يبدو أن صبر المعلمين نفد وأصواتهم بُحت وهم ينتظرون وعود وزارتهم التي تطلقها كل عام في يومهم العالمي، حتى أصبح هذا اليوم كابوساً لهم، حيث يرون أن هناك علاقة متذبذبة وفجوة واضحة بينهم وبين وزارتهم، ما دعا فئات من المجتمع للتطاول عليهم والسخرية من أدوارهم. "نداء من أجل المعلمين" هكذا كان شعار المعلمين في يومهم العالمي الذي احتفلت به جميع دول العالم أمس، الذي يرى المعلمون والمعلمات أن الشعار وضع من أجل معلمي السعودية، فهم بحت أصواتهم وهم يطالبون وزارتهم بحزمة الوعود التي صرح بها مسؤولو الوزارة في سنوات مضت، يتساءلون عن التأمين الصحي لهم ولأولادهم، وعن الأندية الخاصة بهم، وما زالوا يتساءلون عن سن أنظمة تحميهم من الاعتداءات عليهم. ولم يخفِ المعلمون خلال حديثهم لـ «الاقتصادية» وعبر مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" خاصة، امتعاضهم مما وصل إليه حالهم، متذكرين بغبطة حال أسلافهم من المعلمين ومكانتهم في السابق، متمنين أن تعود تلك الأيام. ويأمل المعلمون من وزارتهم تسخير الجهود لتطوير مهنة التعليم، ومساعدتهم على أداء المهام الملقاة على عاتقهم، والنظر في منظومة الحوافز التي تقدم لهم، مبيّنين أن هناك فجوة بينهم وبين وزارتهم يجب ردمها. ووجد المعلمون والمعلمات في مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" خاصة، فرصة سانحة للتعبير عن مطالبهم، مطالبين وزارتهم بتقديرهم فعلياً، لا قولاً فقط، متسائلين عن الوعود السابقة بدءاً من التأمين الطبي الذي وُعدوا به قبل سنوات ولم يتحقق، مروراً ببطاقة العمل، التي تسهل متطلباتهم كافة أمام القطاعين الحكومي والخاص، وغيرها من الوعود. وتفاعل المنتسبون للتعليم مع "الهاشتاقات" التي خصصت للمعلم، حيث استقطبت عددا كبيراً من المغردين الذين عبروا عن آرائهم ومطالبهم، مشيرين إلى أنه لن يشعر المعلم بانتمائه إلى وزارة تكرّمه وتقدّره، إلا عبر أفعال حقيقية لا تصريحات صحفية، وتشعره بأنها معه، لا أن تناوئه، فستظل الأمور كما هي عليه، ومهما كانت الوعود فسيظل الانتماء ضعيفاً. ودعا محمد المشعل – معلم - مسؤولي وزارتهم إلى النزول للميدان وتلمس حاجات المعلمين والمعلمات، وعدم إصدار التعاميم من المكاتب، ويأمل المعلمون من الهيئة الحديثة لتقويم التعليم العام أن تتابع وعود الوزارة، ومدى تطبيقها على أرض الواقع. بينما يرى مسؤولو "التربية" أنهم ماضون في وضع البرامج التي تطور من أداء معلميهم، وتحفظ لهم حقوقهم، وأنهم لا يرضون بالمساس بهم تحت أي ظرف.
مشاركة :