نظم نادي "كلمة" للقراءة ، التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي جلسة نقاشية وتوقيع كتاب "ناطحات السحاب: تاريخ أروع مباني العالم" لمؤلفته جوديث دوبريه، أمس في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2019.وأدار الجلسة ماثيو إليوت، والذي تحدث عن اختصاص الباحثة في اللغة الإنجليزية وآدابها أواخر القرن الماضي، وإصداراتها العديدة، ذاكرًا منها كتابها حول مركز التجارة العالمي في العام 2016، والذي كان قد صدر في نسخته الأولى في العام 1996، والتاريخ الأمريكي في الفن والذاكرة، وقراءات ومراجعات لكبريات الصحف الأمريكية الوطنية، وأجرت حوارات ثقافية مع العديد من مصممي العمارة والفنانين والمصممين، بينما تناولت الكاتبة كتابها بالعرض التفصيلي ودوافع كتابتها للكتاب.تحدثت المؤلفة خلال الجلسة عن كتابها وجماليات ما تأتي به الهندسة المعمارية حول العالم، وقد صاحب حديثها عرض لأجمل وأشهر المباني وأكثر المدن توسعًا في إنشاء ناطحات السحاب أو الأبراج، وقالت إنّ الكتاب يأخذ القراء المهتمين والشغوفين بمعرفة وكيفية بناء ناطحات السحاب في رحلة بصرية تستكشف الجوانب الهندسية والمعمارية والاقتصادية والتأثير الثقافي لهذه الناطحات باعتبارها رمزًا للمدينة والتوسع الحضري والقوة الاقتصادية، كما أنه يوثق لهندسة وعمارة أكثر من 150 مبني حول العالم.وأضافت المؤلفة أنّ أكثر ما نحتاجه في هذه الحياة هو الملجأ، لكننا لسنا على دراية بالفن المعماري ربما لأننا لا نتواصل مع الجمهور ونستطيع رؤيته بما يسمح لنا ابتكار طرز معمارية جديدة، لكن على أية حال هناك مهندسون من بينهم مسلمون في مختلف أرجاء العالم يتمتعون بالموهبة والحس الجمالي بما يسمح لنا رؤية الجديد دائما.وروت المؤلفة كيف كانت تأمل أنّ تكون رسامة لكنها فضلت الالتحاق بالهندسة المعمارية لتسير قدمًا في هذا العالم. وأشارت أنّ هذا الكتاب "ناطحات السحاب" ليس أول كتبها حيث سبقه عدة كتب، وأنها عند تصميم الغلاف كانت هناك العديد من الأفكار التي خلصت إلى أن يكون طوليًا بحجم 18 بوصة، وبلغ عدد طبعاته 41 طبعة فضلًا عن ترجمته إلى 10 لغات حول العالم. وهو كتاب يمكن للقارئ قراءته من أي مكان شاء سواء من البداية أو من الوسط أو النهاية.ورأت المؤلفة أنّ للتصميمات الهندسية لناطحات السحاب علاقة وثيقة بالعلوم الاجتماعية وعلمي العقيدة والأديان، وأنّ تصميم المدن يقوم على أبعاد إنسانية ترتبط ارتباطا وثيقا بالروح، وأن هذه التصميمات هي تابعة لشخصية المصمم ورؤيته وأفكاره. لافتة إلى أنّ أبوالهول في مصر يشكل هندسة مذهلة في عمقها فهو يعبر عن القوة والعظمة.وقالت إنّ الكثير من ناطحات السحاب حول العالم تحمل في تصميمها ملامح من العمارة الإسلامية. وربطت بين ناطحات السحاب والقوة الاقتصادية. كما أشارت إلى أنّ برج العرب في دبي كان له أثر بارز في وضع إمارة دبي على الخارطة الاقتصادية العالمية، وها هو برج خليفة يؤكد القوة الاقتصادية لدبي، هذا البرج الذي صممت أساساته على شكل مثلث أو زهرة، ثلاثة أجنحة وراء بعضها البعض، من أي زاوية يمكن رؤيتها.وكشفت المؤلفة أن كتابها لا يستهدف أن يكون دليلًا شاملًا وإنما استعراضًا انتقائيًا لناطحات السحاب البارزة التي دفعت فن البناء شديد الإرتفاع إلى أعلى، وهو مرتب زمنيًا لبيان التطور الأسلوبي لناطحات السحاب منذ البداية شديدة الصرامة من الناحية الإنشائية في ثمانينيات القرن التاسع عشر في شيكاغو، إلى إبداعات مانهاتن المسرفة التي ترمز إلى العصر الذهبي بين الحربين العالميتين ، بعد ظهور الطراز الدولي، وإعادة تدوير ما بعد الحداثة النشط، وتهجين الأساليب الحديثة وما بعد الحديثة والمحلية، ويعرض الكتاب العديد من ناطحات السحاب التي تتحلى بالمسؤولية البيئية، من الناحيتين العلمية أو الخيالية التي تبشر بالأبراج الخضراء التي لم تأت بعد.الجدير ذكره أنّ أبرز المباني والمدن التي تناولها الكتاب هي مركز التجارة العالمي، مركز جون هانكوك، مارينا سيتي، مبنى وولورث، نمو مدينة نيويورك، مبنى ألوكا، مدن خيالية، بلدية طوكيو، بنك الصين، برج لاند مارك، أبراج بتروناس، برج العرب، برج يو إس بانك، مركز بنك أو أمريكا، البنك الأهلي التجاري، فندق وبرج ترامب الدولي، مركز التجارة الدولي، أكوا، برج خليفة، برج شنغهاي، وبرج المملكة العربية السعودية.دليل العمارةكما نظم نادي "كلمة" للقراءة جلسة نقاشية ثانية عن كتاب "دليل العمارة في الإمارات"، بمشاركة كلٍّ من يان ديمونغ، وهنريك بوهليه، وماثيو إليوت، حيث تناول المشاركون أهمية توثيق العمارة في الإمارات كونها ترتبط بماضي ومستقبل الدولة وتراثها وإرثها الحضاري، مع عرض صور من، العمارة التراثية.واستعرضت الندوة أهمية التعريف بالإرث المعماري الغني المرتبط بالإرث الثقافي الوطني الذي تعبر عنه بيوت وقصور الإمارات والمباني القديمة المنجزة بعناية معمارية وبيئية شديدة وأنماطها المعمارية المتعددة والملهمة للتصميم المعماري الحديث، من بيوت العريش وصولًا إلى الصروح المعمارية العريقة في الدولة، بما تظهره من جماليات وتفاصيل العمارة وموارد البيئة الطبيعية المتمثلة في المواد المستخدمة في البناء.
مشاركة :