طاقات إبداعية فلسطينية تتوهج في مهرجان القدس للفنون الشعبية

  • 3/1/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

القدس: «الشرق الأوسط» وسط أجواء مبهجة وأنغام الموسيقى التراثية الأصيلة، يحتضن المسرح الوطني الفلسطيني في القدس إبداعات وطاقات فرق فنية راقصة جاءت لتحيي ليالي مهرجان «القدس للفنون الشعبية» الذي بدأ الجمعة ويختتم بعد غد. استهل المهرجان أول أمسياته مساء الجمعة بعرض لفرقتي «نهاوند للمواهب الشابة» و«نبع التراث المقدسية». واختار مدرب فرقة «نهاوند للمواهب الشابة» أن يبدأ عرضه بإسكتش مسرحي يوضح فيه الفرق بين الرقص على أغاني التراث الفلسطيني الأصيل ورقصات أخرى لا علاقة لها بالتراث. وبعد دخول الفرقة وهي ترتدي ملابس لا تعكس زي التراث الفلسطيني على وقع أغانٍ لبنانية، بدأ أحد الراقصين بالصراخ طاردا الفرقة من على خشبة المسرح قبل أن تعود مرة أخرى بلباس من التراث الفلسطيني على وقع أغان فلسطينية. وقال أسامة أبو لالة مدرب الفرقة لـ«رويترز» بعد العرض: «أردت أن أوضح للجمهور الفرق بين رقص التراث الفلسطيني والرقص الآخر». وتضم فرقة نهاوند للمواهب الشابة التي تأسست في 2009 في حواري القدس القديمة ما يزيد على 60 راقصا وراقصة من أعمار مختلفة. ويتحدث هيثم جدة المدير التنفيذي للفرقة عن نشأتها قائلا: «قبل 6 سنوات بدأنا في البلدة القديمة في القدس على تشكيل فرقة فنية هدفها المحافظة على تراث المدينة ومحاربة تهويدها». ويضيف قائلا: «نسعى اليوم لتكون لدينا مدرسة تجمع هذه المواهب وتعمل على تطويرها وفتح المجال لها للمشاركة في المهرجانات المحلية والخارجية». وقدمت فرقة «نبع التراث المقدسية» التي ارتدى المشاركون فيها الزي الفلسطيني المطرز الكثير من اللوحات الفنية الراقصة على وقع أغاني التراث الفلسطيني. وقالت الفرقة في نشرة للتعريف بها إنها تأسست في 2008 «بجهود نخبة مميزة من خيرة شباب وصبايا القدس مساهمة منها في الدفاع وحماية موروثنا الثقافي والتراث الفلسطيني عموما والمقدسي بشكل خاص». ويرى القائمون على المهرجان الذي ينظمه مركز يبوس الثقافي بدعم من الاتحاد الأوروبي ومؤسسات تعاون أنه «فعل كفاحي يتصدى لعوامل الإماتة والتغييب والمحور». وتضيف نشرة حول المهرجان أنه «في ظل هجمة منتظمة تتسارع وتيرتها ضد كل ما هو فلسطيني ينتمي إلى جذر هذه الأمة وتراب هذا الوطن وتراث هذا الشعب رأينا أن يكون لفرق الفن الشعبي الفلسطيني مهرجان يؤكد حضورها الناصع». وقالت رانيا إلياس مديرة مركز يبوس الثقافي الذي ينظم هذا المهرجان الذي يقام للمرة الأولى: «هذا الجهد جزء من مشروع كبير نطمح من خلاله إلى تأسيس مدرسة للرقص الشعبي في المدينة المقدسة». وأضافت لـ«رويترز» في ختام العرض: «الحضور اللافت لفئة الشباب لهذا المهرجان يؤكد مدى حاجة الشباب وتعطشهم لهذا الفن في المدينة المقدسة». وأوضحت رانيا أن مركز يبوس الثقافي يسعى إلى فتح آفاق أخرى أمام الشباب المقدسي للحفاظ على هويتهم وتراثهم من خلال مجموعة من البرامج، منها تنظيم زيارات للقرى المهجرة في مدينة القدس والتقاط صور لها وتنظيم معارض لهذه الصور إضافة إلى إتاحة المجال لإقامة معارض فنية لعدد من الفنانين الشباب. وقالت: «كنا نستعد لإقامة هذا المهرجان نهاية العام الماضي، وتأجل افتتاحه لأكثر من سبب وكان آخرها الطقس العاصف الذي اجتاح المدينة، ولكن كان لدينا الإصرار والتصميم على إقامته». وفي كلمة قصيرة له في حفل الافتتاح قال جون روتر ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين إن الاتحاد قدم الدعم لهذا المهرجان لإيمانه بأهميته في الحفاظ على الموروث الثقافي الفلسطيني. وتمتد عروض المهرجان حتى بعد غد الثلاثاء يتخللها أمسية خاصة للفنانة الفلسطينية دلال أبو أمنة ستقدم خلالها عرضا تراثيا خاصا بعنوان «يا ستي».

مشاركة :