هل تعـاني من الاستيقاظ مبكراً كل يوم؟ لست وحدك يا عزيزي، فهذه طبيعة شخصية لكثير من الناس. هناك أشخاص «نهاريون» يمكنهم الاستيقاظ باكراً بشكل تلقائي، بينما البعض الآخر «مسائيون» يميلون للسهر ويعانون عند الاستيقاظ مبكراً. لكن حياتنا المهنية غالبا ما تفرض علينا الاستيقاظ في ساعات النهار الأولى.. إذ تبدأ المدارس والشركات والبنوك والجهات الحكومية في تقديم خدماتها مبكراً.. وحسب كتاب (روتيني الصباحي) للباحثين بنيامين سبال ومايكل زاندر، فإن أكثر الناس نجاحاً في عالم الأعمال، يستيقظون مبكراً.. وتحديداً، في حدود الساعة 6:27 صباحاً! حسناً.. لو كنت شخصاً مسائياً وأردت أن تجعل تجربة الاستيقاظ المبكر أكثر لطفاً وسلاسة، يمكنك أن تستعين ببعض هذه الأفكار: 1- موعد ثابت للاستيقاظ أكثر الناس إنجازاً، هم الذين يستيقظون في موعد ثابت كل يوم، مقارنة بغيرهم ممن يستيقظون في أوقات مختلفة، بغض النظر عن عدد ساعات النوم. حسب دراسة لفيليبس وزملائه أجريت على طلبة في هارفارد ونشرت بدورية سانتيفيك ريبورتس. حدِّد موعداً ثابتاً للاستيقاظ، إذ يبدو أن هذا يضبط الإيقاع الساركادي (الاسم العلمي للساعة البيولوجية!) فيجعل الإنسان أكثر نشاطاً وتركيزاً. 2- الماء ضع بجوار سريرك كوباً من الماء لتشرب عند الاستيقاظ.. فحسب دراسة نشرت في دورية أبيتايت، فإن عملية شرب الماء تعطي شعوراً للشخص بالانتباه والتيقظ.. كما أن الاستحمام بماء بارد -قدر احتمالك- يساعد على ذلك أيضاً، بالإضافة لمكاسب صحية متنوعة كتنشيط الدورة الدموية وتحفيز الخلايا المناعية. 3- أهلاً بالشمس قديماً، لم تكن هناك منبهات توقظ الناس من النوم. كان الاستيقاظ يحدث بسبب ضوء الشمس الذي يثبط هرمون النوم (الميلاتونين) فيجعل الإنسان أكثر تيقظا.. لذا، يمكن استغلال هذه بترك الستائر مفتوحة قليلاً للسماح بضوء الشمس بالتسلل من النافذة في الصباح.. فهذا يجعل الاستيقاظ أسهل، بدلاً من القيام في الظلام الحالك. كما أن هذا مفيد بعد الاستيقاظ أيضاً.. اجعل عينك ترى ضوء الشمس خلال اليوم، لأن هذا يساعد في تنظيم الساعة البيولوجية، أكثر من البقاء في أماكن مغلقة طوال اليوم. 4- تمرينات الصباح للرياضة أثر بالغ على حالتنا المزاجية وزيادة نشاطنا وضبط ساعتنا البيولوجية.. فالانتظام في ممارسة الرياضة يجعل النوم في المساء أسهل والاستيقاظ في الصباح أسهل أيضاً.. كما أن دراسات عديدة وجدت أن النشاط البدني الناجم عن التدريبات الرياضية، يساعد في تحسين الحالة النفسية للإنسان بشكل يوازي تأثير مضادات الاكتئاب! مارس الرياضة بعد الاستيقاظ وخلال اليوم قدر استطاعتك، لتنظيم نومك. 5- الإفطار من أسباب الكسل وتعكر مزاج البعض في الصباح هو انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم. لذلك يعتقد أن تناول السكريات الطبيعية الموجودة في الفواكه (التفاح مثلاً) يمكن أن يزيد الانتباه في الصباح.. وكذلك تناول الحبوب الكاملة غير المكررة (كالخبز البني وحبوب الشوفان الكاملة) لأن هذه «النشويات المعقدة» تستغرق وقتاً أطول في عملية الهضم والامتصاص وبالتالي تحافظ على الحالة المزاجية لفترة أطول.. كل هذا من دون الحديث عن القهوة، التي يختلف الناس في مدى تفضيلها وملاءمتها لهم، والتي لا تزال تشهد سجالاً بين الباحثين في مدى الفائدة مما تحتويه من كافيين ومضادات أكسدة. 6- افعل شيئاً تحبه لا تجعل روتينك الصباحي واجباً روتينياً مملاً، بل افعل فيه شيئاً لطيفاً تتطلع إليه.. داعب أطفالك أو تبادل كلمات الحب مع شريك حياتك، أو تناول مشروبك المفضل.. المهم - حسب الباحثين سبال وزاندر- أن يكون الصباح مبهجاً تتطلع فيه لبدء اليوم بابتسامة. وبما أنك تقرأ الصحيفة في النهار غالباً.. نتمنى لك صباحاً مشرقاً!