الدوحة - الراية : نجحت جولات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في تعزيز مكانة قطر إقليمياً ودولياً رغم أنف الحصار الجائر المفروض على شعبها ومقيميها منذ ما يزيد على عامين ونصف العام. واتسمت الجولات السامية بتنوعها وشموليتها لكافة الدول الشقيقة والصديقة في مختلف قارات العالم، ما ساهم في تطوير وتوثيق علاقات قطر على كافة المستويات العربية والإقليمية والدولية، بل وتحقيقها أهدافا استراتيجية لا ترتهن لحل الأزمة الخليجية في ظل تعنت لافت من جانب حلف الحصار الجائر. وترصد الراية كيف تمكنت الجولات السامية من تحطيم قيود الحصار وفتحها آفاقا واعدة للتعاون والشراكة وأحدثها جولة صاحب السمو التي شملت الأردن وتونس والجزائر وما شهدته من حفاوة استقبال لقيادتنا الرشيدة على المستويين الرسمي والشعبي لتعكس المكانة التي تحظى بها دولة قطر قيادة وحكومة وشعبا في عيون وقلوب شعوب هذه الدول الشقيقة على عكس ما تشتهي مخططات دول الحصار. وأكدت ثمار الجولات السامية على مدار سنوات الحصار منذ الخامس من يونيو ٢٠١٧، حقيقة مفادها أن «قطر بألف خير» بدون دول الحصار، بعد أن حققت الجولات السامية اتساعاً غير مسبوق في الحضور القطري بكافة أنحاء العالم متجاوزاً حدود الجغرافيا ومكائد دول الحصار، وتمكنت هذه الجولات من توجيه ضربات قاضية لمكائد تحيكها هذه الدول لعزل قطر عن محيطها الإقليمي والدولي بمزاعم عبثية لفظها المجتمع الدولي بأسره. وشملت جولات صاحب السموّ دولاً في مختلف القارات خلال فترة الحصار ونالت تركيا الحظ الأوفر من زيارات صاحب السمو بنحو ٥ زيارات استثنائية تؤكد عمق الصداقة والشراكة بين البلدين الشقيقين إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية الشريك الاستراتيجي الأبرز للدوحة ودول أوروبية ذات ثقل سياسي واقتصادي مهم، مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والنمسا وإيطاليا وبلجيكا وبلغاريا وكرواتيا وفي آسيا زيارات نوعية إلى روسيا وكوريا الجنوبية واليابان والصين وباكستان وماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا وزيارات أعادت أفريقيا إلى دائرة الاهتمام الخليجي لتحقيق منافع متبادلة إلى دول منها: رواندا ونيجيريا والسنغال، وغينيا كوناكري، وساحل العاج، وغانا، ومالي، وبوركينافاسو، فضلاً عن توسيع العلاقات مع دول القارة اللاتينية بزيارات مهمة إلى البرازيل والإكوادور وبارغواي وبيرو وغيرها من الدول الشقيقة والصديقة. كما يبرز حرص صاحب السمو أمير البلاد المفدى، خلال جولات سموه بالتأكيد على أهمية الحفاظ على تماسك البيت الخليجي وعدم تفككه باعتباره أولوية قطرية رغم أزمة الحصار، وأيضاً انتصار سموه لقضايا الأمة العربية والإسلامية وأبرزها القضية الفلسطينية والدفاع عن قيم الإسلام كمبدأ راسخ وركيزة أساسية في سياسة قطر الخارجية. أهداف استراتيجية اللافت في نتائج جولات صاحب السموّ أنها لم تقتصر على إبراز موقف قطر المتحضر من الأزمة الخليجية بتأكيد انفتاحها على حوار لا يمس سيادتها، ما جعلها تنال احترام العالم، بل أيضاً تحقيق عدد من الأهداف الاستراتيجية طويلة المدى بحيث لا ترتهن الجولات لحل الأزمة، بل تجاوزت ذلك بعقد اتفاقيات نوعية وشراكات استراتيجية تعزز سيادتها واستقلالية قرارها الوطني وخططها للتنوع الاقتصادي. توسيع العلاقات كما حققت هدفاً مهماً بتوسيع قاعدة العلاقات بين قطر والمزيد من دول العالم بزيارات هي الأولى لصاحب السمو لعدد من الدول الصديقة ما فتح آفاقا أرحب لعلاقات التعاون الثنائية بين قطر وتلك الدول ودفعت نتائجها المثمرة دول أخرى للتطلع إلى زيارة أمير البلاد المفدى لما تتميز به هذه الزيارات السامية من خطوات عملية لتعزيز التعاون بتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم تحقق المصالح المشتركة للشعب القطري وشعوب تلك الدول الصديقة. مكانة قطر وتكللت الجولات المكوكية لحضرة صاحب السمو بالنجاح ليس فقط في ترسيخ دور ومكانة قطر كعامل استقرار بالمنطقة ولاعب أساسي في تعزيز الأمن والسلم الدوليين، بل أيضاً بزيادة قناعة العالم بزيف مزاعم دول الحصار ضد الدوحة التي قامت عبثاً على فزاعة الإرهاب وأيقن المجتمع الدولي بأسره الدوافع الأساسية وراء إشعال الأزمة التي لم تخرج عن حقد وغيرة، ورغبة دفينة ما فتئت تظهر للعلن بهدف تركيع قطر والنيل من سيادتها واستقلالية قرارها الوطني دون جدوى. وتجسدت أبرز النتائج في تضامن دولي واسع مع قضية قطر في وجه الحصار الجائر، المفروض عليها بهدف تقييدها سياسياً واقتصادياً. تعاون مؤسساتي ويميز زيارات صاحب السموّ تركيزها على البعد المؤسساتي ما يضمن استدامة تطوير العلاقات بين قطر والدول الصديقة عبر مؤسسات راسخة. وتجسد ذلك في حرص أمير البلاد المفدى خلال العديد من جولات سموه على زيارة برلمانات ومجالس مدن كبرى في العديد من الدول وإلقاء سموّه كلمة أمام البرلمانيين من ممثلي الشعوب بما يعزز صورة قطر ويرتقي بمستوى علاقات التعاون المؤسساتي الراسخ الذي لا يتغير بتغير الأنظمة الحاكمة. شراكات جديدة وجسدت الجولات الأميرية السامية إصرار الدوحة على توسيع تحالفاتها وخلق شراكات جديدة على كافة المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والدفاعية والأمنية والثقافية بما يحمي حدودها ويدعم استقرارها وأمنها الوطني وهو ما تجلى على سبيل المثال في توقيع اتفاقية التعاون مع حلف شمال الأطلسي الناتو. وأيضًا بتوقيع عدد من الاتفاقيات الاستثنائية لتوسعة وتعزيز التعاون في مختلف مجالات الاقتصاد والاستثمار والدفاع والأمن والتعليم والرياضة، في رحلات مكوكية على مدار الأزمة إلى دول أوروبية وآسيوية وأفريقية وأمريكية لاتينية. اتفاقيات نوعية كما كان لافتاً تركيز الزيارات السامية على توقيع اتفاقيات نوعية تتعلق بقطاعي التعليم والصحة باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لبناء الإنسان الذي يبقى محور التنمية في أي مجتمع متحضر. ويبرز إعلان صاحب السموّ خلال زيارته إلى ألمانيا في سبتمبر ٢٠١٨، عن تعهد قطر بتوفير تعليم جيد لمليون فتاة بحلول عام ٢٠٢١ ليضاف ذلك إلى رصيد قطر ومسيرتها الناجحة في دعم برامج التعليم للشعوب المكلومة حيث سبق ونجحت مؤسسة «التعليم فوق الجميع»، وبرنامجها «علم طفلاً» في بلوغ هدفه بإعادة إلحاق 10 ملايين طفل بالمدارس حول العالم. كما وقعت قطر مذكرات تفاهم مع مالي لدعم التعليم. ومع بوركينافاسو، لإنشاء مستشفى لعلاج السرطان بقيمة 13 مليون دولار خلال جولة أفريقية لصاحب السموّ في ديسمبر ٢٠١٧. البعد الاقتصادي ورسخت الزيارات الأميرية السامية تربع قطر على عرش الطاقة في العالم باعتبارها أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال. وكان البعد الاقتصادي حاضراً في جولات أمير البلاد المفدى حيث تعد قطر أسرع الدول نمواً في مجال الاقتصاد في منطقة الشرق الأوسط. ولعبت الزيارات السامية دوراً أساسياً في فتح آفاق جديدة للاستثمارات القطرية في الخارج بتوقيع اتفاقيات مهمة للتجارة والاستثمار مثل إلغاء الازدواج الضريبي وتشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة وغيرها من الاتفاقيات ذات الصلة.
مشاركة :