مصريون يغيرون حياة الناس بتشجيعهم على السفر

  • 3/9/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ثلاثة رواد مصريون من عاشقي السفر -يعتقدون أن السفر هو أفضل وسيلة للتعلم- تعاونوا لإطلاق مجلة سفر إلكترونية فريدة تستهدف المسافر المتوسط الدخل في منطقة الشرق الأوسط. مما لا شك فيه أن السفر هو تجربة قد تُغير من شكل حياتك وتفكيرك، وتجعلك أكثر قَبولاً للآخرين وتفهمًا للاختلاف والتنوع. كثيرٌ هم من يتمنون السفر ويتحدثون عنه في منطقة الشرق الأوسط، ولكن تأتي الرياح بما لم تشتهِ السفن، حيث تتعدد العقبات ما بين إصدار التأشيرات وصعوبة التخطيط لرحلة وفقًا للميزانية، فإن المسافر العربي يواجه عديد الصعوبات كي يستطيع السفر حول العالم. وكما جاء في تقرير منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة لعام 2018، فقد أصبحت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واحدة من أسرع أسواق السفر نموا في العالم، حيث شهدت منطقة شمال إفريقيا تزايدًا كبيرًا في عدد السياح بجانب الدول الأوروبية، وعلى الرغم من هذه الإحصائيات الإيجابية فإن المنطقة تفتقر وبشدة إلى المحتوى المُخصص لمساعدة المسافرين الجُدد عبر الإنترنت. ولذلك فقد أقبل اثنان من الشباب المصري العاشق للسفر على إنشاء المجلة الإلكترونية Safareya.com بعد ملاحظتهم لذلك الخلل الكبير. طرح أحمد فارس ومونيكا جرجس الفكرة على شخص جدير بتلك الثقة ولديه معرفة ودراية بأهمية ذلك الأمر، وهو رجل الأعمال المصري، متسلق الجبال الشهير والمغامر، عمر سمرة. وأوضح سمرة، والذي أصبح من الأعضاء المؤسسين للمجلة «عملي في مجال السفر لمدة 10 سنوات جعلني على دراية بالحاجة المُلحة لمجلة مُتخصصة في السفر والسياحة لمواطني منطقة الشرق الأوسط». ولذلك تعاون سمرة مع الثنائي فارس ومونيكا لتنفيذ فكرة أول مجلة سفر في الشرق الأوسط -تركز على مناقشة قضايا السفر والعقبات التي تواجه مسافري المنطقة- لسد تلك الحاجة ومعالجة هذا الخلل. وأضاف سمرة «بدا الأمر صعبًا للغاية، لذا تحمست وعملت بكل ما أوتيت من قوة لنجاح تلك الفكرة». وقالت مونيكا «إن الفجوة بين أعداد الراغبين في السفر والذين يسافرون بالفعل كانت كبيرة للغاية، فضلاً عن ندرة المصادر التي تساعدهم سواء باللغة العربية أو حتى الإنجليزية». «معظم المعلومات والتصورات التي جمعناها من الإنترنت عن السفر ليست نابعة من مواطني الشرق الأوسط. وهناك ازدياد كبير في أعداد الراغبين في السفر من منطقة الشرق الأوسط، ولكن هناك فجوة كبيرة بين أعداد الراغبين وأعداد المسافرين» وواصلت مونيكا، المؤسس المشارك، ومحرر اللغة الإنجليزية بالمجلة «يعتقد الكثيرون أن السفر يتطلب منك الكثير من المال أو ترك عملك، وغير ذلك من المُعتقدات الخاطئة». وبما أن الثلاثة ينتمون إلى شريحة المسافرين الشباب فقد بدأوا بطرح الاقتراحات العملية لتسهيل السفر لمواطني الشرق الأوسط. وقادهم ذلك إلى إنشاء موقع إلكتروني يتكون من حوالي 10 أقسام. كان أولها قسم «باسبورت» الذي يعرض قائمة تضم معلومات متجددة عن تأشيرات دخول كثير من الدول. ثم قسم «اعرف»، الذي يحتوي على دليل شامل لما يمكن فعله في بلدان معينة. واستمرت الأقسام في الزيادة، وكل منها يعالج مشكلة معينة من المشاكل التي تواجه مسافري منطقة الشرق الأوسط، أو يعرض قصة لأحد المسافرين. أشار العضو المؤسس ومحرر اللغة العربية أحمد فارس إلى أن أهداف المجلة لا تقتصر على معالجة قضايا الخدمات اللوجستية والتأشيرات وأضاف «نسعى إلى إلهام ومساعدة النساء على السفر واستكشاف العالم، وللمجلة دور تلعبه في هذا الوقت الذي تواجه فيه النساء تحديات كثيرة في مجتمعات الشرق الأوسط». واستطرد «نحاول القيام بذلك من خلال نشر قصص النساء اللواتي يأخذن بزمام المبادرة ويجُبن العالم، ومن خلال تقديم الأدوات والنصائح التي تيسر سفر المرأة». ولهذا الغرض تم إنشاء قسم «سافري» الذي يتيح للقراء فرصة التعرف على قصة الفتاة التي سافرت لترعى الأسود والفهود في محميات الحياة البرية والأخرى التي صعدت قمم الجبال في نيبال، وغيرها من القصص المُلهمة. وقالت مونيكا «أظل أطالع صفحات الماضي وأتذكر تلك المرأة التي علّقت على إحدى منشوراتنا عندما بدأت انطلاقة المجلة، فقد أخبرت أنها أم، وأن لديها رغبة قوية في السفر، ولكنها لا تستطيع إليه سبيلاً، نظرًا إلى التقيد بقلة دخلها المالي وواجباتها كأم». وهذا هو سبب رعايتنا لقسم مثل «سافري». ولكن دور المجلة لا يقتصر على مجرد نشر محتوى متعلق بالسفر والمغامرة وما يلائم ذلك من قصص. وتابعت حديثها «أظننا نعيش في جزر منعزلة، ونحيط أنفسنا فقط بما تربينا عليه وألفناه. فبمجرد أن يتعرض الإنسان للعالم الخارجي، تتغير شخصيته. وإذا استطعنا مساعدة الناس على استكشاف العالم الخارجي، عن طريق إيهامهم بالسفر وإعدادهم له، فسوف يُحدث ذلك تأثيرًا كبيرًا في شخصية المسافر عن طريق معايشته لنمط حياة مختلف، وأظن ذلك في حد ذاته عاملاً مؤثرًا لإحداث تغيير في كل جوانب الشخصية».

مشاركة :