمني بين المؤتمر واحتفالات شهر القراءة أعطى إضافة نوعية له، خاصة في ظل المبادرات الثقافية التي تتبناها دولة الإمارات بشكل عام وإمارة أبوظبي بشكل خاص، والمتعلقة بالقراءة والمكتبات في أبوظبي، ومن ذلك الإعلان عن المكتبات الملحقة بالقصر الرئاسي، والتي ستكون مفتوحة لكل ما يجعلها ركيزة ثقافية، تلعب دوراً كبيراً في المستقبل.
مشاركة :