أبدى عدد من المزارعين في القصيم تخوفهم من انتشار "سوسة النخيل" بعد ارتفاع عدد الإصابات في مزارع النخيل هذا العام إلى 800 إصابة، وذلك بالتزامن مع موسم تلقيح النخيل. وتشكل "سوسة النخيل" خطرا كبيرا على نحو ستة ملايين نخلة في مزارع القصيم، خاصة أن هذه السوسة بدأت تنتشر في المنطقة منذ عام 2001 في قرية الجديدات جنوب غربي بريدة، ثم ظهرت بعدها بثلاث سنوات في عنيزة، ثم ظهرت في بريدة في عام 2007، ثم انتشرت في أماكن أخرى في المنطقة. وكانت عدد الإصابات قد وصلت إلى 240 إصابة في العام قبل الماضي، لكنها في العام الجاري تجاوزت 800 إصابة، موزعة على بريدة وعنيزة ورياض الخبراء والبكيرية، في حين اشتكى المزارعون من عجز وزارة الزراعة منذ ثلاث سنوات عن الحد من الإصابة أو معالجة أسباب انتشارها. ونظرا لتفاقم الأزمة وزيادة القلق من انتشار هذه الآفة، طالب المزارعون، وزير الزراعة الجديد بحل مشكلتهم التي تؤرقهم منذ سنوات، مطالبين بضرورة تطوير وتفعيل الآليات الخاصة بمكافحة الآفات والأمراض الزراعية، مثل حشرة سوسة النخيل الحمراء التي تشكل خطرا متزايدا عليهم وفسح المجال أمام القطاع الخاص للمشاركة في هذه الجهود، خاصة في ظل تواضع الإمكانات المتاحة لوحدة المكافحة الحكومية، التي تحتاج إلى دعمها بالخبرات والمعدات والأيدي العاملة. من جانبه، اعتبر المهندس سلطان الثنيان، رئيس لجنة التمور بالغرفة التجارية في القصيم أن أكبر تحد لوزارة الزراعة في الوقت الحالي هو "سوسة النخيل الحمراء" واصفا إياها بـ "الوباء" لتسارعها في تدمير النخيل، وقد وصلت الإحصائية الأخيرة إلى إصابة 800 مزرعة في منطقة القصيم، ولا تزال الأساليب المتبعة للوقاية في مكافحتها دون المستوى المأمول، ولن تجدي ما لم نغير من استراتيجية الوقاية تغييرا جذريا، بعد تقييم كامل العمل السابق من خلال السنوات السابقة. وأضاف أن الكشف عن الإصابة هو أهم مرحلة، وهو بداية العمل، كما أن المواد المستخدمة في المكافحة بطيئة جدا، والأيدي العاملة يجب أن يخضعوا لمعايير خاصة من السرعة والإنجاز والدقة في العمل. فيما تحدث عبدالله البصير نائب رئيس اللجنة الزراعية بالغرفة التجارية في القصيم، عن السوسة الحمراء وخطرها في منطقة القصيم وكيف انتشرت خلال أربع سنوات من أربع مزارع إلى أكثر من 800 مزرعة معللا ذلك، بضعف إمكانات وزارة الزراعة وقلة حيلة الفرق التي تعمل في الميدان، حيث لا تتوافر لديها الأيدي العاملة المدربة وآلات المساندة ولا الحوافز المغرية، ولا يخفى على الجميع أن أهل المنطقة أنشأوا مزارع نخيل حديثة كلفتهم الكثير من الأموال والقروض، ولكنهم انصدموا أمام هذه الآفة التي بدأت تقضي على مزارعهم. ورأى البصير أنه من الواجب أن تكون محاربة السوسة ذات أولوية مهمة لدى الوزارة في الوقت الحاضر، حفاظا على هذه الثروة المهمة في بلادنا.
مشاركة :