رغم أن شركة «أبل» ظلت لفترة طويلة تتربع على عرش صدارة الشركات في العالم وتغرد بعيداً لوحدها، ورغم أن منتجاتها تعتبر هي الأفضل في العالم من فئتها، إلاّ أن الشركة قد أصيبت بالذعر منذ مطلع هذا العام بعد ظهور جملة من المؤشرات والمتغيرات التي طرأت على سوق الهواتف الذكية، وبعد أن تراجعت الشركة في بعض المؤشرات السوقية لأول مرة في تاريخها منذ ظهور جيلها الأول، وحيث منافساتها «سامسونج» و«هواوي» مازالت تبذل جهوداً خرافية للحاق بها وانتزاع حصتها السوقية من فم الأسد!لا يمكن لأي شركة في العالم وإن كانت «آبل» بشحمها ولحمها أن تستمر في الصعود أو تضمن سيادتها المطلقة في سوق الهواتف الذكية أو البرمجيات الرقمية عموما، وهذه الشركة التي ظنت بأن السوق دان لها بالكامل، وأنها سوف تتسابق مع نفسها ردحاً طويلاً من الزمن مع ظهور ظاهرة الطوابير الطويلة التي كانت تقف بالساعات أمام معارضها في العالم كلما تم إصدار جيل جديد، ورغم أن مبيعاتها في ربع السنة الماضي قد وصلت إلى 84 مليار دولار وبلغ صافي نقدها 130 مليار دولار، إلا أن ذلك كله لم يضمن لها السيادة المطلقة، بعد أن أفاقت على انخفاض في إيراداتها بالصين بمبلغ 4.8 مليار دولار وانخفاض في مبيعات «الآيفون» بـ 9 مليارات دولار، وهو ما أدى إلى تراجع قيمتها السوقية إلى 730 مليارا وتذبذب سعر السهم لأول مرة، وهذا ما دعا رئيسها التنفيذي لبذل جهود استثنائية لإقناع «وول ستريت» بأن إجمالي زبائن الشركة الـ 1.4 مليار مستخدم، ما زالوا يفضلون استخدام «آيفون» و«آيباد» عن غيرهما.لاتلوموا «نوكيا»، فالصراع على الهواتف الذكية والبرمجيات الرقمية تحول إلى صراع جبابرة، وحرب تقنيات مسعورة لتحقيق السيادة على العالم من خلال منتجاتها الذكية، والقادم أفضل..