عمون - تتحين السلطات السورية الآن فرصة الخروج من تحت الانقاض للانقضاض على حلقات تعتقد انها الاضعف في سلسلة الانهيار والدمار الذي خلفته عقلية القلعة التي تدير الدولة ، بعد سنوات عجاف من الاسى والمهانة للشعب العربي السوري الذي غادر نصفه دياره نحو المجهول دون ان تتعلم السلطات الدمشقية من درسها الذي من المفترض انها غادرته للتو..مئات الالاف من السوريين حلّوا اهلا لنا في الاردن فلم تحجز السلطات الاردنية واحدا ولم تحقق الا مع الارهابيين الخوارج ، وظلت مثل حد السيف تقاوم من اجل وحدة سوريا واراضيها وبقيت صامدة امام مد من الضغط لادخال الاسلحة الى المعارضين في الداخل السوري ، وظلت تدعو في المحافل الدولية لنصرة الشقيق الذي عاد الى حليمته القديمة ولم يتعلم من تجربة لا اقسى ولا امر ..المليون ونيف من اللاجئين ظلوا ومايزالون في قرة عين الاردنيين نتقاسم معهم اللقمة والماء والعمل ليقابل جزء من شعبنا بالنكران والحبس والتحقيق ولا نقول التعذيب بحجج واهية اقلها مخالفة الاقامة في الديار الشامية..هل تصحو السلطات السورية من غفلتها وتعيد حساباتها لتفتح صفحة جديدة مع الشقيقة التي ما فتئت تحاول اعادتها للصف العربي باعادة دمشق للجامعة العربية التي كانت عمان ضد خروجها اساساً.. لكن يبدو ان اعمى البصر والبصيرة اعمته السنين من الكفاح ضد شعوبها واراضيها التي كان الاردن سباقاً في الحفاظ عليها ..وهل تتيقن دمشق ان عمان لم تكن يوما خنجرا في خاصرتها حتى تقابل بهذا النكران من تلميحات عبر وسائل اعلامها ومن حبس لمواطنين اردنيين عزل احبوا الشام وراحوا اليها على عجل اول "الانتصار" ليقابلوا بما آلوا اليه عبر سجونهم واقبيتهم المرة ..امام دمشق الفرصة الاهم في تاريخها للعودة الى عروبتها والاستفادة من درس خراب البيت ودفن التحدي والاقتناص والانتقام من شريك وجار وشقيق محب لها وحام لارضها في العقد الاخير من القرن الجديد.. فهل تتعظ ام تواصل غيّها وتمردها على مصالحها القومية العليا..
مشاركة :