ما بين النشاط تارة، والخمول تارة أخرى، تأرجح ظهور فيروس «إنفلونزا الطيور» في مصر منذ 13 عاماً، ولكنه ظهر عبر سلالة جديدة أعلنت عنها وزارة الزراعة المصرية أول من أمس. ومنذ ظهور سلالة «h5n1» في مصر، عام 2006، استطاعت وزارة الزراعة المصرية بعد مناورات مع الفيروس إخماد نشاطه، بعد جولات نالت في بعضها من الثروة الداجنة في البلاد. وعالمياً، تم تحديد أكثر من 12 سلالة من سلالات «إنفلونزا الطيور»، لكن السلالة المنتشرة في مصر هي «h5n1». ومن جهتها، قالت د. منى محرز، نائب وزير الزراعة لشؤون الثروة الحيوانية، في تصريحات صحافية أول من أمس، إن السلالة الجديدة (h5n2) ظهرت نتيجة اختلاط بين فيروسين. وأوضحت أنه تم اكتشاف ذلك النوع الجديد خلال سحب عينات من إحدى مزارع البط في مصر، وهو الإجراء الذي تنفذه الهيئة العامة للخدمات البيطرية بشكل دوري مع مزارع الدواجن. ورغم ما يثيره الإعلان عن سلالة جديدة من قلق، فإن نائب وزير الزراعة لشؤون الثروة الحيوانية حرصت على طمأنة المصريين، بالتأكيد على أن التحليلات التي أجريت في معهد بحوث صحة الحيوان بمصر أظهرت قدرة اللقاح المتوفر حالياً على مقاومة الفيروس الجديد. وتحرص الجهات المعنية بمقاومة الإنفلونزا، سواء التي تصيب البشر أو الطيور، على التأكد من حين لآخر من فاعلية اللقاحات في مقاومة الفيروس، لقدرته الكبيرة على التحور والظهور بوجه جديد. ويقول د. كمال أبو العزم، أستاذ أمراض الدواجن بكلية الطب البيطري جامعة المنصورة، لـ«الشرق الأوسط»: «من حسن الحظ أن اللقاح المتوفر في مصر فعّال مع السلالة الجديدة، كما أظهرت الدراسات الأولية، وإن كان الأمر يحتاج لمزيد من الاختبارات التي يتعين إجراؤها في المعهد». ويشدد د. أبو العزم على أن فاعلية اللقاح ليست هي العامل الفعّال في المقاومة، مشيراً إلى أنه يتعين على وزارة الزراعة اتخاذ الإجراءات التي تحول دون انتشار السلالة الجديدة، عن طريق تنفيذ الحجر البيطري على المزرعة المصابة، والتخلص الآمن من الطيور المصابة والنافقة ومخلفاتها. وقالت وزارة الزراعة المصرية، في بيان أصدرته أول من أمس: «إنه يجري حالياً تحصين مجاني للطيور المنزلية التي تقع على مسافة 9 كيلومترات من تلك البؤرة المصابة»، والتي لم يكشف البيان عن موقعها أو المحافظة التي تنتمي إليها. جدير بالذكر أن الأجهزة المصرية قامت خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي بإعدام 550 دجاجة بمدينة بنها، بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة)، بعد رصد الفيروس، غير أن الخطورة الأكبر كانت في يناير عام 2016، حيث توفيت حالة مصابة بمرض إنفلونزا الطيور بمستشفى الغردقة العام (جنوب شرقي القاهرة)، وتم الإعلان عن 6 حالات مصابة، وأصيبت 11 حالة بمحافظة الشرقية خلال عام 2015. ويعول الخبراء على تطبيق قرار منع تداول الطيور الحية، لمحاصرة الفيروس، شريطة أن يتم تنفيذه بآليات واضحة محددة.
مشاركة :