قضايا المرأة الجوهرية غائبة عن الدراما المحلية

  • 3/7/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نيفين ابولافي – ما زالت قضايا المرأة الشغل الشاغل للمعنيين بها اينما كانوا، وفي الكويت تحظى هذه القضايا باهتمام حقيقي على جميع المستويات، ما بين السعي وراء تحقيق انجازات وما بين البقاء محلك سر. للدراما اثر حقيقي في التأثير على الراي العام او الجهات المسؤولة، عندما يكون هناك طرح عميق ومطالب اصيلة لها جذور عميقة تحتاج الى ان تنبت اوراقها وتجنى ثمارها، وقد كان لنا مثال في فيلم «اريد حلا» للراحلة فاتن حمامة، التي اثرت في القانون المدني فيما يتعلق بالطلاق لإقرار قانون الخلع. في الدراما المحلية، رأى بعض الكتاب والنقاد أن هناك حاجة لطرح عدد من قضايا المرأة التي تعنى بالشأن المحلي وهواجسها، خصوصا في الحقوق المدنية والانسانية والتي لم تتطرق لها الاعمال الدرامية بشكل جيد. موضوعات مهمة الكاتب بدر محارب، تحدث عن جانب مهم من قضايا المرأة التي اغفلتها الدراما المحلية في طرحها، قائلا: لم تتطرق الدراما المحلية الى الدور الكبير الذي تلعبه المرأة الكويتية في الحياة السياسية، سواء كوزيرة او عضوة في مجلس الامة، مع ان الدراما مرآة للمجتمع وتعكس مدى ثقافته وتطوره ولا يخفى على احد هذا الدور، هذا من جانب، ومن جانب اخر فهناك قضية مهمة جدا وهي قضية زواج المرأة الكويتية بغير الكويتي، وان عرجت عليها بعض الاعمال بشكل عابر، الا انها موضوع مهم وله ابعاده وتأثيراته الانسانية والاجتماعية على هذه المرأة وابنائها، وفيه ما يهدد استقرار هذه الاسرة من حيث الحقوق والواجبات. واضاف محارب: في موضوع اخر هناك تأثير حقيقي لوسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا، سواء الرجل او المرأة، لكنها من حيث التأثير في المرأة فلها ابعاد مختلفة، خصوصا عندما تكون هذه المرأة هي الام، فتشغلها الشبكة العنكبوتية وافرعها في التواصل عن واجباتها الاسرية، وتغير نمط حياتها بشكل سلبي، مما ينعكس على استقرار الاسرة، الامر الذي يستوجب التوعية والطرح لتسليط الضوء عليه. معاناة حقيقية الكاتبة انفال الدويسان، تحدثت عن قضايا المرأة التي لم تقدمها الدراما المحلية بشكل جيد قائلة: حق المرأة المطلقة في الابناء والبدء في حياة جديدة لم تطرح بشكل جيد عبر الدراما المحلية، حيث تعاني المرأة المطلقة الامرّين، ما بين التنازل عن ابنائها في حال ارادت الزواج بآخر بعد انفصالها او التنازل عن الزواج من اجل ابنائها، وقد صادفت العديد من الحالات التي تعاني هذا الموضوع، خصوصا الشابات الثلاثينيات اللاتي يعتبرن صغيرات وتحتاج الواحدة منهن الى رجل يحميها ويتكفل بها. واضافت: هناك ايضا قضية المرأة المتزوجة بغير كويتي، قضية لها ابعاد مهمة يجب التطرق اليها وطرحها بشكل واقعي، وتسليط الضوء عليها من خلال حالات حقيقية بمعاناتهن وواقعهن الانساني. تأثير سلبي د. خالد عبداللطيف رمضان، استاذ النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية، تحدث عن هذا الموضوع قائلا: في الدراما الكثير من الموضوعات التي لم يتم التطرق اليها بشكل عميق، منها قضايا عديدة تتعلق بالمرأة، من بينها تفشي ظاهرة الطلاق لاسباب مهمة، منها عدم عدم اهلية الشاب لهذه المنظومة الاجتماعية، من حيث مقومات الرجولة من ناحية، او القدرة في تحمل المسؤولية، الامر الذي يخلف تأثيرا سلبيا على تلك المرأة من الناحيتين الاجتماعية والنفسية، في حين يمكن فرد حلقات واعمال مطولة عن نتائج الطلاق على الاسرة، سواء من حيث الترابط الاسري او الابناء وغيرها من الاثار الاخرى. واضاف: هناك قضايا اخرى يجب التطرق اليها فيما يعنى بالمرأة، منها تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على البعض منهن في طريقة نمط الحياة لتتحول من حياة بسيطة الى استهلاكية تؤطرها المظاهر، فتعمل على هدم منظومة الاسرة الاقتصادية وتغيير تراتبية الاهتمامات، من الحقيقية الى الثانوية بهدف الظهور امام الاخر، كل تلك المعطيات تحتاج الى تسليط الضوء عليها من خلال الاعمال المحلية كي يراها المشاهد ويصحو من غفلته.

مشاركة :