أكد خبيران سياسيان سعوديان لـ«عكاظ»، أن المشاورات العربية والإسلامية التي تقودها المملكة وزيارات زعماء العالم للرياض، تؤكد على الدور المحوري الذي تقوم به السياسة السعودية لتحقيق التوازن والاستقرار في المحيط الإقليمي والدولي. وقالا: إن هذه الجهود والمشاورات هدفها إعادة ترتيب أوراق المنطقة. وقال المحلل الاستراتيجي الدكتور علي التواتي: إن زيارات زعماء العالم للرياض تأتي لمحورية الدور السعودي في مواجهة حالة التشرذم والشقاق، فالمملكة لها دور كبير ومشهود له في ترجيح حالة الاستقرار للسوق النفظية، ولها نفس الدور في تحقيق التوازن الإقليمي والدولي. وأضاف أن هذه المشاورات تهدف إلى إعادة ترتيب أوراق المنطقة، وإيجاد نظام أمني جديد فيها، يبنى على التعاون والمصالحة، وإيجاد صبغة سياسية لتحقيق ذلك، بدلا من الفرقة والصراع. وأشار إلى أن المملكة تسعى لتحقيق هذه الأهداف والعمل على عدم تهميش أي من المكونات السياسية التي تمثل الشعوب العربية، وستضع في أولوياتها بسط الأمن، وعدم الاعتماد على الدول الكبرى، لافتا إلى أن شعوب المنطقة أهلكتها الحروب واستنزفتها اقتصاديا، لذا هناك توجه عام في المنطقة نحو تحقيق السلم الإقليمي. وأفاد التواتي أن ملف الإرهاب يتصدر أيضا هذه المشاورات، لافتا إلى أن المملكة ترى أن محاربة الإرهاب تتم من خلال إيجاد السلام في المنطقة، وتحقيق المصالحة بين الأنظمة والشعوب، وهي أسهل الطرق لمحاصرة الإرهاب ووأده، وتجفيف منابعه ومصادر تمويله. وقال: إن المملكة حاربت ولا تزال تحارب الإرهاب من خلال وسائل متعددة، لكنها لم تهمل التنمية التي شملت جميع المناطق والمدن، ولن تهمل ذلك بحجة الحرب على التنظيمات الإرهابية. من جهته، قال عضو مجلس الشورى وأستاذ العلوم السياسية الدكتور صدقة فاضل: إن الرياض كانت وما زالت مقصدا لجميع زعماء دول العالم. وأضاف أن المشاورات تسعى إلى تحقيق المصالح المشتركة، وخدمة الأمن والسلم الإقليمي والعالمي. ولفت إلى أن الثقل السياسي والاقتصادي والديني الذي تتمتع به المملكة، فضلا عن التقدير والاحترام الإقليمي والدولي يجعلها أكثر الدول المؤهلة لتحقيق التقارب العربي والإسلامي والسعي إلى إيجاد حلول للأزمات المتفاقمة في المنطقة. وذكر فاضل أن الممكلة تجير كافة إمكاناتها السياسية والاقتصادية في سبيل تحقيق المصلحة العامة لشعبها أولا وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وللقضايا الإنسانية في مفهومها العام. وأضاف أن كل تلك الأسباب جعلت من المملكة من أهم دول العصر التي يستهدفها قادة العالم بالرأي والمشورة، إذ إنه لا يمر أسبوع إلا وتجد رئيسا أو مسؤولا بارزا يزور المملكة، مشيرا إلى أن هذه المشاورات والزيارات تحقق نتائج طيبة على صعيد تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.
مشاركة :