أصدرت دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي ترجمة كتاب: «ناطحات السحاب: تاريخ أروع مباني العالم» عن مشروع «كلمة» للترجمة، وذلك برعاية «إعمار العقارية». ويأتي الكتاب في إطار اتفاقية التعاون التي وقعتها دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي مع مجموعة إعمار العقارية سابقاً، لدعم مبادرة «ندعم الثقافة» الخاصة بتعزيز دور الشركات والمؤسسات الوطنية وقطاع المال والأعمال في حركة التأليف والترجمة والنشر، وإشراكها في تطوير آليات النشر والتوزيع، بما ينعكس إيجاباً على الحياة الثقافية ومجتمع القراءة في دولة الإمارات وعموم المنطقة العربية. والكتاب من تأليف مؤرّخة فنّ العمارة جوديت دوبريه ونقله إلى العربية أحمد محمود، وراجع الترجمة عمر سعيد الأيوبي. وهو موّجه للأشخاص الذين يحبون النظر إلى أعلى وهم يسيرون في شوارع المدينة. إنه لهؤلاء الذي يتساءلون: لماذا بُنيت ناطحات السحاب؟ وكيف؟ أيقونات المدن وتشير المؤلفة، التي تعتبر من مؤلّفي الكتب الأكثر مبيعاً وفقاً لقوائم صحيفة نيويورك تايمز، إلى أنّ ناطحات السحاب تقوم بأدوار كثيرة -فهي أيقونات المدن، ونجوم السينما، وأماكن للعمل. وهي تعبر عن آمال الأمة وأحلامها الضخمة. كما أنها حلول للتمدن الجاري في أنحاء كثيرة من العالم، ومن هنا جرى تصدير ناطحات السحاب إلى أنحاء العالم المختلفة بعد أن كانت شكلاً فنياً تنفرّد به أميركا. وبينما كانت نيويورك وشيكاغو معملين كبيرين لتصميم ناطحات السحاب في القرن الماضي، فإنّ المدن الناشئة اليوم في الشرق الأقصى والشرق الأوسط هي الصفحات البيضاء الجديدة. والكتاب استعراض انتقائي لناطحات السحاب البارزة التي دفعت فنّ البناء شديد الارتفاع إلى أعلى. وهو مرتّب زمنياً لبيان التطوّر الأسلوبي لناطحات السحاب منذ البدايات شديدة الصرامة من الناحية الإنشائية في ثمانينيّات القرن التاسع عشر في شيكاغو الحدودية إلى إبداعات مانهاتن المسرفة التي ترمز إلى عصرها الذهبي بين الحربين العالميتين. وبعد ذلك من خلال ظهور الطراز الدولي، وإعادة تدوير ما بعد الحداثة النشط، وإلى تهجين الأساليب الحداثية وما بعد الحديثة والمحلية. يزخر الكتاب بالصور التي يراد منها توفير معلومات تتجاوز ما يمكن الحصول عليه من النص. إنها توثّق التجربة الحضرية النهائية للقرن الحادي والعشرين. دبي التي لا نهاية لها تتناول مؤلفة الكتاب مدينة دبي كمثال للتطور العمراني الهائل على مستوى العالم، فتقول: تتمتع دبي بأشعة الشمس معظم السنة، وهي ملاذ آمن ودود ومتسامح، تسعى إلى تحسين بنيتها الأساسية، فهي تبني المطارات الجديدة والطرق وأنظمة المترو، استعداداً لمزيد من النمو في المستقبل. بُنيت دبي على فرضية أساسية واحدة، وهي أنّ العمارة عالية الجودة شديدة الارتفاع سوف تجذب الأعمال والسائحين وتجعل الإمارة، مركز الشرق الأوسط المالي والسياحي. وكانت المدينة بحاجة إلى رمز، فكانت فكرة «برج خليفة»، كأعلى مبنى على الأرض. وقد نجحت تلك الاستراتيجية في الصورة الكبيرة الحرفية والمجازية، حيث جعلت اسم دبي على كل لسان في كل مكان. وتشيد المؤلفة برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، فتقول بأنه قائد ذو رؤية، وهو أول من كلف بأبنية مثل برج العرب الذي خلق إحساساً بالعجب بشأن دبي. وقد أتبعه بمارينا عرضها ميلين في الصحراء، حيث جاء بالماء من الخليج ليستحدث عشرات مواقع الواجهات البحرية الجديدة. وتتصدر غلاف الكتاب صورة ساحرة لبرج خليفة في مدينة دبي، كأعلى برج في العالم. ويذكر الكتاب أن برج خليفة هو أعلى بناء على الأرض، وهو من الارتفاع بحيث يلقي بظله على السحب تحته. وقد خلق ارتفاعه الأسطوري إحساساً بالعجب تجاه البناء وموقعه الثري الواقع على مقربة من الشاطئ. وطبقاً لما يقوله مصمم البرج أدريان سميث، فإن شكله الثلاثي الرشيق استلهم من الشكل الثلاثي لزهرة الصحراء وزخارف العمارة الإسلامية التقليدية المخرّمة.
مشاركة :