فيينا - وكالات: تصدرت زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى النمسا صحيفة “دير ستاندارد” النمساوية عبر تقرير موسع حمل عنوان “ زيارة الأمير إلى فيينا، والسعوديون يعضون أصابع الندم “ . وأكدت الصحيفة التي تعد من كبريات الصحف السياسية اليومية عبر مقال وتحليل مطول أن قطر بقيادة سمو الأمير تعزز مكانتها الدولية واستطاعات تطويق تداعيات الحصار وتعزيز علاقاتها مع مختلف دول العالم وخاصة الولايات المتحدة وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي.. بعد فشل سياسة دول الحصار بقيادة السعودية وحلفائها في عزلها وتشويه سمعتها الدولية. وقالت الكاتبة غودرون هارير المختصة في شؤون منطقة الشرق الأوسط في الصحيفة، والباحثة بشؤون المنطقة في المعهد الدبلوماسي في فيينا ومنتدى كرايسكي الدولي للحوار: حظى الأمير القطري بترحيب حار خلال وجوده في فيينا خلال زيارته الرسمية للنمسا .. وهذه حقيقة غير سارة بالنسبة إلى رباعي الحصار “السعودية والإمارات والبحرين ومصر” الذي يحاصر قطر وأهلها منذ أكثر من 20 شهراً. وأكدت الكاتبة النمساوية فشل دول الحصار في فرض العزلة الدبلوماسية والاقتصادية على قطر التي تواصل دورها الفاعل وعلاقاتها الحيوية مع دول العالم، دون أن تتأثر بحملات التشويه الإعلامي والسياسي . وقالت: إن الولايات المتحدة، ورغم علاقة رئيسها دونالد ترامب الوثيقة مع المملكة العربية السعودية، إلا أنها لم تتأثر علاقاتها الاستراتيجية مع قطر. كما أن جاريد كوشنر صهر ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط زار الدوحة مؤخراً، بينما قام وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الاثنين الماضي بعقد مباحثات هامة مع القيادة القطرية. نجاحات قطر وأكدت الكاتبة الصحفية النمساوية نجاح الدبلوماسية القطرية في احباط مخططات دول الحصار، وقالت: سعت الدوحة على المستوى الثنائي مع الولايات المتحدة، لكشف مزاعم دول الحصار الأربع بشأن تمويل الإرهاب، كما استضافت الدوحة مؤخرًا المفاوضات الأمريكية مع طالبان في الدوحة لتعزيز الأمن والاستقرار في أفغانستان ومواجهة الإرهاب والتطرف الذي يعرقل خطط التنمية. وقالت: كما وقعت قطر الاثنين الماضي على اتفاقية شاملة للنقل الجوي مع الاتحاد الأوروبي تتضمن قواعد جديدة حول المنافسة وفتح الأجواء بين قطر ودول الاتحاد الأوروبي... وهذه أول اتفاقية من نوعها يوقعها الاتحاد الاوروبي مع دولة وشريك في منطقة الخليج. وتناولت الكاتبة النمساوية الأموال الطائلة التي صرفتها السعودية في حملتها المناهضة لدولة قطر، وقالت في هذا الخصوص: ضخت السعودية الكثير من المال في الدعاية المناهضة لدولة قطر - من حملات في وسائل التواصل الاجتماعي وتنظيم مؤتمرات هزلية لمعارضة وهمية تسعى لتشويه صورة النظام .. ومع ذلك، لم تنفع هذه الحملة بل إن قطر باتت تستفيد في الوقت الحالي من السمعة السيئة التي باتت لصيقة بالمملكة العربية السعودية عالميًا بعد تورط المملكة بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول. الحملات المسعورة ومضت تقول: إن الحملات المسعورة التي تمولها دول الحصار لتشويه قطر باتت في كثير من الأحيان هزلية ويصعب تصديقها، وتم تفنيد هذه الادعاءات سريعاً دون عناء – ولاسيما ما يتصل منها بحقوق العمال الأجانب في قطر أو حتى اتصالات قطر بالجماعات الإسلامية المتطرفة... حقيقة إن قطر تضع الكثيرمن الأموال لدعم أهل غزة المحاصرين لأسباب إنسانية وعروبية، كما أن العديد من المنظمات الدولية ذات الصلة أشادت بجهود قطر في مكافحة الإرهاب والتطرف، وثمنت جهودها في تعزيز حقوق الإنسان وضمان حياة كريمة للعمالة الوافدة. النهضة الاقتصادية وتناولت الكاتبة النهضة الاقتصادية الواسعة التي تشهدها قطر، وقالت: أثبتت قطر أنها تتمتع بالمرونة فيما يتعلق بإدارة اقتصادها، على الرغم من أن احتياطياتها المالية - التي تبلغ 340 مليار دولار - قد تم تقليبها بدقة... وتملك قطر ثالث أكبر احتياطي للغاز وهي أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم.. . الاقتصاد ينمو ويتطور على الرغم من الحظر.. ورغم بعض الخسائر التي تكبدها القطاع السياحي، وانخفاض أسعار المساكن، وارتفاع تكاليف المعيشة. وقالت: يعتقد بعض المحللين أن قطر استفادت من إجراء بعض الإصلاحات الهيكلية في اقتصادها.. وتم فتح الإنتاج المحلي بدلاً من الاستيراد كما كان الحال في السابق..، وابتداء من عام 2017، تم استيراد عشرات الآلاف من الأبقار لإنتاج منتجات الألبان، كما ساهم افتتاح ميناء حمد الدولي في بداية الحصار الجائر في دعم ثروة قطر والسماح بتدفق موارد كبيرة. خسائر وأضافت: بسبب حقيقة أن السعوديين والإماراتيين هم الذين فرضوا الحصار على قطر خسروا المليارات بعد أن حرموا أنفسهم من التعامل التجاري مع قطر، لكن دولا أخرى في المنطقة مثل عمان، وأيضا إيران حققت مكاسب تجارية من وراء علاقاتها مع قطر.. كما سعت قطر لتقوية علاقاتها الاقتصادية مع الغرب.. حيث يدخل في إطار هذا التوجه زيارة سمو الأمير لفيينا وحضوره للمنتدى الاقتصادي. المجال العسكري وتناولت الكاتبة الصحفية خطط كل من السعودية والإمارات الرامية إلى إلحاق الأذى والاعتداء على قطر، وأشارت في هذا الصدد قائلة: لقد فكرت السعودية والإمارات وبشكل جدي في غزو قطر في صيف عام 2017، الأمر الذي دفع قطر إلى زيادة استثماراتها في المجال العسكري.. وقد بحثت خلال زيارة لافروف إلى الدوحة موضوع شراء محتمل لنظام الدفاع الروسي الصاروخي S-400. تشتيت العائلات وخلصت الكاتبة الصحفية والباحثة النمساوية المختصة بشؤون الشرق الأوسط في مقالها التحليلي إلى القول: هناك العديد من العائلات القطرية المشتتة بسبب الإجراءات التعسفية التي فرضتها دول الحصار، والتي فرقت الآباء والأمهات والأزواج والأبناء . وقالت : لا بد من الإشارة من ناحية أخرى إلى توحد الجبهة الداخلية في قطر خلف قيادة سمو الأمير .. لقد بدأت المشاعر القومية في هذا البلد الصغير تشهد طفرة كبيرة نتيجة للأزمة الدبلوماسية. حيث أظهرت آخر استطلاعات الرأي بأنه لا توجد دولة أخرى في المنطقة ينمو فيها الوعي بحرية الكلام والتعبير مثلما هو الحال في دولة قطر.
مشاركة :