عبّر مثقفون وأدباء عن اعتزازهم وفخرهم وتقديرهم البالغ لفعاليات شهر القراءة الوطني الذي تحتفي به الدولة، تطبيقاً لقرار مجلس الوزراء الذي حدّد شهر مارس من كل عام شهراً للقراءة. ما يُرسخ قيمة القراءة لدى الأجيال ومدى أهميّتها لاستمرارية عجلة الحياة بأناقتها البهية، ولباقتها النقية، ورشاقتها الزهية اليافعة، وتبقى التنمية الثقافية مستمرة معززة توجهات دولة الإمارات ورؤية قيادتها الرشيدة في تتويج الكتاب لأن يكون مصدراً للفكرة، ومفتاحاً للنظرة الثاقبة نحو مستقبلٍ مشرق بالآمال والتطلعات المستلهمة والمستمدة من باني هذا الوطن، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه. أجيال القراءة قال سلطان العميمي، كاتب وروائي وناقد: «شهر القراءة هو وجه من أوجه الاستدامة للمشاريع الثقافية في الإمارات، ودليل على أن توجه الدولة بدعم القراءة لم يكن مرتبطاً بعام القراءة فحسب، إنما هو امتداد للرؤية البعيدة والعميقة لقيادتنا الحكيمة في نهجها لبناء مجتمع قارئ، وأجيال تدرك قيمة القراءة». وأضاف العميمي: «لقد تحول شهر القراءة إلى محفل توعوي ومهرجان فكري وعرس ثقافي، يضفي إلى الفرد معاني حصينة، تجعله يعي أهمية الكتاب ومدى قيمته الرصينة. وكم نحنُ بحاجة ماسة إلى مثل هذه المبادرات والمشاريع التي ترسخ مثل هذه الثقافات الحضارية والبناءة التي تصب في صالح المجتمع والوطن». الحياة والحضارة وأشار محمد نور الدين، كاتب وناقد، إلى أن هذا الانفتاح الثقافي يضاف إلى رصيد الدولة وإرثها العريق وإنجازاتها المبهرة، وبالنسبة لشهر القراءة فهو يعكس مدى اهتمام القيادة الرشيدة وحرصها على الارتقاء الثقافي والازدهار العلمي للوطن والمواطن، وإيمانها التام بأن القراءة هي حياة، ولا حضارة من دون كتاب، وعلى المرء أن يقرأ كي يكون موجوداً، ومواكباً للحظة التي يعيشها. وذكر نور الدين أن شهر القراءة يعد حافزاً تتنافس فيه المؤسسات لتقديم جل المبادرات والفعاليات المعنية بالثقافة، وتتضافر فيه الجهود لتعزيز القراءة لأن تكون عادة يومية وأسلوب حياة دائم، بالإضافة إلى ذلك أنه حافز يخلق في داخلنا شغف القراءة والاطلاع والبحث وطرح الأسئلة الطويلة البناءة التي تساهم في خدمة الذات، وإعادة صياغة الفرد لأن يكون موجوداً في قلب الحياة والحدث الإنساني المتزن بأفكاره وسلوكياته وأفعاله طالما كانت القراءة الوعاء الحقيقي لإدارة البوصلة باتجاهاتها السليمة نحو أفقٍ شاسعة وأبعادٍ مديدة. الإمارات نموذج عالمي وأوضح سامح كعوش، شاعر وناقد أدبي، بأن الإمارات استطاعت بتوجيهات قيادتها الرشيدة تحقيق الريادة في العديد من مجالات الحياة والعلوم والفكر، في السياسة كما في الاقتصاد، في العمران كما في الصناعات والعلوم، في الثقافة والفنون والمعرفة بكل أشكالها، وما يستوقفني فعلاً أمران، الأول هو التجربة الوحدوية الفريدة من نوعها في الوطن العربي، والثانية تجربة البناء القيمي للإنسان، خاصة في مجال الهوية واللغة والقراءة بشكل رئيس، فبمبادرات القراءة، وخطتها الاستراتيجية، وقانون القراءة، وصولاً إلى شهر القراءة، استطاعت الدولة أن تقدم نموذجاً عالمياً، وتستعيد ركائز النهضة العربية الإسلامية في العصور الذهبية. وذكر كعوش أنه من المهم جداً التركيز على نوعية القراءة الناقدة والتحليلية، التي نراكم من خلالها المعرفة، ونعود إلى أساسيات المعارف وأمهات الكتب. مارس حافل بالإضاءات وتحدثت صفية الشحي، كاتبة وإعلامية، عن أن شهر القراءة يعود من جديد، وتعود المؤسسات والدوائر وحتى الأشخاص لتقديم مبادرات متنوعة، تهدف إلى تعزيز هذه الثقافة في المجتمع بمختلف مستوياته، وهو أمر لم نكن نراه كثيراً قبل عام القراءة في 2016، وما تلاه من مشاريع وبرامج وطنية، مشيرة إلى أنه من المبهج حقاً أن يتحول «مارس» إلى مهرجان وطني حافل بالإضاءات، وربما ما ينقصنا حقاً رصد الأثر الفعلي المنشود عبر إعادة مسح حال القراءة في الإمارات ومقارنتها بالأرقام السابقة. وقالت: «أمر آخر يمكن رصده، وهو مستوى الوعي العام في منصات التواصل الاجتماعي وعلى مستوى الخطاب الإعلامي، والأهم من ذلك كله، ألا نكتفي كعادة البعض بتحويل قيمة القراءة إلى حدث موسمي، بل إلى وعي يومي نمارسه بشغف». بناء الإنسان ويضيف خالد الظنحاني، شاعر وكاتب، أن تخصيص شهر للقراءة من كل عام، هو جزء من استراتيجية الإمارات الشاملة، لتنمية تشمل المجالات كافة، بما فيها بناء الإنسان الذي يعدّ مقومها الأول، وهو تتمة للمبادرات الكبرى المرتبطة بالمعرفة والابتكار، وقاطرة لتنمية مستدامة تبقى فيها المعرفة عمودها الرئيس، مؤكداً أن من خلالها ستكون جميع أجناس المعارف والعلوم محل رواج وحضور كبيرين، ذلك أننا بصدد فعل تنموي يترسخ على بنية ووعي معرفي، بالتزامن مع بنية ونهضة اقتصادية في شتى المجالات.
مشاركة :