توفي السبت في إسطنبول الروائي التركي يشار كمال عن 91 عاما بعد تدهور حالته الصحية إثر صراع طويل مع المرض، وهو يعد أحد أهم الكتّاب في تركيا وأكثرهم شهرة وقد ترجمت أعماله إلى أربعين لغة. وكان الأديب الراحل قد نقل إلى مستشفى في إسطنبول منذ منتصف يناير/كانون الثاني الماضي لعلاجه من مشكلات في الجهاز التنفسي والقلب، لكنه توفي بعد تدهور حالته الصحية. ووصل كمال إلى العالمية من خلال خياله المدهش والمتدفق في أعماله الروائية وفهمه الكبير لأعماق النفس البشرية واستلهامه التراث التركي والكردي، وهو ما تعكسه أعماله الأدبية التي جعلته واحدا من الشخصيات الرائدة في الأدب العالمي. وولد كمال صادق غوتشلي -المنحدر من أصل كردي والمشهور باسم يشار كمال- عام 1926 بقرية حميدة بجنوب شرق تركيا، كما تشير بعض المصادر إلى أن ميلاده قد يكون عام 1923. وكان سهل تشوكوروفا مكان ميلاد كمال المحور الرئيسي لمعظم رواياته، بما في ذلك أشهر أعماله وهي رواية محمد النحيل عام 1955 التي تتحدث عن شخص ينضم لمجموعة من قطاع الطرق وينتقم من إقطاعي متسلط، وهذه الرواية أكسبته في نهاية الأمر شهرة جعلته يترشح لجائزة نوبل للآداب عام 1973. وأثرت الأحداث المأساوية على حياة الأديب الراحل في مرحلة مبكرة، فعندما كان في الخامسة توفي والده وشكلت هذه الواقعة محور روايته سلمان الأعزل، وكتب أيضا رواية سلطان الفيلة التي تفيض بعالم من الرمزية في صياغتها لعالم الحيوان المتداخل مع عالم البشر في نص مطبوع بالرومانسية الثورية. وفي بداياته عمل الكاتب الراحل في إحدى المزارع ثم في مصنع قبل أن يكتسب مهارة الكتابة على الآلة الكاتبة ليصبح صحفيا في نهاية المطاف، وتأثر في مجال الأدب بكل من الروسيين ليو تولستوي وأنطون تشيكوف والفرنسي ستندال (ماري هنري بيل). وفي أوائل أربعينيات القرن الماضي أصبح على تواصل مع الفنانين والكتاب اليساريين، في حين عاش أول تجربة اعتقال سياسي عندما كان في السابعة عشر من عمره، وعقب ذلك نشر أول كتاب له بعنوان مرثيات من الفلكلور عام 1943. وحاز يشار كمال على الكثير من الجوائز المحلية والعالمية، وتركت أعماله الأدبية بصمة في الأدب التركي، حيث تنوعت بين الروايات والقصص وروايات الأطفال التي كانت تستلهم معظم شخوصها من الريف الكردي والتركي، كما يحدث في روايته شجرة الرمان.
مشاركة :