افادت معلومات بأن بيونغيانغ تعيد بناء جزء من منشأة لاختبار صواريخ، كانت بدأت تفكيكها بعد تعهدها بذلك خلال أول قمة جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في سنغافورة العام الماضي. في الوقت ذاته، حذر مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الدولة الستالينية من عقوبات جديدة، إن لم تتخلّ عن برنامجها للأسلحة النووية. وأعلن «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» (مقرّه واشنطن) رصد معاودة النشاط في موقع «سوهي»، بعد يومين على فشل قمة ثانية جمعت ترامب بكيم في هانوي الاسبوع الماضي، معتبراً أن ذلك قد «يظهر تصميماً في مواجهة الرفض الأميركي» لطلب بيونغيانغ تخفيف العقوبات المفروضة عليها. وتابع المركز أن «المنشأة كانت مجمّدة منذ آب (أغسطس) 2018، ما يشير إلى أن النشاطات الحالية متعمّدة ولديها هدف». وأفاد موقع «38 نورث» (مقرّه واشنطن) الذي يتابع شؤون كوريا الشمالية، بأعمال جارية في المنشأة، استناداً إلى صور التقطتها أقمار اصطناعية. واضاف أن الصور أظهرت إعادة نشر معدات نقالة استُخدمت سابقاً لنقل صواريخ إلى منصة الإطلاق. وتابع أن «رافعتَي دعم شوهدتا على المبنى، وشُيِدت جدران وسقف جديد. وفي موقع تجربة المحركات، يبدو أنه تمت إعادة تجميع هيكلية دعم المحرك». واستدرك الموقع أن تلك المؤشرات ليست بالضرورة «مطابقة للتحضير لتجربة صاروخ باليستي عابر للقارات»، وزاد: «إضافة إلى أن (كوريا الشمالية) لم تطلق أي صاروخ عابر للقارات من سوهي، وهو موقع لإطلاق مركبات فضائية، فإن الإعداد لأي عملية إطلاق يفترض نشاطات لم تُرصد في الصور». وأبلغت أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية البرلمان أنها رصدت مؤشرات نشاط في «سوهي»، علماً ان الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن أعلن في ختام قمة جمعته بكيم في بيونغيانغ في ايلول (سبتمبر) الماضي، أن الشمال وافق على «إغلاق دائم» للمنشأة التي أُطلِق منها قمران اصطناعيان عامَي 2012 و2016. الى ذلك، قال بولتون إن واشنطن سترصد، بعد قمة هانوي، مدى التزام بيونغيانغ التخلّي عن «برنامجها للأسلحة النووية وكل ما يتصل به». وأضاف في اشارة الى الكوريين الشماليين: «إذا لم يكونوا راغبين في فعل ذلك، اعتقد بأن الرئيس ترامب كان واضحاً جداً. لن يحصلوا على إعفاء من العقوبات الاقتصادية القاسية المفروضة عليهم، بل سندرس تشديدها». في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أن كوريا الشمالية سجّلت عام 2018 أدنى مستوى من المحصول الزراعي منذ أكثر من 10 سنين، بسبب كوارث طبيعية شهدتها البلاد وافتقارها إلى أراض صالحة للزراعة وعدم كفاءة الزراعة. واشارت المنظمة الدولية الى ان إجمالي المحاصيل الزراعية في كوريا الشمالية بلغ العام الماضي 4,95 مليون طن، أي أقل بنصف مليون طن ممّا كان عليه عام 2017. ونقلت عن منسق الأمم المتحدة المقيم لكوريا الشمالية تابان ميشرا قوله إن هذا «أدنى مستوى من الإنتاج خلال أكثر من عقدط، لافتاً الى انه «أدّى إلى فجوة غذائية ضخمة». وأوضح أن النتيجة هي أن 10,9 مليون شخص في كوريا الشمالية، أي 43 في المئة من عدد السكان، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، أي بزيادة 600 ألف شخص عن العام الماضي، ما يزيد أخطار سوء التغذية والأمراض.
مشاركة :