إسلام آباد، جامو (وكالات الأنباء): كثفت باكستان حملتها على المتشددين الإسلاميين أمس الخميس إذ أعلنت الحكومة السيطرة على 182 مدرسة دينية واحتجاز أكثر من مائة شخص في إطار استهداف الجماعات المحظورة. تعد هذه أكبر خطوة تتخذها باكستان ضد الجماعات المحظورة منذ سنوات ويبدو أنها تستهدف منظمات إسلامية تقدم خدمات اجتماعية تقول الولايات المتحدة إنها واجهة لأنشطة المتشددين. وتواجه إسلام آباد ضغوطا من قوى عالمية للتحرك ضد جماعات تنفذ هجمات في الهند بما في ذلك جماعة «جيش محمد» التي أعلنت المسؤولية عن تفجير يوم 14 فبراير أدى إلى مقتل 40 على الأقل من أفراد الأمن الهنود. من ناحية أخرى، أعلنت الشرطة الهندية مقتل شخص وإصابة 25 آخرين على الأقل، أمس الخميس، عندما قام مسلحون مشتبه فيهم بإلقاء قنبلة يدوية على سيارة في محطة حافلات مزدحمة بولاية جامو وكشمير الهندية. وقال المفتش العام للشرطة، مانيش كومار سينها، إن القنبلة اليدوية التي ألقاها مجهولون، تدحرجت أسفل حافلة كانت متوقفة في محطة الحافلات الرئيسية بمدينة جامو، قبل انفجارها. وأوضح سينها أن هناك 26 شخصا على الأقل أصيبوا في الهجوم، من بينهم شاب عمره حوالي 20 عاما، لفظ أنفاسه في المستشفى. كما وصفت حالة مصاب آخر بالحرجة. ويأتي التفجير في ظل تصاعد حدة التوتر بين الهند وباكستان بعد مقتل 40 جنديا هنديا في 14 فبراير في الشطر الخاضع للهند من كشمير، ما تسبب بأسوأ نزاع بين البلدين منذ سنوات. وأشارت الشرطة إلى أن تفجير الخميس قد يكون هدفه إثارة التوترات الطائفية في جامو. وأدى التوتر المتصاعد بين الهند وباكستان في أعقاب تفجير 14 فيراير الماضي إلى مواجهة كبيرة بين الخصمين النوويين شهدت تنفيذهما مهام قصف جوي بل وحدثت أيضا معركة جوية قصيرة أثارت مخاوف من نشوب حرب. ويقول المسؤولون الباكستانيون إن الحملة ضد المدارس الدينية هي جزء من مسعى تم التخطيط له منذ وقت طويل وليست ردا على غضب نيودلهي مما تصفه بتقاعس إسلام آباد عن كبح الجماعات المتشددة التي تنشط على أراض باكستانية. وكانت الحملات السابقة واسعة النطاق على المتشددين المناهضين للهند صورية إلى حد بعيد إذ كانت الجماعات المحظورة تنجو منها وتواصل نشاطها. وقالت وزارة الداخلية إن وكالات إنفاذ القانون وضعت 121 شخصا في «حجز احتياطي» في إطار الحملة التي بدأت هذا الأسبوع. وأضافت الوزارة في بيان أن «حكومات إقليمية تولت تسيير وإدارة 182مدرسة» في إشارة إلى المدارس الدينية. وما يتعين أن تفعله السلطات بهذه المدارس يعد قضية شائكة في البلد المسلم المحافظ حيث يلقى اللوم كثيرا على المدارس الدينية في زرع التطرف في الصغار لكنها السبيل الوحيد المتاح لتعليم ملايين الأطفال الفقراء. وأعلنت الوزارة السيطرة أيضا على مؤسسات أخرى تابعة لجماعات مختلفة بينها 34 مدرسة أو كلية و163 مستوصفا و184 سيارة إسعاف وخمسة مستشفيات وثمانية مكاتب لمنظمات محظورة. وتدير جماعات محظورة كثيرة مثل جماعة «جيش محمد» مدارس يقول مسؤولو مكافحة الإرهاب إنها تستخدم للتجنيد من أجل الجماعات المسلحة. أما جماعة الدعوة التي تدير مستشفيات وأسطولا من سيارات الإسعاف فتشير تقديرات إلى أنها تدير نحو 300 مدرسة في أنحاء البلاد. وحظرت الحكومة الباكستانية الجماعة هذا الأسبوع. وتصف جماعة الدعوة نفسها بأنها منظمة خيرية إنسانية لكن وزارة الخارجية الأمريكية صنفتها «منظمة إرهابية أجنبية» وتصفها بأنها واجهة لجماعة عسكر طيبة التي تتخذ من باكستان مقرا والمتهمة بتدبير هجمات في الهند بينها الهجوم الذي وقع في مدينة مومباي في عام 2008 وأدى إلى مقتل 166 شخصا. ووصفت جماعة الدعوة الحملة بالجائرة وقالت إنها ستسعى للتصدي للتحرك الحكومي من خلال القضاء. وقال يحيى مجاهد المتحدث باسم الجماعة «يتساءل البلد بأسره عن الرسالة التي تريد الحكومة إرسالها من إغلاق منظمات للخدمات الاجتماعية وطرد التلاميذ». وتنفي باكستان اتهامات نيودلهي لها بتقديم دعم فعال لمسلحين يقاتلون قواتها في الشطر الذي تسيطر عليه من إقليم كشمير الذي تقطنه أغلبية مسلمة.
مشاركة :