المغرب.. كسر تابو الحديث عن الجنس والبغاء

  • 3/6/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في سابقة نادرة للغاية في المنطقة العربية، تباحث أكاديميون مغاربة في "محرمات التابو" بمحاولة تصد لظاهرة "تجارة الجنس" راصدين معضلة تناقض المجتمع في تعامله مع "البغاء". ونقلت صحيفة "هسبريس" عن نزهة الصقلي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية المغربية السابقة قولها إن "ظاهرة البغاء عبارة عن تابو داخل المجتمع المغربي، يقابله رد فعل عنيف من قبل الآخرين".  ورأت الصقلي خلال لقاء علمي داخل أسوار كلية الآداب بالدار البيضاء، تمحور حول كتاب "البؤس الجنسي والبغاء" للأكاديمية المتخصصة فوزية برج، أن الفيلم المغربي الشهير والمثير للجدل "الزين اللي فيك" دليل على هذا المعنى، وذلك لأنه "شهد هجوما قويا على الممثلة التي لعبت الدور كأنها من أكثر المجرمات، بينما لم يُوجه الهجوم بتلك الحدة إلى مخرج الشريط؛ وهو ما يعكس عدم عقلانية رد فعل المجتمع". وحول كتاب "البؤس الجنسي والبغاء"، أشارت الوزيرة المغربية السابقة إلى أن "أهمية المؤلف تكمن في كسر حاجز الكتابة حول موضوع له حساسية كبيرة، لأنه يصنف ضمن التابوهات، وما يرافق ذلك من اختلالات وظلم وغياب للمنطق". hespress.com ولفتت إلى أن "الموضوع صعب المنال؛ لعلاقته بقضايا مجتمعية وصحية عدة، من قبيل العلاقات الجنسية خارج الزواج والحمل غير المرغوب فيه والإجهاض والصحة الإنجابية، بحيث لم نستطع تجاوز القوانين المؤطرة لذلك". وأشارت الصقلي في هذا الإطار إلى أن "المرأة تُسامح زوجها الخائن بفعل نظرة المجتمع إليها، بينما لا يستطيع الرجل ذلك لو ضبطها متلبسة، وحتى إن أراد سيواجه رفض المجتمع، فضلا عن كون المرأة يُمنع عليها القيام بعلاقات جنسية قبل الزواج، في حين يجب على الرجل تجربة الأمر لأنه يعد ضمن علامات الرجولة، وفق تصور المجتمع؛ ما يعكس التناقضات التي تعتري المجتمع"، مشيرة إلى "غياب التكوين في الصحة الإنجابية داخل المجتمع". أما أستاذ الفلسفة المتخصص في علم الجماليات موليم العروسي فرأى أن هذا الموضوع تحديدا "صعب في مجتمع ذكوري تتأسس عقيدته في الجنس على (إذا ابتليتم فاستتروا)، بل أكثر من ذلك صارت العقيدة سياسية وتتبناها تيارات سياسية، وهنا يكمن أصل المشكل". وتطرق عبد الكريم بلحاج، أستاذ علم النفس الاجتماعي إلى ما وصفه بتحول البغاء في المجتمع المغربي من "المراسيم التي كانت تنظمه خلال عهد الحماية إلى نشاط غير مقنن، بعدما صار يُحارب من قبل السلطات والمجتمع معاً؛ لأن التمثلات الاجتماعية حول الموضوع تدخله في التابوهات والقدحية". المصدر: hespress

مشاركة :