أبوظبي : محمد علاء و(وام) أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، أن دولة الإمارات حريصة على أن يكون هناك دور عربي مع سوريا، سواء كان هذا الدور سياسياً، أو دور استقرار، أو دوراً أمنياً وقال: «نعتقد أن غياب الدور العربي غير مقبول». وأضاف سموه خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده، امس، مع سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية «لا شك في أنه من المهم لتحليل الوضع في سوريا أن ننظر كيف تطور الوضع في السنوات الماضية، وكيف كانت القرارات التي اتخذت وأثرت في مسيرة الوضع السوري». وقال سموه: «إننا اختلفنا مع منهج حكومة سوريا في كثير من الخطوات التي اتخذتها داخلياً، لكننا الآن أمام تطور يتعلق بزيادة النفوذ التركي والإيراني وغياب الدور العربي». وأضاف سموه: «نعتقد أن غياب الدور العربي غير مقبول، ولذلك نتعاون مع زملائنا في روسيا الاتحادية ودول آخرى صديقة لبحث احتواء الأزمة، واحتواء سوريا أيضاً لتكون جزءاً من المنطقة العربية وجزءاً من الدور العربي والجهد العربي». وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: «مع الأسف نرى سوريا بعيدة عن ذلك، والإمارات قررت إعادة فتح سفارتها في دمشق لبدء هذه المسيرة، ونعتقد أننا ما زلنا في البداية، والأمر يحتاج إلى دور من الأطراف العربية، وأيضاً من الأطراف في دمشق للعمل سوياً من أجل دور سوري عربي أكثر قدرة على العمل ناحيته.. إلى الآن ما زلنا بعيدين عن هذا الأمر، لكن اعتقد أن هناك نية ورغبة، لكن الأمر يحتاج إلى عمل كبير من الأطراف». وأوضح سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال حديثه في بداية المؤتمر الصحفي: «إنها مناسبة رائعة نعبر فيها عن مدى تطور العلاقة بين البلدين في السنوات الماضية». وقال سموه: «الأسبوع الماضي تم الانتهاء من الإعفاء المتبادل من تأشيرة الدخول للبلدين لكل حاملي جوازات السفر من الإمارات وروسيا الاتحادية، وهذا ما يضعنا أمام الكثير من الفرص الطيبة على صعيد تنمية السياحة، وتنمية قطاع الطيران بين البلدين». وأوضح سموه أن العام الماضي شهد زيادة في عدد السائحين من روسيا الاتحادية ليبلغ نحو 850 ألف سائح، وهناك أكثر من 150 رحلة طيران بين البلدين، ونرى أن هناك فرصاً عدة لتنمية هذا القطاع الحيوي، في حين وصل عدد الشركات الروسية في الإمارات إلى 3 آلاف شركة، فيما بلغ التبادل التجاري العام الماضي قرابة 3 مليارات دولار، بزيادة 21 في المئة عن عام 2017 كما أن هناك 16 ألف مقيم من روسيا الاتحادية في دولة الإمارات. وقال سموه: إننا نقدر عالياً جهد وقرار الحكومة الروسية المشاركة في معرض إكسبو 2020 دبي.. وروسيا الاتحادية ستشارك بعدة برامج ستعرضها تحت عنوان «التنقل».. مشيراً إلى أن هذا المعرض الدولي سيشهد مشاركة أكثر من 160 دولة وأضاف: «نحن فخورون بأن نرى روسيا الاتحادية مشاركاً أساسياً في هذا المعرض». وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أنه في المجال الثقافي هناك اهتمام متزايد، وفي شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي استضافت أبوظبي مهرجان الموسيقى الشعبية الروسية الذي تضمن 14 برنامجاً موسيقياً على مدار ثمانية أيام في أماكن مختلفة من العاصمة أبوظبي، وشارك أكثر من 30 فناناً روسياً في عروض مسرحية، وعبر عن التطلع إلى أن يتوسع هذا القطاع خلال السنوات القادمة في مجالات عدة مثل النشر، والترجمة، والموسيقى، والفنون. وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: «تحدثنا بكثير من الفخر مع زميلي وزير الخارجية الروسي حول التعاون في مجال الفضاء، ونحن سعداء جداً بهذا التعاون، وفخورون بأن التعاون المشترك بين روسيا الاتحادية والإمارات العربية المتحدة سيكلل في سبتمبر/ أيلول القادم برحلة لأول رائد فضاء إماراتي سيقوم بمهمته على المركبة الفضائية الدولية». وأضاف سموه: «إننا على ثقة بأن العلاقة بين البلدين ستواصل ازدهارها لأن هناك اهتماماً شخصياً من قيادتي البلدين لتطويرها، واهتماماً شعبياً بتنميتها، إلى جانب اهتمام على المستويين الاقتصادي والتجاري». وقال سموه: «نتطلع خلال الفترة القصيرة المقبلة إلى أن ننتهي من مجموعة من مذكرات التفاهم التي تعزز هذه العلاقة بشكل أكبر، ومنها مذكرة التفاهم لإنشاء لجنة قنصلية، ومذكرة التفاهم بشأن الاعتراف المتبادل برُخَص القيادة بين البلدين». ولفت سموه إلى أن معرض آيدكس 2019 في أبوظبي شهد مشاركة قوية وفاعلة من روسيا الاتحادية، وأن هناك دائماً تعاوناً في المجال العسكري والأمني الذي يعد قطاعاً حيوياً ومهماً بالنسبة للبلدين، وأيضاً قطاع الصناعة العسكرية. وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات تتعاون مع روسيا الاتحادية لمكافحة التهديدات الحديثة، وأيضاً التقليدية إن كانت المتعلقة بمكافحة المخدرات والجريمة المنظمة وجريمة غسل الأموال، وأيضاً في مجال التطرف.. وقال إن هذا القطاع حيوي بالنسبة إلينا ونحن فخورون بأن هذا العام هو «عام التسامح» في دولة الإمارات، وسنواصل التعاون مع روسيا الاتحادية والأصدقاء حول العالم لترسيخ مفهوم التعايش والتسامح بين الدول. وجدد سموه ترحيبه بسيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي وأعرب عن سعادته باهتمامه الشخصي بتطوير العلاقات بين البلدين. من جانبه أكد سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي على العلاقات الاستراتيجية المتميزة التي تجمع بين دولة الإمارات وجمهورية روسيا الاتحادية وتحظى بدعم من قيادتي البلدين. وقال: «إننا ملتزمون بمواجهة التطرف والإرهاب ولدينا أفكار مشتركة حول كيفية العمل معاً من أجل تسوية الأزمات في المنطقة.. ونصر على ضرورة إيجاد حل للمشاكل بالوسائل السياسية والدبلوماسية». وأكد لافروف الدور الإيجابي لدولة الإمارات في ليبيا وجهودها من أجل تجاوز الخلاف بين أطراف النزاع وإيجاد حل للأزمة.. وقال إن المباحثات تطرقت إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجال الاستثمار والتجارة والاقتصاد والطاقة النووية السلمية والفضاء.. مشيراً إلى أن التبادل التجاري بين البلدين يشهد نمواً متزايداً، وتسهم اللجنة المشتركة بين البلدين في تعزيز هذا الأمر. وأكد أن دخول اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرات بين البلدين حيز التنفيذ من شأنه أن يسهم في تعزيز مجالات التعاون بين البلدين ويعكس العلاقات القوية التي تربط بين قيادتي وشعبي البلدين.وقال إن روسيا الاتحادية مهتمة بالعلاقات في منطقة الخليج ولديها مبادرة على طاولة المباحثات لضمان الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الاستراتيجية بمشاركة جميع الدول المعنية.وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد، استقبل أمس، سيرجي لافروف في ديوان عام الوزارة بأبوظبي، وتم بحث مسار العلاقات الثنائية المشتركة بين دولة الإمارات وروسيا والسبل الكفيلة بتعزيز أوجه التعاون بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات. وتبادل الجانبان وجهات النظر تجاه مستجدات الأوضاع في المنطقة، وبحثا عدداً من القضايا الإقليمية و الدولية ذات الاهتمام المشترك.وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد، أن دولة الإمارات، ترتبط بعلاقات استراتيجية وثيقة وتاريخية مع روسيا.من جانبه أكد لافروف، أن دولة الإمارات، تعد شريكاً استراتيجياً مهماً لبلاده، مشيراً إلى أن البلدين الصديقين تربطهما علاقات ثنائية متميزة، وأن هناك جهوداً متنامية لتعزيز أوجه التعاون المشترك الثنائي في مختلف المجالات.وحضر اللقاء خليفة شاهين المرر، مساعد وزير الخارجية و التعاون الدولي للشؤون السياسية.
مشاركة :