كشفت وثائق مسربة حصلت عليها صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أن قطر دفعت «سراً» رشى بملايين الدولارات للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» من أجل الحصول على استضافة مونديال 2022، فيما أظهر استطلاع رأي، أجرته الصحيفة،أن 93% من القراء يؤيدون سحب حق تنظيم المونديال من قطر، تزامناً مع فضيحة الرشوة.وذكرت الصحيفة في تحقيق حصري نشرته عبر صفحتين كاملتين بعددها الصادر أمس الأحد، استنادا إلى الوثائق، أن الدوحة دفعت ما مجموعه 880 مليون دولار إلى الفيفا، في مسعاها لاستضافة مونديال 2022.وقسمت الدوحة المبلغ الذي منحته للفيفا مقابل استضافة المونديال على دفعتين، الأولى قيمتها 400 مليون دولار تم تسديدها لممثلين في «الفيفا» قبل 21 يوماً فقط من إعلان فوز قطر باستضافة مونديال 2022 في 2 ديسمبر/كانون الأول 2010.وأشارت الصحيفة إلى أن الدفعة الثانية من المبلغ وهي 480 مليون دولار وصلت إلى حسابات خاصة بالفيفا بعد 3 سنوات من إعلان فوز قطر باستضافة المونديال.وكشفت الوثائق «أن مسؤولين تنفيذيين من قناة الجزيرة القطرية المملوكة للدولة وقعوا عقداً تلفزيونياً لشراء حقوق بث مباريات المونديال، هو الأضخم من بين العروض التي قدمت للفيفا».وذكرت إحدى الوثائق نصاً «أنه في حالة منح مسابقة 2022 إلى دولة قطر، يجب على الجزيرة، بالإضافة إلى رسوم حقوق البث «وهي 400 مليون دولار»، أن تدفع إلى حساب معين للفيفا مبلغاً قدره 100 مليون دولار ».وأشارت الصحيفة إلى أن العقد الخاص الذي تبلغ قيمته 400 مليون دولار، كان بإيعاز من أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، وتضمن ما وصفته الصحيفة «رسم نجاح» قيمته 100 مليون دولار.وتوضح الصحيفة، أن داميان كولينز رئيس لجنة الثقافة والرياضة والإعلام في مجلس العموم البريطاني، طالب فيفا بوقف العقد، حتى تقوم لجنة القيم في الاتحاد بفحصه وتوضيح مدى قانونيته واتساقه مع معايير الفيفا.وتنقل الجريدة عن مختصين، قالت إنهم اطلعوا على العقود ودققوها لصالحها، قولهم «إن القيمة المدفوعة من الجزيرة نظير الحقوق التلفزيونية غير مسبوقة، خاصة مبلغ 100 مليون دولار التي خصصها العقد في حال فوز قطر بتنظيم البطولة، حيث يقول العقد إنه سيكون بمثابة دعم للفيفا في تكاليف الانتاج إذا أقيمت البطولة في قطر».ويقول الخبراء: إنه سيكون من الصعب تبرير المبلغ المدفوع من قِبَل شبكة البث القطرية لصفقات حقوق البث التلفزيوني بشروط تجارية بحتة. ويُعتقد أن هذا المبلغ هو خمسة أضعاف المبلغ المدفوع سابقاً لمثل هذه الصفقات في المنطقة.وتقع هذه العقود الآن في صلب تحقيق تجريه الشرطة السويسرية منذ سنوات بتلقي مسؤولين في الفيفا رشى من قطر من أجل استضافة مونديال 2022، ضمن فضيحة فساد أطاحت رئيس الفيفا السابق جوزيف بلاتر، ومسؤولين آخرين.ويؤكد تحقيق الصحيفة تقارير سابقة كشفت عن أن قطر اشترت حقوق استضافة واحدة من أكثر المنافسات الرياضية شعبية في العالم، بعد أن قدمت رشى إلى عدد كبير من المسؤولين في الفيفا.وإثر تقرير الصحيفة ظهر في السعودية هاشتاج «كم دفعت قطر للفيفا» وانتشر في وقت قصير ليظهر في قائمة أكثر الهاشتاجات تداولا صباح أمس.وطالب مغردون خليجيون بسحب حقوق التنظيم من قطر في ضوء تقرير الصحيفة.من جهة أخرى، أظهر استطلاع رأي، أجرته الصحيفة، أن 93% من القراء يؤيدون سحب حق تنظيم مونديال 2022 من قطر، تزامناً مع فضيحة الرشوة.وبعد ساعات من نشر التحقيق، صوت المئات ب«نعم»، للإجابة عن سؤال الصحيفة «هل يجب سحب حق تنظيم بطولة كأس العالم 2022 من قطر؟».ومن المقرر أن ينتهي الاستطلاع في منتصف نهار الجمعة المقبل، وستنشر النتيجة النهائية في»صنداي تايمز الأحد المقبل.(وكالات)
مشاركة :