قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ،إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أظهر موقفاً حازماً خلال هذه المرحلة بخصوص المنطقة الآمنة في سوريا.ولم يوضح إردوغان، في مقابلة مع قناتين محليتين تركيتين، ليل الأربعاء - الخميس، المقصود بالموقف الحازم من جانب ترمب، لكنه شدد على أن «تركيا لا توافق على منح السيطرة على المنطقة الآمنة لأي جهة غير تركيا، لأنه يمكن في أي لحظة مهاجمتنا انطلاقاً منها».وكان ترمب قد أعلن في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سحب القوات الأميركية من سوريا واقترح إقامة منطقة آمنة في شمال شرقي البلاد تتمسك تركيا بأن تكون المسؤولة عنها.ولوّحت أنقرة، مراراً، بشن عملية عسكرية في منبج وشرق الفرات لإنهاء وجود الوحدات الكردية قرب الحدود التركية لكنها علّقت العملية بعدما قرار ترمب سحب القوات وإقامة المنطقة الآمنة، فيما ترى أميركا تشكيل قوة من دول التحالف الدولي للحرب على «داعش» مع عناصر من قواتها للسيطرة على المنطقة.وحول الانسحاب الأميركي من سوريا، قال إردوغان: «يمكنهم أخذ أسلحتهم معهم إذا رغبوا، أو بيعها لنا»، لكن عليهم ألا يمنحوها لمن سماهم «الإرهابيين» في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية الحليفة لواشنطن.وزودت أميركا تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الذي تشكل الوحدات الكردية عموده الفقري، بأسلحة ثقيلة خلال الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، وتقول تركيا إن الولايات المتحدة أرسلت آلاف الشاحنات المحمّلة بالأسلحة إلى الوحدات الكردية وأن عليها أن تسحبها منهم بعد أن أعلنت هزيمة «داعش».وتعهدت واشنطن لتركيا من قبل بسحب الأسلحة التي زودت بها الوحدات الكردية، لكن الأخيرة تعتقد أن الولايات المتحدة غير جادة في هذا التعهد.وأجرى المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري مباحثات في أنقرة، الثلاثاء، مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، وعدد من مسؤولي وزارة الخارجية التركية تناولت الانسحاب الأميركي من سوريا والمنطقة الآمنة المقترحة وتنفيذ خريطة الطريق في منبج.وجددت تركيا خلال المباحثات مطالبتها بالإسراع في استكمال خريطة الطريق في منبج الموقّعة في 4 يونيو (حزيران) الماضي، مع الولايات المتحدة وإخراج عناصر وحدات حماية الشعب الكردية منها.وتنص خريطة الطريق على سحب وحدات حماية الشعب الكردية من المدينة السورية والإشراف الأميركي - التركي المشترك على تحقيق الاستقرار لحين تشكيل مجلس محلي لإدارتها. وعقب توقيع الاتفاق في واشنطن في يونيو الماضي سيّرت القوات التركية والأميركية دوريات مستقلة على محاور التماسّ في منبج. وفي مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أطلق الجانبان دوريات عسكرية مشتركة، لكن أنقرة تلقي باللوم على واشنطن في تأخير تنفيذ الاتفاق، الذي كان مقرراً أن ينفَّذ خلال 90 يوماً من تاريخ توقيعه.
مشاركة :