نظّم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس, ورشة العمل الأولى بعنوان “تطوير مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالنزاع المسلح في اليمن” في مقر جامعة الملك سعود بالرياض. وأعرب معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة في كلمة له, عن أمله بأن تخرج أعمال الورشة بتوصيات محكمة تسهم في تحسين أداء البرنامج وتعظيم مخرجاته وفق تطلعات قيادتنا الرشيدة. وقال: “إن ممارسة العمل الإنساني يتطلب تقييمًا مستمرًا للمنجزات، ومراجعة لآليات العمل، وتحديد ما تتطلبه من تحديث في ضوء المتغيرات والظروف والمستجدات في مناطق المستفيدين، ومن ثم فقد حرص المركز على تنظيم سلسلة من ورش العمل الهادفة إلى الارتقاء بجودة أداء المشاريع والبرامج الإغاثية وفق أفضل الممارسات، تأكيدًا على دور المملكة المحوري الذي تقوم به تجاه العمل الإنساني الدولي بتوجيهات كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود, وسمو ولي عهده الأمين الذي يقود رؤية المملكة 2030 – حفظهما الله -” . وأضاف: “انطلاقًا من رؤية مركز الملك سلمان للإغاثة بأن يكون مركزًا دوليًا رائدًا ينقل تلك القيم في هذا المجال للعالم، واستشعارًا بأهمية هذا الدور المؤثر للمملكة في رفع المعاناة عن الإنسان ليعيش حياة كريمة، معتمدًا على ثوابت تنطلق من أهداف إنسانية سامية، وترتكز على تقديم المساعدات للمحتاجين وإغاثة المنكوبين في شتى بقاع العالم، وتمكينًا لقيم التسامح والخير والعطاء والسلام، استطاع المركز أن يصل إلى 42 دولة وينفذ أكثر من 695 مشروعًا بقيمة (2.661.368.002) مليارين وستمئة وواحد وستين مليون وثلاثمئة وثمانية وستين ألف دولار أمريكي منذ إنشائه. وأكد معاليه الأهمية الكبرى لبناء مستقبل الأجيال بما يحفظ لهم كرامة العيش والأمن والأمان ومن باب الحفاظ عليها، وضمان لحقوقهم في أي زمان أو مكان، فقد قام مركز الملك سلمان للإغاثة بتبني تنفيذ مشروع إنساني نوعي يرتكز على إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالأزمة في اليمن محتلًا أولوية قصوى ضمن أجندة المركز الإنسانية، وفي هذا الصدد يثمّن المركز دعم القوات المشتركة ممثلة في سمو القائد، والتعاون القائم مع إدارة العمليات العسكرية المدنية”. واستطرد معاليه: “كان للمشروع في مرحلته الأولى مخرجات مهمة تمثلت في إعادة تأهيل 400 طفل نفسيًا واجتماعيًا وتعليميًا وإعادتهم إلى الحياة الطبيعية، وقد صاحب ذلك توعية ودعم 9600 من أولياء الأمور، كما حظي المشروع بإشادة من الأمم المتحدة, حيث وصفته بالبرنامج الذي له أهداف إستراتيجية بعيدة المدى تتمثل في تحقيق الاستقرار في المنطقة. وأشار إلى أن المركز اختير من الأمم المتحدة ليكون عضوًا في تشكيل فريق دولي للتعاون في مجال إعادة تأهيل الأطفال المجندين في أربع قارات حول العالم، يتكون من 16 متخصصًا لديهم الخبرة والممارسة الكافية في التعامل مع موضوع تجنيد الأطفال. وعرج معاليه أنه لأهمية هذا المشروع على المستوى الإنساني الدولي كان لا بد لنا من وقفة مع المختصين والاستشاريين وأصحاب العلاقة في المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية الشقيقة، الذين يمثلون هذا الحضور الكريم، واثقًا بأن نقاشاتهم ستثري المشروع بالآراء السديدة مما سيسهم في تطويره بمنهجية علمية مستدامة قائمة على بناء وتمكين القدرات في الداخل اليمني ليكون أنموذجًا إنسانيًا دوليًا يحتذى به. ونوّه الدكتور الربيعة بالمبادرات السعودية قائلًا: مبادرات المملكة لا تقف عند حد معين فهي نابعة من التزامها الأخلاقي لدعم الإنسان والمجتمعات حال وقوع الأزمات، وتوفير حياة كريمة له، خاصة النساء والأطفال الذين يعدون من أكثر الفئات تأثرًا بالكوارث والنزاعات، وهو ما يؤكد الدور الريادي الذي اضطلعت به المملكة منذ عهد المؤسس تجاه دول العالم، ولمواجهة الاحتياجات الإنسانية المتزايدة التي يتسع نطاقها باستمرار، وهو ما يمثل تحديًا جديًا أمام منظمات العمل الإنساني لا مفر من مواجهته تحقيقًا للسلام والاستقرار في العالم. وتابع معاليه: إنه مما لا شك فيه أن المجتمع الدولي والدول المُحبة للسلام تنظر إلى ما تقدمه المملكة من مساعدات ومبادراتها السخية في العمل الإنساني بمزيد من التقدير والعرفان، حيث أن هذه التبرعات والمساعدات التي تدفع بها للدول المتضررة سواء بسبب الحروب أو الكوارث الطبيعية، تؤتي ثمارها في حياة كريمة لمن يعاني من الكوارث والنزاعات. من جهته قدم وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر في كلمة له, الشكر الجزيل للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – اللذين كان لها فضل كبير بعد الله سبحانه وتعالى في إنقاذ اليمن حكومة وشعبًا من أنياب إيران في مرحلة حساسة من تاريخ أمتنا العربية. وأعرب الوزير اليمني عن تقديره لمركز الملك سلمان للإغاثة على تنفيذ هذا المشروع النوعي المتميز الذي يهدف إلى التأهيل والدعم النفسي للأطفال المتأثرين بالأزمة الإنسانية في اليمن لما لهذه الخطوة من دور مهم في الحد من ارتفاع مستويات العنف في المجتمع. وأشاد بالرؤية الإستراتيجية لهذا المشروع الذي سيكون له دور مؤثر على المستوى الإقليمي والدولي، وبالتالي فإنه يعد من المشاريع الإستراتيجية لحماية الأمن الإقليمي والدولي، ويُكمل جهود المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب والتطرف. حضر افتتاح أعمال الورشة معالي وزير حقوق الإنسان بالجمهورية اليمنية محمد عسكر، وعدد من قيادي جامعة الملك سعود والأكاديميين والمختصين في الشأن الإنساني. مرتبط الأمم
مشاركة :