أطلق معالي محمد خلفان الرميثي، رئيس الهيئة العامة للرياضة، من متحف اللوفر في أبوظبي، أمس، حملته الانتخابية لرئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في الانتخابات المقررة 6 أبريل المقبل في كوالالمبور، بتقديم تعهدات واضحة، منها تأسيس صندوق العدالة لتطوير الكرة في آسيا بميزانية 320 مليون دولار، ومنح مليون دولار على الأقل سنوياً لكل اتحاد، و20 مليون دولار لدعم المناطق الخمس في أربع سنوات، مع توفير خمس مباريات سنوياً لكل منتخب بالقارة. واختار معالي محمد خلفان الرميثي «من أجل كرة قدم عادلة» شعاراً لحملته، مؤكداً على حقوق متساوية للاتحادات الأعضاء على المستويين المالي والفني. وطرح الرميثي برنامجه الانتخابي مقدماً حلولاً واقعية لمشكلات كرة آسيا، التي لا ترقى إلى ما تشهده القارة من تطور اقتصادي وعمراني في كل المجالات. وقدم الرميثي برنامجاً متكاملاً موفراً له كل الدعم المالي وتعهد بالشفافية المطلقة والاستقلالية التامة، في كل ما يخص الأمور المالية الخاصة بميزانية الاتحاد الآسيوي، أو عقود الرعاية الخاصة به، من خلال لجان مستقلة لمراقبة الميزانية والإنفاق. وأشار محمد خلفان الرميثي إلى ضرورة حصول كافة الأعضاء على حقوق متساوية في البطولات والمشاركة في المنافسات القارية.. متعهداً بتوسيع الحضور الآسيوي في المنافسات الرسمية. وأولى معاليه جزءاً مهماً من برنامجه للنهوض بالكرة النسائية ومسابقات الناشئين والبراعم وتأهيل المدربين والحكام.. وقدم رؤية متكاملة لتطوير المسابقات الحالية واستحداث بطولات جديدة تضمن مشاركة الجميع من أجل الارتقاء بالمستوى. ولم يغفل برنامج معالي محمد خلفان الرميثي الجانب الإداري من خلال تقديم الدعم للمناطق بتأسيس مكاتب التطوير بكل منها وتقديم 20 مليون دولار لها على مدار أربع سنوات. واستهل المؤتمر الصحفي بعرض فيديو قصير، تناول مسيرة معالي محمد خلفان الرميثي، بوصفه أحد القيادات الرياضية المخضرمة في الدولة، والذي اكتسب العديد من الخبرات خلال مسيرته الطويلة مع لعبة كرة القدم محلياً وقارياً وعالمياً، وأعقب ذلك إلقاء معاليه كلمة مطولة تضمنت المحاور الرئيسية لبرنامجه الانتخابي. وقال معالي الرميثي: أشكركم على حضور هذه الفعالية في هذا اليوم الذي حلمت به، وتطلعت إليه كثيراً، سعيد لتواجدكم معي الآن، لمشاركتي شغفي ورؤيتي لكرة القدم الآسيوية، منذ ثلاثة أشهر عندما تقدمت لأكون مرشحاً لهذا المنصب، وجدت نفسي أتساءل سؤالاً بسيطاً، كيف سيكون العالم من دون كرة القدم؟ إجابتي كانت، سيكون عالماً فارغاً وشعوراً لا متناهياً من الفقدان والحيرة، لأن كرة القدم من شأنها تحسين أوضاع الملايين. الرميثي يحمل البرنامج الانتخابي (الاتحاد) الرميثي يحمل البرنامج الانتخابي (الاتحاد) وأكد الرميثي أن كرة القدم هي جزء لا يتجزأ من العالم الذي نعيش به، إذ لديها القوة على تغيير الأمم، توحد وترفع المعنويات وجمالها في بساطتها، ووقعت في حب هذه اللعبة الجميلة التي علمتني دروساً أساسية في الحياة وصناعة الأهداف وتحقيقها، كما علمتني الصواب والخطأ والمساواة والعدل، وعلى مدار العقود الماضية شهدت القارة الآسيوية تقدماً لافتاً على الصعيدين العمراني والتكنولوجي، لكن عندما نتحدث عن كرة القدم الآسيوية سنرى أن الرحلة لم تستكمل بعد، إذ لم يتم إحراز أي تطور على صعيدها منذ أمد بعيد، وفي آسيا تم إساءة استخدامها واستغلالها، إن لعبتنا الجميلة تم استغلالها بشكل غير جيد، وكانت ملوثة. وأضاف: إن آسيا تستحق الأفضل، لقد حان وقت التغيير، والحديث عن الأخطاء التي شهدتها الفترة الماضية، وبالتالي حان الوقت لجعل كرة القدم عادلة، إن برنامجي الانتخابي يعتمد على تحقيق العدالة للجميع، ألتزم بجعل كل الاتحادات الأعضاء مستقلة وحرة بعيداً عن الاستغلال والتأثيرات والضغوط، وأن تكون حرة في التصويت للسياسات العادلة، وإعطاء كرة القدم فرص أفضل من خلال استثمارات جديدة، عبر إيجاد صندوق العدالة، والذي قوامه 320 مليون دولار بهدف تطوير كرة القدم في آسيا برمتها ومحكوماً بمؤشر العدل والإشراف على طلبات التمويل كافة، إلى جانب استثمار مليوني دولار في كل اتحاد عضو هذا العام. وتعهد الرميثي برفع مستوى كرة القدم النسائية في القارة الآسيوية، من خلال توسيع وتعزيز المشاركة في كأس آسيا للنساء، ورفع عدد المنتخبات إلى 16 منتخباً، وإنشاء اتحاد خاص للبطولات النسائية، واستثمار مخصص لكرة القدم النسائية، أما على صعيد الشباب، فتعهد الرميثي بإنشاء منافسات سنوية لكافة الفئات العمرية تحت 14 عاماً و23 عاماً وتعزيز مبدأ الشفافية في كافة الاتحادات الإقليمية. الرميثي يشرح رؤيته لمستقبل الكرة الآسيوية(و ا م) الرميثي يشرح رؤيته لمستقبل الكرة الآسيوية(و ا م) وأضاف: كمرشحين للانتخابات نحن نجلس في مواقع متميزة، مسؤوليات القيادة تحتم علينا خلق نماذج عليا، من خلال العمل على ازدهار كرة القدم بشمولية واحترام الحقوق الأساسية والحريات، ومسؤوليتنا تقتضي العمل على تأمين مستقبل عادل لكرة القدم للأجيال المقبلة مبنية على النزاهة، فأنا أريد لكل شاب وكل فتاة من كل دولة وكل ديانة وعمر أن يكون لديه فرصة للعب كرة القدم، وأن يصبح حلمه حقيقة، ونحن حراس كرة القدم وأوصياء على حماية هذه الجوهرة الثمينة في تاج الإنسانية، لا بد أن نجلس سوياً، وأن نضع أسساً قوية مبنية على القيم، كنت سعيداً لوجود والديّ اللذين وفرا الأساسيات القوية وزرعا في القيم التي حملتها معي خلال مسيرتي المهنية في الجيش والعمل العام والرياضة، القيم التي تقوي من بياني الرسمي، والتي غرست بداخلي عبر سنوات حياتي وخدمتي لدولتي وقارتي. قيم واضحة من أفعالي وليس أقوالي، والتي تشكل شخصيتي وما أؤمن به، لدينا الفرصة لكتابة التاريخ، لذلك دعونا نغتنم هذه الفرصة من خلال جعل كرة القدم أمراً عادلاً، فبهذا نجعل كرة القدم جميلة. وفور انتهاء البرنامج الانتخابي رد معالي الرميثي على التساؤلات في حلقة نقاشية عامة، بالتأكيد أولاً على أن القارة الآسيوية تعتبر الآن الحلقة الأضعف على الصعيد العالمي، رغم أنها القارة الأكبر، والتي تضم نصف سكان العالم، وقال: ما زلنا خلف الجميع، نحن رائعون في العديد من الرياضات الأخرى والتي تتحسن جميعها باستثناء كرة القدم، أنا متأكد إن أصبحت الرئيس التالي للاتحاد الآسيوي، فبعد 8 أعوام سنرى تطوراً كبيراً على الصعيد القاري، هناك 12 دولة فقط نجحت في الذهاب إلى كأس العالم، بينما تغيب جميع الدول الأخرى، وبعد استضافة كوريا الجنوبية لـ «مونديال 2002» ونجاحها في احتلال المركز الرابع، لا أتذكر تحقيق أي إنجاز يذكر بعد ذلك، فنحن لدينا الأموال والعقول لكن ليس لدينا المشروع، أنا أذهب إلى هذه الانتخابات، بعدما وجدت في نفسي الخبرة، لدي الطاقة والإرادة والشغف بهذه اللعبة، وأعرف ما يحتاجه الاتحاد الآسيوي بعد خبرة تراكمت على مدار 10 أعوام، إذ بإمكاني أن أصحح الأمور، فإذا وضعنا أيدينا مع بعضنا البعض، سنحقق الكثير لجعل الاتحاد الآسيوي قوياً لا يتحكم به سواء دولة أو أشخاص، إلى جانب تطبيق اللوائح. وكشف الرميثي أنه وقف على قصص حزينة للاعبين سابقين ومدربين وحكام من جميع أنحاء القارة لا يتمكنون من الحصول على الوجبات الثلاث اليومية، وهو الأمر المؤسف، مشيراً إلى أنه يسعى لمساعدة هؤلاء الأشخاص الذين كانوا نجوماً في الماضي، في حين أن الأمانة والشفافية وكل القيم الإيجابية لا بد أن تكون متوافرة في الشخص الذي سيرأس الاتحاد الآسيوي مستقبلاً. وختم اللواء الرميثي حديثه بالتأكيد على أنه وعد نفسه وفريقه بعدم الندم على خوض هذا التحدي، مشيراً إلى أنه سيتقدم في حال نجح بالانتخابات بالشكر أولاً إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قبل أن يتوجه بالشكر إلى والديه، على أن يعود إلى الإمارات للاحتفال مع الجميع بهذا الفوز. الهدف الحصول على 25 صوتاً أكد معالي محمد خلفان الرميثي، في جلسة خاصة مع مندوبي وسائل الإعلام عقب المؤتمر الصحفي، أنه يهدف إلى الحصول على 24 صوتاً وربما 25 صوتاً في الانتخابات المقررة 6 أبريل المقبل، في حين إن جاءت حصيلة الأصوات أقل منذ ذلك، وربما تصب في مصلحته خلال الانتخابات. ورداً على تساؤل، حول ما يتردد عن امتلاكه ما يقرب من 12 إلى 14 صوتاً في الوقت الحالي، شدد الرميثي على أن هذا الأمر جيد، لأنه بدأ الترويج لملفه قبل أيام عدة فقط، بناء على اللوائح، مشيراً إلى حقيقة وجود أصوات من غرب القارة إلى جانب أصوات من دول أخرى. وأكد الرميثي أنه لم يسئ إلى أي من قيادات الاتحاد الآسيوي، خلال عرض برنامجه الانتخابي، لكنه تناول حقائق تعيشها كرة القدم الآسيوية، على أرض الواقع، والأخطاء التي شاهدها ويعرفها الجميع، وبالوثائق كذلك، مشيراً إلى أنه يستند على برنامجه الانتخابي، ويتمنى أن لا يزايد عليه أحد، كونه جاء بعد دراسة مستفيضة استمرت أشهر عدة. وعن مدى حيادية المجلس الأولمبي الآسيوي في الانتخابات، شدد الرميثي على أنه طلب من الشيخ أحمد الفهد الصباح رئيس المجلس أن يبقى على الحياد، وهو أمر متروك له، مشيراً إلى أن الشيخ أحمد الفهد وبحكم ابتعاده على كرة القدم على خلفية قضية ريتشارد لاي، لن يكون موجوداً في كوالالمبور، وقال: إنه لا يعتقد بوجود تأثير من المجلس الأولمبي الآسيوي على الانتخابات، كما كان عليه الحال قبل أعوام عدة. زيادة عدد المباريات والبطولات ركز البرنامج الانتخابي لمعالي محمد خلفان الرميثي، على زيادة عدد المباريات الخاصة بالعديد من الدول الآسيوية التي يغيب بعضها عن المشاركات القارية، مشدداً على أهمية زيادة عدد البطولات وما يرافق ذلك من دعم منظومة كرة القدم في هذه البلدان، والتركيز على أن يشمل هذا الدعم الفئات العمرية الصغيرة من 13 عاماً، وحتى منتخبات الصف الأول، مشيراً إلى أن جني ثمار هذا المشروع بعد أربع سنوات على أقل تقدير. مروان بن غليطة يتقدم الحضور (الاتحاد) مروان بن غليطة يتقدم الحضور (الاتحاد) استقلالية الاتحاد كشف معالي الرميثي عن أنه يسعى من خلال برنامجه الانتخابي إلى حماية كرة القدم الآسيوية بالدرجة الأولى، والسعي لأن ينال الاتحاد استقلاليته، لافتاً إلى أن «الفيفا» فقط الذي يملك التحدث مع الاتحاد، وليس أي جهة أخرى، كما يعمل على إيجاد مؤشر لقياس الاستثمار على الصعيد القاري، من خلال البدء بخمس مناطق جغرافية تتواجد فيها مكاتب خاصة، تقوم بإرسال التقارير الدورية، على أن تتم دراستها بشكل مفصل، وإيجاد الحلول الناجعة للمشكلات التي تواجه هذه العملية. زيارة الدول الأعضاء يعتزم معالي الرميثي القيام بزيارة شاملة إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الآسيوي، مشيراً إلى أن اللوائح منحته شهراً واحداً فقط، لعرض برنامجه الانتخابي، في حين قام مؤخراً بزيارات إلى العديد من الدول القريبة، حيث تتطلب منه الحملة إظهار جديته مرشحاً يسعى للتغيير وإحداث النقلة المنشودة على كرة القدم الآسيوية، من خلال عرض برنامجه الانتخابي، وحث هذه الدول على اختيار الأفضل، وبالأخص الدول الأقل حظاً. استحداث دوري الأبطال للسيدات يرى معالي الرميثي أن دولاً مثل اليابان والصين وإيران قطعت خطوات ناجحة على صعيد كرة القدم النسائية، حيث قامت بدور رائع، من خلال تمكين المرأة من مزاولة اللعبة، لكنه تساءل عن الدول الأخرى التي تتطلع فيها المرأة إلى نيل فرصة اللعب، مشدداً على أن المرأة يجب أن تزاول اللعبة بشكل مريح، ومن هنا يؤكد أنه من خلال برنامجه الانتخابي سيكون هناك متسع لتوسع رياضة كرة القدم النسائية بزيادة عدد منتخبات كأس آسيا للسيدات، واستحداث مسابقة جديدة على مستوى الأندية النسائية مثل دوري أبطال آسيا.
مشاركة :