الخرطوم - (وكالات الأنباء): تظاهر طلاب بالجامعة الوطنية امس السبت في إطار الحراك الشعبي المستمر في السودان منذ أكثر من شهرين للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس عمر البشير. ورفض الطلاب خوض الامتحانات المقررة أمس السبت وعمد بعضهم إلى قذف أوراق الامتحانات من داخل القاعات، وانتشر الطلاب في باحة الجامعة وبدأوا ترديد هتافات تندد وتطالب بإسقاط النظام. على صعيد آخر استجاب سودانيون في أحياء مختلفة في العاصمة الخرطوم لدعوة النظافة وإصحاح البيئة التي دعا إليها تجمع المهنيين (تجمع نقابي غير رسمي) أمس. وعجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور لسودانيين يقومون بنظافة الأحياء ووجدت الخطوة استحسان البعض، بينما انتقدها آخرون باعتبارها تنحرف بمهام التجمع في الدعوة إلى إسقاط النظام. ودعا التجمع إلى تظاهرات اليوم الأحد تنطلق من دار حزب الأمة المعارض بزعامة الصادق المهدي إلى مباني البرلمان للاحتجاج على خطوة البرلمان المتوقعة بإجازة قانون الطوارئ غدا الاثنين. وأعلن التجمع عصيانا مدنيا شاملا يوم الاربعاء المقبل مدة يوم واحد في إطار مساعي التجمع لإعلان عصيان مدني إلى حين إسقاط النظام. من جانب آخر، أمر الرئيس السوداني عمر حسن البشير يوم الجمعة الماضية بالإفراج عن كل النساء اللائي اعتقلن بسبب المظاهرات المناهضة للحكومة وذلك بعد ساعات من تنظيم محتجين مسيرات في أكبر مدينتين بالسودان. ويشهد السودان احتجاجات شبه يومية ضد البشير منذ 19 ديسمبر الماضي. واندلعت هذه المظاهرات بسبب زيادة الاسعار ونقص السيولة المالية ولكنها تحولت إلى أقوى تحد للبشير منذ توليه السلطة في انقلاب عسكري قبل 30 عاما. وذكر بيان للرئاسة أن البشير طلب من قادة أجهزة الامن والمخابرات خلال اجتماع يوم الجمعة الإفراج عن كل النساء اللائي اعتقلن فيما يتعلق بالاحتجاجات. ويقدر نشطاء مناهضون للحكومة أن أكثر من 150 امرأة معتقلة حاليا لمشاركتهن في الاحتجاجات. وقال شهود في وقت سابق ان مئات المحتجين رددوا هتافات مناهضة للحكومة بعد انتهاء صلاة الجمعة في مسجد كبير بالقرب من العاصمة الخرطوم؛ ما دفع الشرطة إلى مواجهتهم بالغاز المسيل للدموع. وذكر شهود أن حشودا أخرى تجمعت في عدة مناطق بالعاصمة الخرطوم بعد الصلاة. وفي حي بري هتف العشرات: «الثورة خيار الشعب» و«يسقط بس»، في اشارة إلى أن مطلبهم الوحيد هو سقوط البشير. وأعلن البشير الشهر الماضي حالة الطوارئ وأقال الحكومة المركزية وعين مسؤولين أمنيين محل حكام الولايات ووسع صلاحيات الشرطة ومنع التجمعات العامة من دون تصريح. وتحاكم محاكم الطوارئ منذ ذلك الحين المحتجين في جلسات مسائية، ما أطلق شرارة مزيد من الاحتجاجات خارج مباني المحاكم.
مشاركة :