تلوح ثورة في الأفق في ريـال مدريد بعد انهيار إمبراطوريته في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بهزيمة مذلة 4 - 1 على أرضه أمام أياكس أمستردام، ومن المتوقع الإطاحة بالكثير من اللاعبين إضافة لتغيير المدرب. وربما يمتلك المدرب سانتياغو سولاري عقدا حتى 2021 لكن لا أحد يتوقع استمراره عقب نهاية الموسم الحالي بعدما أشرف على هزيمة كارثية في إياب دور الستة عشر وضعت حدا لهيمنة استمرت 1012 يوما على المسابقة الأوروبية الأبرز. كما أنهت الخسارة عمليا موسم ريـال مدريد، الذي بدأ أسبوعه الأسود بهزيمتين متتاليتين أمام الغريم التقليدي برشلونة تسببتا في خروجه من كأس ملك إسبانيا وابتعاده بفارق 12 نقطة عن الفريق الكتالوني في سباق لقب الدوري. ويتردد الآن اسم البرتغالي جوزيه مورينيو، كأفضل رجل يقود عملية تغيير تشكيلة فازت بكل شيء لكنها أصبحت بالية. ولا يعمل المدرب البرتغالي حاليا بعد إقالته من مانشستر يونايتد في ديسمبر (كانون الأول) كانون الأول ورغم وصول وظيفته قبل الأخيرة مع تشيلسي إلى نهاية كارثية مماثلة، بدا أن صحيفة ماركا تدق طبول عودته للعاصمة الإسبانية وحثت رئيس النادي فلورنتينو بيريز على إعادته لملعب سانتياغو برنابيو. وكان مورينيو قد فاز بالدوري مع الريـال برصيد 100 نقطة لكن ترك إرثا من الانقسام بعد ثلاث سنوات في الفريق. وقالت الصحيفة: «نتيجة إيجابية واحدة من الممكن استخلاصها من حطام الليلة السوداء، وهي أنه حان الوقت أمام أفضل مدرب في العالم جوزيه مورينيو للعودة للعمل مع الريـال... أحضره الآن يا فلورنتينو بيريز». وخصصت الصحف الإسبانية الصادرة أمس صفحاتها لتشريح ريـال مدريد الفائز بأربعة ألقاب في آخر خمسة مواسم في مسابقة دوري أبطال أوروبا وبعناوين «نهاية حقبة»، «نهاية مذلة»، «أسبوع مأساوي». وعنونت صحيفة «ماركا» الرياضية الأوسع انتشارا في إسبانيا صفحتها الأولى بـ«هنا يرقد فريق كتب التاريخ»، مع صورة لملعب سانتياغو برنابيو أشبه بمقبرة بعد الصفعة القوية التي وجهها له أياكس في إياب ثمن النهائي بالفوز عليه 4 - بعد أن خسر أمامه 1 - 2 ذهابا. وأوردت الصحيفة ذاتها العبارة التالية «نهاية مذلة لحقبة لا تضاهي». من جانبها، أعربت «أ س» ثاني أكبر صحيفة رياضية عن أسفها لـ«أسبوع مأساوي»، حيث خرج ريـال من المنافسة في ثلاث مسابقات في أسبوع واحد. والمخزي هو أن الفريق الملكي مني بالهزائم الثلاث على أرضه وأمام جمهوره. وبالطبع، أعربت الصحافة الرياضية الكاتالونية في برشلونة عن سرورها بسقوط الغريم المدريدي الكبير الذي بات محكوما عليه بعدم إحراز أي لقب في الربيع. «لا شيء من لا شيء» هكذا عنونت صحيفة «موندو ديبورتيفو»، مشيرة إلى «صفر ألقاب لفريق الريـال»، وحيت في الوقت نفسه الأداء الرائع لشباب أياكس أمستردام الذين عوضوا خسارتهم ذهابا بـ«ريمونتادا» في الإياب. وقالت الصحيفة: «نهاية عصر. تلقى ريـال ضربة قاضية مذلة على ملعب برنابيو أخرجته من دوري أبطال أوروبا. الملك أصبح عاريا، والنادي بحاجة إلى إعادة بناء شامل». ورفض الأرجنتيني سانتياغو سولاري التخلي عن منصبه كمدرب للريـال، لكن بالتأكيد القرار ليس بيده. وكان الفرنسي زين الدين زيدان محقا عندما قرر من تلقاء نفسه الرحيل عن الفريق الملكي بعد أن قاده إلى ثلاثة ألقاب متتالية في المسابقة الأوروبية الأهم. وقال زيدان في مايو (أيار) الماضي: «من الصعب علي أن أفوز العام المقبل هناك لحظات جيدة وأخرى صعبة، لا أنسى ذلك، وأريد إنهاء مسيرتي مع ريـال عندما تكون الأمور على ما يرام». وكان خطاب الرحيل الذي ألقاه زيدان أشبه بإنذار للفريق الأبيض، فكان موسمه الحالي ملبدا، وفي غضون سبعة أيام خسر كل شيء، خرج من كأس إسبانيا، تراجع في ترتيب الدوري المحلي وفقد لقبه في البطولة الأوروبية. وسيكون إصلاح تشكيلة بها الكثير من اللاعبين البعيدين عن مستواهم والذين تخطوا بالفعل حاجز 30 عاما أو اقتربوا منه ويحصلون على أجور باهظة، عملية أكثر تعقيدا بالنسبة لمدريد. ويبدو الويلزي غاريث بيل، الذي سدد في القائم ضد أياكس وأنهى المباراة مصابا في الكاحل، في طريقه لنهاية مشواره في إسبانيا، بينما أصبح رحيل إيسكو ومارسيلو شبه مؤكد بعد استبعادهما من الفريق في الأشهر الأخيرة. وفي الوقت نفسه، يحتاج ريـال إلى وجه جديد لاستعادة قوته الهجومية بعد فشله في تعويض فقدان البرتغالي كريستيانو رونالدو و50 هدفا كان يسجلها بشكل معتاد كل موسم. وذكرت صحيفة «أ س» الإسبانية أن رئيس النادي فلورنتينو بيريز ناقش مع أعضاء مجلس إدارة الريـال حتى ساعات قريبة من فجر أمس الظروف الراهنة للفريق والفترة الحرجة التي يمر بها واللاعبين الذين قد يتقرر رحيلهم عن النادي. وبات يتعين على بيريز أن يقرر الآن ما إذا كان ينبغي الاحتفاظ بسولاري حتى الصيف، مع أنه من الصعب تصور المكسب الذي سيجنيه من إقالته ما دام أنه لم يعد هنالك أي شيء للظفر به هذا الموسم. ومدرب جديد مع الفريق ذاته ليس بإمكانه إلا إضفاء شعور من النضارة، في حين أنه بالنسبة إلى بيريز قد يكون من المفيد انتظار شهر يونيو (حزيران) المقبل، حيث سيكون هناك المزيد من المرشحين لهذا المنصب. وفي استطلاع للرأي أجرته صحيفة «ماركا» مع أنصار الفريق، وردا على سؤال لمن يوجه اللوم، قال 70 في المائة منهم «إلى لجميع» أو «إلى مجلس إدارة النادي»، فيما رأى 7 في المائة فقط أن اللوم يقع على «سولاري ولوبيتيغي». في المقابل كان من شأن انتصار أياكس أن يسعد الأسطورة الهولندي الراحل يوهان كرويف؛ حيث حمل التأهل الاستعراضي إلى الدور ربع النهائي لدوري الأبطال أوروبا على حساب حامل اللقب ريـال مدريد، بصمات اللاعب التاريخي الذي رحل قبل ثلاثة أعوام. ومع بداية العقد الثاني من الألفية، بدأ كرويف ورشة عمل وتحديدا في مدرسة الشباب «دي توكومست»، أو كما تعرف بمدرسة «المستقبل» في النادي المحبب إلى قلبه، واليوم، يسير هؤلاء الشبان على خطى من سبقهم من نجوم. ويثق ماتيس دي ليخت قائد أياكس في قدرة فريقه على تحقيق مزيد من المفاجآت في دوري الأبطال بعد الإطاحة بالعملاق الإسباني. وقال المدافع الهولندي الشاب: «سنرى إلى أي مدى سنصل لكن بالتأكيد ما زال في جعبتنا المزيد. جعلنا الأمور صعبة على بايرن ميونيخ، والآن أخرجنا ريـال مدريد. الأمر ليس مفاجأة لنا، ندرك أن بوسعنا جعل الأمور صعبة على منافسينا». وقال اللاعب البالغ من العمر 19 عاما إن أياكس كان أكثر حسما في مدريد مقارنة بهزيمته في مباراة الذهاب على أرضه. موضحا: «الشيء الوحيد الذي لم نفعله في الذهاب هو تسجيل (عدد كاف من الأهداف) لكن في الإياب سجلنا هدفين من أول فرصتين، وأضفنا مثلهما بالشوط الثاني». وقال المدرب إيريك تن هاغ: «الأداء كان قريبا من الكمال، كل شيء سار في صالحنا لكننا فعلنا ذلك بأنفسنا. أعتقد أننا على مدار مباراتين أثبتنا أننا جيدين بما يكفي للتأهل وفعلنا ذلك بصورة رائعة وكنا قادرين على إظهار جودتنا في مدريد». وانتهى الشوط الأول بتقدم أياكس بهدفين دون رد حيث افتتح المغربي حكيم زياش التسجيل بعد مرور سبع دقائق ثم أضاف البرازيلي ديفيد ناريس الهدف الثاني في الدقيقة 18. وفي الشوط الثاني تكفل الصربي دوشان تاديتش بتسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 62، قبل أن يختتم لاسه شوني بالرابع في الدقيقة 73، وسجل البديل ماركو أسينسيو الهدف الوحيد للريـال في الدقيقة 70.
مشاركة :