دبي: زكية كردي «نافذة الفن والتسامح»، هو العنوان الواسع المطل على آفاق كثيرة قادمة لمعرض سكة الفني 2019، الذي يقام خلال الفترة ما بين 16 و24 مارس الجاري، بنسخته التاسعة تحت رعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، نائبة رئيس هيئة الثقافة والفنون بدبي، متضمناً برنامجاً حافلاً تم الإعلان عنه خلال مؤتمر صحفي، صباح أمس، في حي الفهيدي التاريخي. يشمل برنامج «سكة» الذي ينضوي تحت مظلة «موسم دبي الفني» لهذا العام، باقة متنوعة من المعارض والإبداعات الفنية، وعروض الأداء والفن التشكيلي، والعروض الموسيقية والسينمائية، وورش العمل، ومجالس الشعر والحلقات الحوارية. واستقطب المعرض في نسخته الحالية أكثر من 400 طلب مشاركة، ليتمكن 48 فناناً من المشاركة فيه، ويعملوا على تطوير أبحاثهم الفنية من وحي شعار المعرض: «نافذة الفن والتسامح»، وحرص بعضهم على حضور المؤتمر للتعريف بمشاريعه وأفكاره. وقال سعيد النابودة، المدير العام بالإنابة لهيئة الثقافة والفنون في دبي: «إدراكاً منا لسمة التعدد الثقافي في الإمارات، واحترامها لكافة العقائد والثقافات، سيكون المعرض موجهاً لمحاور مفهوم التسامح؛ لذا اخترنا عنوان: «نافذة الفن والتسامح» احتفاء بمبادرة عام التسامح. وسيتم التركيز على التعدد الثقافي وروح الانسجام، والنسيج المجتمعي القوي في الإمارات». وأضاف: «يحقق المعرض كثيراً من الأهداف الأخرى، في مقدمتها رعاية الفنانين في الإمارات والمنطقة، وإتاحة الفرص المثالية لهم لعرض أعمالهم الفنية أمام جمهور محلي وعالمي واسع في إمارة دبي. ونقيم للفنانين العديد من الورش المتخصصة، تحت إشراف خبراء في مختلف المجالات، تحقيقاً لمهمتنا الهادفة إلى إيجاد الفرص للفنانين المبتدئين، واحتضان المواهب وتشجيعها، من خلال توفير المنصات المثالية لها لصقل مهاراتها». وعن جديد المعرض والتغيرات التي طرأت على نسخته التاسعة، يشير وليد موسى، مدير موسم دبي الفني، مدير معرض سكة الفني في «دبي للثقافة»، إلى أن «سكة نهاراً» تعتبر من أبرز الإضافات، وستكون تجربة مختلفة عن «سكة ليلاً»، حيث يحتفي الأول بالأعمال والمعارض الفنية للمبدعين المقيمين في حي الفهيدي التاريخي، وتكمن أهميته في تعريف السياح و زوار الحي، والرحلات المدرسية في المعرض، بالفن الذي تُبرزه إمارة دبي. ويقول: «ركزنا في هذا الموسم على طلبات الجمهور، وخصصنا مناطق للمسرح، وأخرى للفنون السمعية البصرية، وأيضاً المحادثات والخطابات، والأطفال، وبهذا نغطي تطلعات الجميع. أما بالنسبة للفنانين فلدينا زيادة نفخر بها في نسبة الفنانين الإماراتيين؛ إذ بلغت 46%، وهناك مشاركات من دول مجلس التعاون الخليجي، ومن المقيمين في الإمارات». وأشار إلى أنه سيتم الإعلان قريباً عن بعض التغييرات الإيجابية، في ما يخص انتشار المشاركات خارج الإمارات. يتضمن المشروع الفني التجريبي للفنانة جمانة الهاشمي، العطور وأثر الرائحة في تشكيل الذكريات، وتقول: «من عملي كباحثة في «بيت العطور» في الشندغة، استلهمت الفكرة. فالعطر في الإمارات من الأشياء المهمة جداً، خاصة تلك الروائح التي كبرنا عليها، وبالطبع لكل رائحة انطباع وأثر في الذاكرة، فإن كانت الصورة تختزل ألف كلمة، أعتقد أن الرائحة تختزل ألف صورة. وفي هذا المشروع أحرق روائح مختلفة من الدخون بطريقة معاصرة، باستخدام ماكينة ليزرية، ثم أحاول استقصاء الذكريات والأفكار والصور التي حركتها تلك الروائح لدى الأشخاص». أما الفنانة فاطمة عبدالله، فعملت على ملاحقة شغفها بصور الظلال، وتلك التفاصيل التي تُلهمها. وعن العلاقة بين ظلالها وعام التسامح تقول: «قبل أن نبدأ التسامح مع الآخرين علينا أن نبدأ بمسامحة أنفسنا. وتجربتي تركز على الظل؛ لأنه لا يعرف المراوغة، هو بسيط بدون ألوان أو رائحة أو بريق، وبتأمل الظل يمكننا التواصل مع ذواتنا البسيطة وتقبلها كما هي، لنقدر على تقبل الآخرين». وعن مشاركته للمرة السابعة في «سكة» يذكر الفنان راشد الملا، أن الميزة في هذا الحدث، أن يبقي الفنان على تواصل مباشر مع الجمهور، بينما تتسم صالات العرض بالنخبوية، وتقتصر على عدد محدود من الناس. أما عن الجديد الذي يقدمه فهو عبارة عن عمل تركيبي يتناول ظاهرة قطع الأشجار في الغابات، ويربطها باستهلاك الأوراق وإهدارها، موضحاً أن فهم الناس لهذا التناسب الطردي ما بين استهلاكهم للورق وقطع الأشجار، لابد أن يؤثر في طريقتهم في التعامل مع الأمر. وعن رعاية المعرض للمواهب والفنانين المشاركين، تكشف الفنانة روضة أحمد الصايغ، عن تجربة خاصة مرت بها، وتقول: «الفكرة التي تقدمت بها للمشاركة، كانت مختلفة عن التي ستُعرض، وهذا لأنني تعرضت لكسر في اليد أعاقني عن إتمام المشروع، لكن إدارة «سكة» ساندتني وأصرت على مشاركتي بعمل آخر، وهذا ما جعلني أشعر بأن هيئة دبي للثقافة والفنون، ليست مهتمة بالمعرض وحسب؛ بل بالفنانين المشاركين لتمنحهم العديد من الفرص».
مشاركة :